في حوار صحفي العام الماضي وبعد فشل تجربة الانضمام لبوردو الفرنسي سئل عمر جابر عن أمنياته الشخصية فقال اللعب مع المنتخب في كأس الأمم الافريقية «2017 بالجابون» وكأس العالم 2018 في روسيا والاحتراف الأوروبي.. وبالأمس القريب تحققت أمنيتان باقتراب المنتخب الوطني من التأهل لكأس الأمم والاحتراف في بازل السويسري ويبقي حلمه والمصريين في بلوغ المونديال العالمي.. جابر أحد أهم عناصر تشكيل المنتخب ونادي الزمالك ولعب دوراً مهما في الفوز علي نيجيريا في برج العرب وحصول النادي علي ثنائية الدوري والكأس الموسم الماضي والتأهل لدوري المجموعات الافريقي هذا العام.. وقد كانت موافقة مجلس إدارة النادي علي احتراف جابر في بازل مؤشراً ايجابياً علي إدارة منظومة الكرة بعقلية احترافية لم تكن موجودة من قبل رغم ضعف المقابل المادي الذي سيحصل عليه النادي وهو 650 ألف يورو.. لكن هناك فوائد أخري غير هذا المبلغ منها الشرط الموجود في العقد والذي يعطي الزمالك نسبة 15٪ من أي عقد جديد في أوروبا في حالة انتقال اللاعب علي غرار تجربتي محمد صلاح ومحمد النني اللذين لعبا لبازل قبل انتقال صلاح لإيطاليا والنني لانجلترا.. وقد كان لهما دور كبير في انتقال عمر لبازل الذي أصبح بوابة لعدد من اللاعبين المحترفين للاحتراف الأوروبي كتألق صلاح مع روما والنني مع الأرسنال.. وهناك فوائد أخري للزمالك من الانتقال كاستمرار احمد حمودي المعار من بازل.. وتوقيع اتفاقية توأمة بين الناديين وإقامة مباراة ودية يخصص عائدها لصالح الزمالك.يأمل عمر أن يكرر تجربتي النجمين بالسير علي طريقهما بما يملك من امكانات مهارية عالية أهلته لاحتلال الجبهة الدفاعية اليمني باقتدار في النادي والمنتخب إلي جانب إمكانية اللعب في الوسط إلا أنه يفضل المكان الذي ثبت أقدامه فيه.. ويبدو أن جابر تعلم درساً مهما من تجربة «المعايشة» في نادي بوردو لمدة اسبوع العام الماضي وكان يتمني نجاح التجربة بالتعاقد مع النادي الفرنسي الشهير إلا أن المقابل المادي كان السبب في عدم إكمال التعاقد.. حيث عرض بوردو 400 ألف يورو فقط! وقد ادرك المسئولون في الأندية المصرية أن من المصلحة عدم المغالاة في المقابل المادي لفتح أبواب الاحتراف الخارجي خاصة أن الأندية لا تفتح خزائنها بسخاء إلا للأسماء الكبيرة التي تتألق في الدوريات الأوروبية وليس القاريين من الدوريات المجهولة كالدوري المصري والدوريات الافريقية السمراء التي سبقتنا في فتح الأبواب علي مصراعيها للمميزين في أعمار مبكرة ليصبح لهم نجوم مثل دروجبا الايفواري وغيره من النجوم السمراء.. لقد كان للمدربين الأجانب والمصريين وحتي الإدارات دور مهم في احتراف بعض اللاعبين بعد قناعة المجالس الحالية بأهمية فتح باب الاحتراف خاصة بعد تجربتي صلاح والنني وهما من المقاولون وليس من الأهلي والزمالك ولم تحقق تجارب لاعبين كثر من الأهلي والزمالك في الموسمين الأخيرين النجاح الفني والمادي المأمول وآخرها تجربة محمود حسن «تريزيجيه» مع اندرلخت البلجيكي رغم استدعائه في مواجهات المنتخب بالتصفيات الافريقية.. وفشل تجربة شيكابالا في البرتغال ليست ببعيدة بل كان لها جوانب سلبية من المحترفين المصريين. عمر جابر لاعب يتميز بخلق عال وهدوء يحسد عليه حتي في مواجهة المشاكل خاصة فيما يتعلق بعلاقته بالجماهير و«بالوايت نايتس» علي وجه التحديد فهو لم ينكر علاقته بالجمهور الذي يصنع نجومية اللاعبين. عمر جابر لاعب موهوب وابن محمود جابر نجم الدراويش السابق لكن نجمنا اعتمد علي نفسه وهو يصنع اسمه ونجوميته في البيت الأبيض حتي أصبح أحد نجومه ونجوم المنتخب منذ بدأ مشواره في سن مبكرة وربما لا يعرف عدد من دربوه أنه ابن محمود جابر لاعب الإسماعيلي القديم.