رغم السعادة الطاغية لمعظم السينمائيين بنجاح الثورة وانتصار ارادة الشعب علي الفساد والاستبداد.. إلا ان صناع السينما المصرية بدأوا في رصد وقائع الازمة الاقتصادية التي يواجهونها الان وتهدد الصناعة بشدة بعدما منيت السينما -ككل قطاعات الدولة تقريبا- بخسائر فادحة.. وإن كان الجميع قد اتفق علي تقبل الخسارة مهما كانت بهدوء ورضا.. فما حدث كان يستحق. اليوم السينمائيون مع الشعب في بوتقة واحدة.. يتحملون الخسارة مثلما يجنون مكاسب الثورة التي ستفضي لا محالة بمستقبل أفضل للسينما المصرية التي ظلت تبحث عن هويتها الضائعة لاكثر من 03 عاما. حتي الان.. لا يستطيع احد ان يجزم بحجم الخسائر.. فالارقام تقديرية.. ومهما كانت ضخمة.. فهي لا تعبر عن الواقع الحقيقي للكارثة التي تهدد السينما.. فرغم العودة التدريجية لطبيعة الحياة.. الا ان السينما لم تشهد عودة تدريجية.. فالاقبال »طفيف« وليس »ضعيفا« والارقام التي تحققها الافلام هزيلة اذا ما قيست بما كانت تحققه قبل 52 يناير. عبدالجليل حسن المسئول الاعلامي للشركة العربية احد قطبي التوزيع السينمائي في مصر يقدر خسائر شركته حتي الان بأكثر من 02 مليون جنيه ويؤكد ان الخسائر لا تزال تتوالي يوميا ولا يمكن حصرها الان.. وتعود النسبة الاكبر من الخسارة لفيلم »563 يوم سعادة« بطولة احمد عز ودنيا سمير غانم ولاميتا فرنجية والذي كانت تعول عليه الشركة كأهم افلامها في موسم منتصف العام الذي قضي عليه تماما لانه تزامن مع احداث الثورة.. الفيلم بدأ عرضه 42 يناير اي قبل انطلاق الثورة بيوم واحد وحقق في هذا اليوم حوالي 067 ألف جنيه، اغلقت دور العرض بعدها.. ولم تفتح ابوابها إلا منذ ثلاثة اسابيع فقط وخلالها لا تتجاوز الايرادات 002 ألف جنيه يوميا في افضل الاحوال!! مما يعد خسارة فادحة لفيلم تجاوزت ميزانيته عشرة ملايين جنيه وبالطبع تمت قرصنته عبر الانترنت خلال الايام الماضية مما يزيد حجم الكارثة. ويضيف عبدالجليل: توقف نشاط الشركة تماما.. تم تأجيل كل الافلام التي اعددنا لتصويرها لاجل غير مسمي.. كما تم تأجيل الافلام الاخري التي كانت مدرجة بخطة العرض خلال هذا الموسم ولا ندري الي اين ستسير الامور.. بالاضافة الي اربعة دور عرض خارج القاهرة تعرضت لتلفيات اثناء التظاهرات المستمرة خلال الثورة.. وهي ضمن فاتورة الخسائر. وعلي الجانب الاخر كانت الصورة اسوأ فشركة الثلاثي »القطب الاخر في سوق التوزيع« والتي تضم الماسة والنصر واوسكار كانت قد بدأت في عرض اضخم افلامها قبل الثورة باسبوع واحد »فاصل ونعود« بطولة كريم عبدالعزيز والذي تخطت ميزانيته 02 مليون جنيه ورغم ذلك لم يحقق سوي اربعة ملايين تقريبا خلال تلك الفترة.. اما الان فحدث ولا حرج.. فالايرادات لم تتجاوز المليون في الاسبوع! كما طرحت الشركة قبل الثورة ايضا فيلم »ميكروفون« لاحمد عبدالله ولم يحقق ايرادات تذكر فتم رفعه من معظم دور العرض التابعة لهم.. وكان الفيلمان قد سبقتهما »الوتر« لمجدي الهواري و»876« لمحمد دياب ولم يحققا أيضا ايرادات تذكر مما يعني كارثة وفقا لتأكيدات محمد حسن رمزي احد اعمدة الشركة والذي اصيب بصدمة! وكان القرار بتأجيل عرض الافلام التي كانت قد حجزت موقعها في نهاية يناير وبدأت حملتها الاعلانية مثل »اذاعة حب« و»كف القمر« لتضاعف من حجم الكارثة التي هزت اركان الشركة التي تقدر خسائرها بأكثر من 04 مليون جنيه حتي الان.. كما يؤكد محمد حسن رمزي ان هناك عددا كبيرا من دور العرض تعرضت واجهاتها لتلف كبير. أما المنتج فاروق صبري والذي تعرضت دور العرض التابعة له لتدمير شامل فيقول »رغم أي شيء سعيد بنجاح الثورة.. وأؤكد ان الثوار الشرفاء ابرياء تماما من أي اتهام.. فما تعرضت له بفعل اللصوص والبلطجية الذين نهبوا دور العرض التابعة لي بالهرم.. فسرقوا ماكينات عرض منها اثنتان جديدتان تماما.. ونهبوا محتويات الدور بالكامل بالاضافة لمخزن ضخم كان يضم »اكسسوار« الافلام التي انتجتها من قبل.. وبعدما قاموا بالسلب والنهب حرقوا القاعات ليقضوا علي كل شيء.. وهو ما سيكلفني أكثر من خمسة ملايين جنيه مبدئيا.. اما مسرح »الزعيم« فقد دمروه تماما وبشراسة ظنا منهم انه ملكية خاصة للنجم عادل إمام! فتحي السيد مدير غرفة صناعة السينما الذي يتولي حصر الخسائر يقول ان المؤشرات الاولية تؤكد تجاوز الخسائر لمائة مليون جنيه.. نظرا لحجم الدمار الذي طال دور العرض في مختلف المحافظات.. وما تحمله منتجو وموزعو الافلام المصرية.. فضلا عن موزعي الافلام الاجنبية الذين طالتهم خسائر تقدر بعشرات الملايين حتي الان!!