تجاوزت عريضة علي الإنترنت موجهة إلي البرلمان البريطاني للمطالبة بإجراء استفتاء ثاني حول الاتحاد الأوروبي. عتبة الثلاثة ملايين توقيع . في أعقاب قرار البريطانيين الخروج من الكتلة الأوروبية.ويأتي ذلك في الوقت الذي نشرت فيه العديد من وسائل الإعلام المحلية مقابلات مع ناخبين صوتوا مع انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يبدون ندمهم علي ما فعلوا. فيما يقول بعضهم إنه تعرض للخديعة من قبل الحملة الداعمة للانفصال. وتطالب العريضة بإجراء استفتاء جديد بعد الاستفتاء الذي نظم الخميس وقضي بنسبة 51,9% من الأصوات بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. في قرار أثار انقساما شديدا في هذا البلد.ووقع مليونا بريطاني من مختلف أنحاء المملكة المتحدة علي العريضة يطالبون فيها بإعادة إجراء الاستفتاء من جديد نتيجة اتضاح أن الكثير من البريطانيين لم يكونوا يدركون عواقب الخروج من الاتحاد الأوروبي. فضلاً عن أن أعداداً كبيرة منهم قد يكونون قد غيروا مواقفهم في الساعات التي تلت نتائج الاستفتاء والتي أظهرت ردود فعل كارثية علي البلاد. أطلق الناشطون البريطانيون العريضة مساء الجمعة. أي بعد ساعات من ظهور نتائج الاستفتاء واستقالة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من منصبه. إلا أن العريضة جمعت بسرعة صاروخية تواقيع من أكثر من 1.2 مليون شخص من مختلف أنحاء بريطانيا خلال ساعات الليل. أي خلال أقل من 12 ساعة. ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال الساعات المقبلة بعد أن يتداول البريطانيون أنباء هذه العريضة. والعريضة موجودة علي الموقع الإلكتروني الرسمي للبرلمان البريطاني. حيث تتيح القوانين في بريطانيا لأي مواطن أن يقوم بإدراج أي عريضة أو مطالبة يرغب بها علي الموقع. وفي حال جمعت 10 آلاف توقيع فأكثر يتوجب علي الحكومة أن ترد علي مضمونها. أما إذا جمعت 100 ألف توقيع فأكثر فيتوجب علي مجلس العموم أن يحدد موعداً لجلسة يتم فيها مناقشة مضمون المطالبة أو فحوي العريضة.وخلال أقل من ساعة واحدة مساء الجمعة كانت العريضة قد جمعت أكثر من 100 ألف توقيع. ما يعني أنه يتوجب علي البرلمان أن يناقشها ويتخذ قراراً بشأنها. في سياق متصل قدّم عدد من وزراء حكومة الظل التابعين لحزب العمال البريطاني المعارض استقالاتهم.وشملت قائمة المستقيلين من حكومة الظل العمالية حتي الآن هيدي ألكسندر وزيرة الصحة. وغلوريا دي بييرو وزيرة الشباب. وليليان غرينوود وزيرة المواصلات. إضافة إلي وزراء التعليم والبيئة والشؤون الأسكتلندية. وعبر هؤلاء عن رفضهم أسلوب رئيس الحزب جيريمي كوربن في القيادة. الذي أقال هيلاري بن وزير الخارجية في حكومة الظل.وأفادت تقارير بأن هيلاري بن حرض زملاء له علي الاستقالة إذا رفض كوربن الرضوخ لمسعي يتزايد في صفوف حزب العمال لسحب الثقة منه. وتصف أوساط عمالية أداء كوربن بأنه كان باهتاً خلال الحملة المنادية ببقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. من ناحية أخري قال زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الاتحاد الأوروبي لن يقدم لبريطانيا أي عروض جديدة لتبقي جزءا منه ولا يمكن أن تكون "نصف شريك." وقال في مقابلة "لقد قررت بريطانيا الخروج. لن نعقد مباحثات بشأن ما يمكن للاتحاد الأوروبي تقديمه للبريطانيين ليبقوا فيه" واتخذ جابرييل موقفا صارما بشأن مستقبل علاقات الاتحاد الأوروبي مع لندن في تعارض مع موقف ميركل التي اتخذت نهجا توافقيا تجاه بريطانيا بالدعوة لإجراء مفاوضات هادئة ورشيدة مع "الشريك الوثيق" وقال جابرييل الموقف واضح.. لا توجد امرأة نصف حامل.. ولا يمكن أن يكون لديك نصف شريك.