بعد أن كثرت الشائعات وترددت الأقاويل غير الصحيحة عن أبناء قرية صول بعد هدم كنيسة الشهيدين، وأن أبناء القرية من المسلمين والمسيحيين بينهم عداوات كثيرة وأحقاد دفينة وأن المسلمين يعارضون إعادة بناء الكنيسة مرة أخري.. قرر أحد أبناء قرية صول المسلمين تغيير تلك الفكرة واعطاء رسالة للجميع بأن أبناء القرية سواء كانوا مسلمين أو أقباط هم في النهاية مصريون وأخوة وتجمعهم علاقات الصداقة والعشرة ولا يمكن أن تثار الفتنة بينهم إلا بفعل أياد غريبة عن القرية وهدفها هو زعزعة وحدة الأمة.. اسمه محمد كمال ويعمل رجل أعمال وهو من أبناء القرية ويعمل في مجال تعبئة المياه المعدنية وقام بالتبرع ب 2 مليون جنيه لإعادة بناء الكنيسة مؤكدا في نفس الوقت أن دار عبادة المسيحيين لها نفس حرمة دار عبادة المسلمين. في البداية كيف كان وقع الأحداث عليك؟ شعرت بغضاضة كبيرة عندما اندلعت هذه الأحداث الجديدة تماما علي قريتنا وعلي عاداتنا وتقاليدنا كمسلمين ومسيحيين نعيش جنبا إلي جنب منذ زمن بعيد ولم يحدث بيننا أي اختلاف أو مشاكل.. ولكن ما أحزنني أكثر هو بعض وسائل الاعلام والشخصيات الاعلامية التي كان لها دور كبير في تأجيج الفتنة والصراع بأحاديثهم الاعلامية ونشرهم الشائعات عن الاعتداء علي أعداد كبيرة من الأسر المسيحية وهو غير صحيح وشعر أهالي القرية في تلك اللحظة أنهم مستهدفون ولكن بعض الشباب المتعصبين من الطرفين جعلوا الأمور تتطور ولكن الحمدلله استطاع كبار رجال القرية من الجانبين السيطرة علي الأمور وإعادة الهدوء بمساعدة كبيرة من رجال القوات المسلحة. ما كان دورك خلال تلك الأحداث؟ لم أقف مكتوف الأيدي وحاولت جاهدا التحرك في كل اتجاه من أجل احتواء هذه الأزمة فقمت بالمشاركة في جلسات الصلح بين الطرفين جميعها، كما قمت بدعوة الشيخ محمد حسان للالتقاء بالناس في منزلي وحضر العديد من أبناء القرية وكان له دور كبير في التهدئة خاصة للشباب.. كما جمعت الشباب من الطرفين وقاموا بعمل ورقة صلح وبها شروط كل طرف وعلي كل منهم ان يلتزم بها وكان لها أيضا طرف كبير في تهدئة الأمور.. الحمدلله أشعر أنني أديت واجبي في هذه الأزمة بشكل مرضي ومازلت أقوم بما استطيع به. بكم تبرعت لبناء الكنيسة؟ تبرعت ب 2 مليون جنيه ويعلم الله أنه لو كان في استطاعتي أكثر لما بخلت به ولقد جاء هذا التبرع إعمالا لقول رسول الله »صلي الله عليه وسلم« من أفسد منكم شيئا فعليه إصلاحه.. لقد تأذت دار عبادة من دور عبادة المسيحيين وذلك بسبب المسلمين أي كانت الظروف ولذلك فعلينا المساهمة في اصلاحها.. وأنا أدعو كل من يستطيع المساهمة في اصلاح هذه الكنيسة بأي شئ يستطيع تقديمه أدعوه للتقدم به فورا وألا يبخل بأي شئ.. لقد تبرعت للكنيسة من دور عبادة المسلمين لأن الله أمرنا بذلك والآن اتبرع لإعادة بناء الكنيسة إعمالا لوصية رسول الله. هل صحيح الشباب المسلمين الآن يرفضون بناء الكنيسة؟ غير صحيح وهم الآن حريصون علي بناء الكنيسة التي تم الشروع في البناء فيها في تلك اللحظة حاليا وهناك تعاون كبير بين أهالي القرية من المسلمين والأقباط وكذلك القوات المسلحة. ما الذي تود أن تقوله في نهاية الحديث؟ أريد أن أوجه رسالتين الأولي لوسائل الاعلام والقائمين عليه بكل تياراته واتجاهاته وهي أرجوكم مراعاة الدقة والحذر عند نشر أو تناول مثل تلك القضايا الشائكة لأن تصريح واحد أو خبر مشوه من الممكن ان يشعل نار الفتنة لتحرق الأخضر واليابس وجميعنا جربنا هذا من قبل ولكن للأسف نقع فيه مرة أخري.. والرسالة الثانية موجهة لإخواننا المسيحيين وهي لا تستمعوا لمن يريد أن يشعل النار في هذا المجتمع فنحن أخوان منذ زمن طويل ونعلم بعضنا جيدا ولا يجب ان نعطي الفرصة لمن يحاول ان يشعل النار بيننا من الخارج وهناك أياد كثيرة تحاول الوقيعة بيننا يجب ألا نعطيها تلك الفرصة وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء أراده له حاقد.