بدأت في العاصمة الألمانية برلين قمة أوروبية مصغرة بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماثيو رينزي لبحث تداعيات العاصفة السياسية الناجمة عن تأييد غالبية البريطانيين الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وذكر مصدر فرنسي أن أولاند وميركل اتفقا خلال اتصال هاتفي في وقت سابق علي كيفية التعامل مع تبعات خروج بريطانيا رغم الإشارات المتضاربة من البلدين.ورفضت ميركل علي لسان المتحدث الرسمي باسمها أي مماطلة غير مبررة بشأن المفاوضات. ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت بريطانيا إلي تعيين ممثلها في المفاوضات. من جانبه حذر البابا فرنسيس بابا الفاتيكان من خطر «بلقنة» أوروبا داعيا جميع الأوروبيين إلي التحلي بروح «المسئولية». وفي مواجهة الضغوط الأوروبية التي تطالب بريطانيا بتقديم طلب رسمي لبدء مفاوضات خروجها من الاتحاد الأوروبي،أعلنت الحكومة البريطانية إنشاء دائرة خاصة ستبدأ العمل علي مسألة الخروج من الاتحاد، لكن وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن أكد أن بريطانيا لن تطبق المادة (50) من معاهدة إنشاء الاتحاد، من أجل الخروج من الاتحاد إلا في الوقت المناسب «عندما تتوافر لدينا رؤية واضحة للترتيبات الجديدة مع جيراننا الأوروبيين».وفي تصريح مقتضب هو الأول له منذ الاستفتاء قال أوزبورن الذي كان يؤيد البقاء في الاتحاد إن قرار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إرجاء تطبيق المادة 50 لحين انتخاب رئيس جديد للحكومة في الخريف أمهل البلاد بعض الوقت ليتسني لها اتخاذ القرار حول العلاقة الجديدة التي ستقيمها مع الاتحاد. وكانت مصادر دبلوماسية أوروبية رفضت الكشف عن هويتها قد أعربت عن اعتقادها بأن بريطانيا قد لا تباشر أبدا آلية خروجها من الاتحاد الأوروبي علي الرغم من نتائج الاستفتاء وأوضحت المصادر أنه لا يمكن البدء في المفاوضات طالما لم تبلغ بريطانيا الاتحاد برغبتها في الخروج. اقتصاديا رجح أوزبورن وقوع المزيد من التقلبات في الأسواق المالية لكنه شدد علي أن الاقتصاد البريطاني قوي بالدرجة التي تسمح له بمواجهة التحديات المقبلة وذلك بفضل 6 سنوات من السياسات المحافظة. وقال أوزبورن الذي كان في وقت ما المرشح الأوفر حظا لخلافة كاميرون إنه سيحدد مستقبله السياسي خلال الأيام المقبلة. جاء ذلك قبل اجتماع للحكومة البريطانية وجلسة لمجلس العموم هي الأولي منذ الاستفتاء الذي أدي إلي استمرار تراجع الجنيه الاسترليني والبورصات كما انحفضت أسعار النفط في حين ارتفعت أسعار الذهب بعد لجوء المستثمرين له كملاذ آمن.ومازالت الأزمة مشتعلة في حزب العمال المعارض بزعامة جيريمي كوربن حيث قدم 18 عضوا في حكومة الظل العمالية أي أكثر من نصف وزراء المعارضة في مجلس العموم (البرلمان) استقالاتهم للضغط علي كوربن لدفعه للتنحي. لكن كوربن مصمم علي البقاء في منصبه وقال في بيان إنه لايريد أن يخون ثقة الذين صوتوا له.من جانبه أكد بوريس جونسون أبرز المرشحين لخلافة كاميرون في رئاسة حزب المحافظين وأحد قادة معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبي في مقال نشرته صحيفة «ديلي تليجراف»أمس أن الخروج يجب أن يتم «دون تسرع» وحاول طمأنة البريطانيين المقيمين في الخارج ومواطني الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة. ودعا جونسون إلي «بناء جسور مع من صوتوا لصالح البقاء» بعد حالة الانقسام التي شهدتها البلاد.