« لا يماري في حق اعتقده، ومن فضائله المراجعات، ومن مناقبه الإصغاء لهسس الريح تهب علي النقابة التي أخذت من عمره ما لم يهنأ به بيته !.» محباً لشيخي ومعلمي، الاستاذ مكرم محمد أحمد، أرجوه مخلصاً أن يعمد إلي لم شمل الصحفيين الذين تفرقوا شيعاً وأحزاباً في نقابتهم العريقة. الأستاذ مؤهل لهذا الدور بحكم المهنة، علّم أجيالاً، والخبرة هو خبير بالعمل النقابي واحتلت النقابة قسماً من وجدانه، كان نقيباً معتبراً ولا يزال من النقباء المحترمين الذين رسموا صورة النقابة كمؤسسة وطنية، قِبلة للحريات، وبحكم السن كبير سناً ومقاماً، اشتعل الرأس شيبا في دهاليز بلاط صاحبة الجلالة، كل الأنظار ترنو إليه حكيماً. الاستاذ مكرم بكل هذه المؤهلات مؤهل إلي دور الحكم فيما شجّر بينهم في نقابة الصحفيين، وله علي الجميع حق السمع والإصغاء، ولايماري في هذا الا جاحد لتاريخ الاستاذ، مؤهل لأن يدير حواراً بين من هم في النقابة ومن هم خارجها، ومن هم علي السلم من تلاميذك، ومن هم في الأهرام من زملائك، أنت رمانة الميزان. ليس من أدب الخطاب، ولست في موقع من يوجّه الخطاب إلي قامة صحفية سامقة كالأستاذ مكرم، ولكن من موقع الابن المخلص أخاطبه بأن يراجع مواقفه الأخيرة، ما ظهر منها في اجتماع «أسرة الأهرام»، وما خفي منها من ألم يعتوره من اجتراء نفر من المخطئين في حق الأستاذ مكرم نقابياً قبل سنوات. الأستاذ مكرم ظهر في الأسابيع الأخيرة علي غير ما نحب ونرجو، بعيدا عن موقعه الحقيقي في قلب النقابة، وكل من في النقابة يحترم الاستاذ، ويتوق إلي موقف أكثر عدالة من العميد، حق عليهم منه النصح والإرشاد، لا أن يناصبهم العداء. أراجع أستاذي محباً، وأطالبه من موقع اعتدت أن أقف قريباً منه، ما تذهب إليه مدفوعا بالحفاظ علي النقابة لاجيال قادمة، يحتم عليكم التوقف مليا امام ما يتهدد النقابة من احتراب اهلي ذاهبون إليه حتماً يوم تضيع حكمة الشيوخ في عين الإعصار. وأعلم من خبرتي بالعميد أنه لا يماري في حق اعتقده، ومن فضائله المراجعات، ومن مناقبه الإصغاء لهسس الريح تهب علي النقابة التي أخذت من عمره ما لم يهنأ به بيته. العميد مكرم عليه واجب قيادة سفينة النقابة خروجاً بها من بحر الظلمات، وليقف وسط البحارة، يهديهم جادة السبيل، النقابة تشحط في الصخور المسنونة، تمزق جنباتها دون ربان حكيم يعرف قراءة النجم في السماء. أعلم صادقاً أن الأستاذ أكبر من كل المواقع النقابية بما فيها موقع النقيب، ومتعفف عن المناصب بما فيها رئاسة الهيئة الوطنية للإعلام، وليس بطالب ولا مطلوب، ويعيش أيامه مخلصاً لسطور عموده اليومي «نقطة نور»، لا يحرفه عن رسالته اليومية مغنم ولا مطمع، ولا يخرج من بيته إلا للشديد القوي، تحت ضغط وإلحاح الأصدقاء الذين يبهجهم، من البهجة، حضور الأستاذ. الكتابات الفيسبوكية العقورة التي لا ترعوي لقيمة الأستاذ مكرم، وتقفي آثار أستاذ حثيثاً للنيل من مواقفه الوطنية، ستذهب جفاء ويبقي الأستاذ بمواقفه، وعليه فليراجع الأستاذ مواقفه في اتساق مع تاريخ محترم، وحاضر معتبر، اطال الله في عمره، ولا يحزنك أستاذنا تطاول، ولا يجرمنك شنآن قوم علي ألا تعدلوا بين الأطراف المتصارعة علي نقابتنا المأزومة.