لم يخطر علي بال شباب السويس أن مجهودهم في تنظيف مدينتهم وزرع الخضرة فيها،سيكون أول مستفيد منه قطعان البقر،لتقضي علي أخضر زرعوه وكل يابس نظفوه في أحياء جناين بورتوفيق والحديقة الفرنساوي والمنطقة الخضراء المتاخمة للمجري الملاحي للقناة،ولم يتحقق هدفهم الذي سعوا إليه بالتعاون مع إدارة الاشغال بهيئة قناة السويس،في أن تعود هذه المناطق إلي سابق عهدها مزارا للاسر ومتنفسا لهم في الصيف، ووجدوها وقد تحولت إلي ملاذ للبقر. وكانت المفاجأة التي أذهلت سكان ضاحية بورتوفيق التي تعتبر من أرقي الأماكن في السويس، وتحتضن المدخل الجنوبي للقناة وبداية الممر الملاحي، برؤيتهم قطعان الأبقار تغزو الحدائق العامة وتلتهم النجيل والنباتات والشجيرات الصغيرة لتترك الأرض جرداء،وتظهر تلك الأبقار مع شروق صباح كل يوم، وبعضها يتجاوز المساحات الخضراء المجاورة للقناة، ويخرج للطريق العام، وتكاد تتسبب كل يوم في حوادث كارثية لقطعها الطريق بشكل مفاجئ. وكما يشير كمال مكي موظف، ومصور هاو،فقد كانت تلك الأبقار تتردد من حين لآخر علي المساحات الخضراء ببورتوفيق، لكنها في الفترة الأخيرة أصبحت متواجدة يوميا، فضلا عن وصولها إلي المساحة الخضراء المواجهه لاستراحة الرئيس الراحل أنور السادات،ويوضح أن رعاة هذه الأبقار يطلقونها في الصباح، ثم يعودون لجمع ماشيتهم متجهين نحو الشمال حيث القطاع الريفي، تاركين خلفهم اكواما من الروث والفضلات، وكأن المسئولين لا يرونها بالرغم من ان تلك الأبقار ترعي امام استراحة المحافظ والمسئولين ببورتوفيق. ومن جانبه يوضح اللواء عبد العظيم محمد رئيس حي السويس، أن تلك الابقار يجلبها «عرب رحل» في الجناين ويرعون ماشيتهم وأغنامهم في الأماكن التي توجد بها مساحات خضراء،ويأتون عبر الطريق الواصل بين منطقة اللاجوون وحوض الدرس، ويدخلون منها لمدينة بورتوفيق، وقال ان الموظفين والعمال حين يرونها يعترضونهم ويأمرون الرعاة بالعودة مرة أخري. حسام صالح