كان وائل بطلا للتجديف يحلم بالكثير لحظة واحدة يمكن ان تتبدل فيها حياة الانسان.. ويجد نفسه فجأة امام واقع جديد مؤلم لا يملك الا ان يتكيف معه.. هذا ما حدث مع المهندس الشاب وائل همام الذي لا يتجاوز الثلاثين من عمره. كانت حياته بسيطة.. لكنها سعيدة. والده ترك الاسرة وتزوج بغير والدته واصبحت الام هي المسئولة عن ولدين وفتاة ..عملت الام بالخياطة.. لم تكن تعبأ بالارهاق الشديد الذي كانت تعانيه.. كان كل ما يشغلها تربية ابنائها حتي يحصل كل منهم علي شهادة جامعية. الابناء من ناحيتهم لم يخذلوها.. تفوقوا في دراستهم وفي إجازة الصيف كان الولدان يعملان للمساهمة في تغطية النفقات.. حصل وائل علي بكالوريوس هندسة من جامعة اسيوط.. وحصل شقيقه علي بكالوريوس هندسة جامعة حلوان وحصلت الشقيقة علي بكالوريوس معهد عالي. وكان وائل شابا طموحا يعيش العلم والرياضة ايضا.. فإلي جانب تفوقه الدراسي كان ايضا بطلا في السباحة والتجديف حصل علي المركز الاول جمهورية في التجديف عام 3002.. وكذلك حصل علي شهادة تفوق من الاتحاد العام للكشافة في نفس العام. تقول تهاني غريب عامر والدة وائل بعد ان تخرج وشقيقه كانوا بالنسبة لي الامل في انهاء حياة الشقاء والتعب الي حياة افضل وكريمة بعد ان كبر سني وعشت لهم اعمل في الخياطة حتي انحني ظهري واصابتني الالام من اثر الانحناء علي الماكينة اكثر من 21 ساعة يوميا. وكان وائل هو الامل وجاءت فرصة له بعد تخرجه بأربعة شهور للسفر الي الاردن كمهندس ميكانيكي تخصص تبريد وذهب الي عمله واستلم العمل وبدأ يرسل لي ببعض المبالغ الي ان اخذت شقة صغيرة تركتها لشقيقه لكي يتزوج بها وذهبنا الي حجرة أنا وشقيقته وبعد فترة وجيزة من سفر وائل وكان يقوم بإصلاح احدي الماكينات وفجأة انقطع التيار الكهربائي عن المصنع وكان ابني يحاول تحريك التروس جاء التيار الكهربائي فجأة فقطع ذراعه وكف يده اليسري وذهب الي المستشفي بالاردن في غيبوبة وذهبت اليه وظل بالمستشفي لمدة سنة تدهورت خلالها حالة اليد اليسري واصيبت بغرغرينة حتي تم بتر الجزء الاخر من ذراعه اليسري. وعاد من الاردن فاقدا الذراعين دون ان يحصل علي مبالغ مالية واكتفوا بتقديم العلاج فقط ورغم ذلك لم يفقد الامل في الله وتقدم لنقابة المهندسين التي صرفت له معاشا ثابتا 052 جنيها، ورفض الاستسلام لليأس.. بل قام بشراء كمبيوتر وتعلم استخدامه بقدميه.. وحاول الحصول علي ذراعين صناعيتين لكن قرار وزارة الصحة لم يصل لنصف ثمن ذراع واحدة. وبدأ وائل يتطلع الي الافضل حتي يغير مسار حياته ويتكيف مع ظروفه الجديدة فالتحق بكلية هندسة عين شمس بالدراسات العليا رغم ظروفه الصحية ليحصل علي دبلومة في الهندسة الميكانيكية وعلوم الافران الصناعية والغلايات وبعد فترة ازدادت الديون توقف عن الدراسة لان الكلية طلبت مبلغ 6 الاف جنيه«. ورغم تراكم الديون وعدم وجود دخل ثابت إلا معاش النقابة حتي تدهورت حالته النفسية. ولم يبق في الحجرة الان الا انا وشقيقته وهو والكمبيوتر الذي يؤنس وحدته واكتملت المأساة حينما حدث ماس كهربائي في الشقة ادي الي احتراق جهاز الكمبيوتر وبعض الاشياء بالحجرة. وتقول الام: نحن الان نحتاج الي الكثير ذراعين لوائل متحركين وتسديد الديون وكمبيوتر حديث له ومساعدة المحافظة لنا في ايجاد شقة.. فقدم اسبوع الشفاء مبلغ 8 الاف جنيه من الجنيهات الي وائل وامه لشراء ذراع يمني متحركة وندعو اصحاب القلوب الرحيمة لمساعدة وائل الذي لم يفقد الامل في الله وفي مساعدتكم بعد ان وجدوا ثمن الذراعين حوالي 61 الف جنيه بخلاف الديون واحتياجات الاسرة.