أحدثت نتائج الاستفتاء التي أدت إلي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اليحالة انقسام شديد بين البريطانيين بسبب حدة الاستقطاب بين مؤيدي الخروج وأنصار البقاء. وأصبح هناك رابحون وخاسرون نتيجة خروج بريطانيا. فمن هم؟ الخاسرون ديفيد كاميرون: ويتصدر قائمة الخاسرين من معارضي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقد قدم علي الفور استقالته من منصبه كرئيس للوزراء ومن المتوقع ان يخسر أيضا زعامة حزب المحافظين إثر فشل حملته التي دعا اليها للتصويت لصالح البقاء داخل الاتحاد. وقال كاميرون أمام مقره في لندن إن «البريطانيين اتخذوا قرارا واضحا، وأعتقد أن البلاد بحاجة لقائد جديد يأخذها في هذا الاتجاه»، جيرمي كوربن: رئيس حزب العمال المعارض هو ثاني الخاسرين الذي سبق وأعلن أنه يدعم بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد لأن ذلك سيتيح المزيد من فرص العمل والاستثمارات. الا انه اكد بعد نتيجة الاستفاء إن البريطانيين أيدوا الخروج من الاتحاد الأوروبي لغضبهم من المعاملة التي تلقوها من الحكومات البريطانية المتعاقبة. وأضاف إن الكثير من البريطانيين سئموا من خفض النفقات والاضطرابات الاقتصادية التي وقعت ويشعرون بغضب عارم لما لقوه من من خديعة وتهميش علي أيدي الحكومات المتعاقبة وخاصة في المناطق شديدة الفقر. الفائزون: بوريس جونسون: أما مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد فيتزعمه بوريس جونسون عمدة لندن السابق الذي ينتمي لحزب المحافظين والذي قام بدور هام في التأثير علي الناخبين ودفعهم للتصويت لصالح الخروج من الاتحاد، حيث أكد أن المغادرة ستوفر لبريطانيا الحرية التي تحتاجها لتضع أولوياتها بنفسها.. رافضا التنبؤات الاقتصادية التي تقول إن بريطانيا ستعاني اقتصاديا إذا خرجت، واكد انه حان الوقت لعلاقة مختلفة تماما مع أصدقائنا وشركائنا في أوروبا وللخروج من الاتحاد الأوروبي الفاشل. ويسعي جونسون لخلافة كاميرون بعد أن أعلن الاخير استقالته وتشير التكهنات إلي ان جونسون سيواجه أزمة معقدة خلال العامين القادمين أثناء التفاوض مع الاتحاد الأوروبي.. ويقود جونسون حملة الخروج من الاتحاد منذ فبراير الماضي وهي حملة أحدثت شقا في صفوف حزب المحافظين نفسه فقد أصدر مع مايكل جوف وزير العدل (من مؤيدي الخروج) بيانًا تعهدا فيه بفرض قوانين مشددة بخصوص المهاجرين إلي بريطانيا، تتضمن إلزامهم بالتحدث بالانجليزية وضرورة امتلاك المهارات اللازمة للحصول علي عمل قبل منحهم حق دخول البلاد والإقامة. وجونسون متهم بالعداء للإسلام بعد مقال كتبه في يوليو 2005 بعد الهجمات الانتحارية التي وقعت وقتها في لندن. وتثير مواقفه التي تنحاز لليمين المحافظ، انتقادات أوروبية تضعه في مصاف دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ومارين لوبن رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي وبيبي جريلو رئيس حركة النجوم الخمس الإيطالية وهو مؤيد قوي لإسرائيل ويدعو إلي توثيق علاقات التجارة معها، وكان قد انتخب عمدة للعاصمة لندن عام 2008 نايجل فاراج: هو ثاني الفائزين، حيث يترأس حزب استقلال بريطانيا «يوكيب» المعادي للهجرة وكان في طليعة المحتفلين بقرار البريطانيين المدوي بالخروج من الاتحاد بعد أن قضي حياته يندد بالمؤسسات الأوروبية. وفشل ست مرات في الفوز بمقعد نيابي في البرلمان البريطاني، لاعتباره عنصريا بنظر البعض وعوض عن ذلك بالفوز بمقعد في البرلمان الأوروبي يشغله منذ 1999 وحقق شهرة كبيرة في بريطانيا عام 2014 بعد أن فاز حزبه علي غرار حزب الجبهة الوطنية الفرنسي في الانتخابات الاوروبية.