يعتبر الرمان إحدي أقدم الثمار التي عرفها الإنسان، وأدرك قيمتها الغذائية والعلاجية مبكرا، وقد ذكر في الكتب السماوية الثلاثة، فهو صيدلية متكاملة لعلاج العديد من الأمراض والوقاية منها.. لهذا كرّس د. نظمي عبد الحميد أستاذ الفاكهة وعميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس جهوده في الكشف عن كل ما يتعلق بنبات الرمان وأهميته وقيمته وأمراضه وعلاجها، وقد توصل من خلال فريقه البحثي داخل الكلية إلي أبحاث جديدة لزيادة إنتاجية وجودة الفدان وبالتالي زيادة التصدير، كما يجري العديد من الأبحاث مع كلية الصيدلة علي جميع أجزاء شجرة الرمان لاستخلاص علاج طبيعي وفعال للعديد من الأمراض.. التقيناه في هذا الحوار حول هذه الابحاث ونتائجها العلمية والطبية.. ماهو الوصف النباتي لشجرة الرمان؟ - شجرة الرمان صغيرة ذات أزهار حمراء برتقالية زاهية الألوان وثمارها لبية كروية، والتسمية الأجنبية للرمان هي Pome granate عبارة عن مقطعين Pome وتعني التفاح granate وتعني كثير البذور والجزء المأكول من الرمان هو الثمرة التي تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية هي: البذور التي تشكل 3% من وزن الثمرة، والمادة العصيرية وتشكل 30% من الوزن وقشورالثمرة الداخلية والتي تشكل الجزء الباقي منها. وتتوافر أصناف عديدة من الرمان تصل إلي1000 صنف، تختلف في شكلها وتتراوح في لونها بين الاصفرار والاحمرار ، كما تتباين في لون الثمرة الداخلية، فمنها ما هو أحمر قاني شديد الاحمرار ومنها ما هو أحمر مائل إلي الصفرة. . ويوجد في مصر أصناف واعدة ذات مواصفات جيدة يمكن تصديرها كما تختلف هذه الأصناف في الطعم بين الحلاوة والحموضة. قيمة غذائية ما القيمة الغذائية والأهمية الاقتصادية لثمار الرمان؟ - للرمان قيمة غذائية واقتصادية كبيرة حيث ان حبات الرمان Areils تؤكل طازجة ويضاف اليها السكر وماء الورد، وعصير حبات الرمان من العصائر المحببة صيفا ويحفظ معقما في زجاجات، كما تتم صناعة دبس الرمان وهو مادة لحفظ الطعام، أيضا مادة التانين التي تحتوي عليها جميع أجزاء شجرة الرمان تدخل في دباغة الجلود، وتحتوي حبات الرمان علي الصبغات الحمراء التي تستخدم في صناعة الحلويات والأيس كريم وصباغة الحرير وبعض مستحضرات التجميل. وتحتوي ثمار الرمان علي كميات كبيرة من السكر تعادل أو تفوق ثمار المشمش تبلع حوالي 16 % بالإضافة إلي البروتينات حوالي 9 % ومواد دهنية تصل إلي 7 % كما يحتوي العصير علي حمض الستريك وبعض الأملاح المعدنية وخاصة الحديد ونسبة بسيطة من الفيتامينات وتختلف هذه النسب باختلاف الأصناف والمنطقة المزروعة فيها. ما الفوائد الطبية للرمان وأي الأجزاء يستخدم في مجال العلاج؟ - عرف استخدام الرمان ومنتجاته من الطب الشعبي وفي تراث العديد من الشعوب حيث يوصف لعلاج العديد من الأمراض وقد اثبت العلم احتواء الرمان ومكوناته من البذور والأغلفة والعصير وكذلك القشر والأزهار والسيقان علي العديد من المركبات الوظيفية النشطة ذات التأثيرات الصحية النافعة مما يجعل نبات الرمان في صدارة الأغذية الوظيفية التي أصبحت محل اهتمام العلماء والعاملين في مجالات الصحة والتغذية كما ركزت الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية علي اختبار قدرة مركبات الرمان علي مقاومة أنواع السرطان ومنع الإلتهابات والتقليل من حدة بعض الأمراض المزمنة كالسكري. عوامل بيئية هل يتأثر الرمان بالعوامل البيئية وبالتربة ؟ - يؤثر المناخ علي نجاح زراعة الرمان ولكي تنمو أشجار الرمان بصورة جيدة فانها تحتاج إلي موسم نمو طويل تتوفر فيه الحرارة مع الجفاف لذا تجود زراعته في الوجه القبلي والواحات، حيث شدة الحرارة وقلة الرطوبة حيث أن الجو الرطب يسبب سوء التلوين، وخاصة وقت النضج ولكن مع تواجد أصناف عديدة منها أمكن زراعتها في الاسماعيلية والنوبارية والبستان و تنجح زراعة الرمان في كثير من أنواع التربة كالرملية ( إلا أن الثمار تكون غير جيدة المواصفات وصغيرة الحجم) والصفراء الخفيفة والطينية الثقيلة، لكن أفضل أنواع التربة لزراعته هي التربة الصفراء الثقيلة جيدة الصرف والتهوية. ويمكن أن يزرع الرمان في الأراضي الغدقة لتحمل الأشجار لنسبة لا بأس بها من ملوحة التربة لكن لا ينتظر منها محصول جيد. ويعتبر الري عاملا مؤثرا علي نجاح زراعة أشجار الرمان حيث يمكنها أن تنمو في مناطق رملية شديدة الحرارة كما أنها تقاوم الجفاف إلي حد كبير، لكنها تحتاج لقدر كبير من الماء حول جذورها لتعطي محصولا وفيرا وقد تتوقف الأشجار عن الإثمار عند جفاف التربة لمدة طويلة، إلا أنه يمكن إرجاعها للإثمار عند ريها ثانية و توفيراحتياجاتها المائية، كما تؤثر زيادة الرطوبة الأرضية علي نمو الأشجار و صفات الثمار تأثيرا سيئا، يختلف في مداه تبعا للظروف السائدة حيث تكون الثمار رطبة عصيرية سريعة العطب ولا تتحمل التخزين أو النقل لفترات طويلة. ماهي الأبحاث التي قمت بها علي ثمار الرمان؟ - قمت بالعديد من الأبحاث والدراسات العلمية بالتعاون مع فريق بحثي من كلية زراعة عين شمس منها أبحاث لزيادة إنتاجية الفدان من خلال توفير المناخ المناسب وباستخدام السماد الحيوي وزيادة جودة الثمار وبالتالي زيادة التصدير لان جميع دول العالم تدرك جيد فائدة الرمان كغذاء ودواء ولهذا يوجد طلب كبير عليه كما يوجد تعاون بيننا في كلية زراعة عين شمس وكلية العلوم والصيدلة من خلال إجراء العديد من الأبحاث الطبية علي جميع أجزاء شجرة الرمان وليس الثمار فقط لان كل جزء في شجرة الرمان له فائدة طبية معينة وأبحاثنا مستمرة للوصول لأفضل النتائج. ونقوم بجميع أبحاثنا داخل مزارع ومعامل الكلية. ما المساحة المنزرعة من الرمان في مصر ؟ - تتزايد المساحة المنزرعة من الرمان سنويا خاصة بعد تواجد أصناف جيدة مثل الوندرفل والوندرفل المبكر والايفرسويت والسويت وبلغت المساحة المنزرعة لعام 2015 حوالي 50 ألف فدان بمتوسط إنتاجية تتراواح مابين 6 – 8 أطنان / فدان لكن هناك مشاكل كثيرة لدي مزارعي الرمان في مصر أدت إلي التباين الكبير في الإنتاجية بل وفي نسبة المحصول القابل للتسويق. مشاكل عديدة وماذا عن المشاكل التي تواجه زراعة وانتشار الرمان في مصر ؟ - هناك العديد من المشاكل منها التباين الشديد في حمل الأشجار داخل المزرعة وهي ترجع إلي اختلافات بيئية وغذائية، والإكثار الخضري بالعقلة من أشجار بها اختلافات وراثية مما يؤدي إلي وجود ثمار مخالفة تماما للصنف الأمثل الأصلي وهذا يؤكد أهمية المشاتل المعتمدة عدم الدراية الجيدة بمتطلبات نبات الرمان من التسميد الازوتي والبوتاسي والعناصر السمادية الاخري.. والتباين الشديد في تلوين الحبات علي مستوي ثمار الشجرة الواحدة وأشجار المزرعة والمناطق البيئية المختلفة والذي ينتج عنه سوء ورداءة تلوين الحبات وبالتالي قلة المحصول الذي يتم تسويقه.. ومن العوامل المؤثرة علي الانتاجية اختلاف برنامج المكافحة والوقاية خاصة الاكاروس وذبابة الفاكهة فهناك اختلاف كبير بين المزارعين في هذا الخصوص وهناك من يتعامل مع الأشجار بعمل رشة واحدة سنويا، أيضا مشاكل تشقق الثمار وتساقطها وعلاقة ذلك بالري وتباين درجات حرارة الليل والنهار وهذا يحتاج لجهد كبير داخل المزرعة والوعي ومتابعة درجات الحرارة والتعامل معها.. وكذلك التباين الشديد في المعلومات المناخية لدي المشرفين علي المزارع البستانية في مصر وهذا يؤدي عموما لمشاكل أحدثت تدهورا كبيرا في الإنتاج البستاني في مصر، وليس الرمان فقط.. ومن مشاكل زراعة الرمان التعامل مع أشجار الرمان علي أنها متحملة للملوحة والجفاف وزراعتها بدون الإدراك الجيد للتعامل مع مثل هذه الظروف، كما ان درجة اكتمال نمو ونضج الثمار غير واضحة لكثير من المزارعين وهذا يؤدي الي حدوث فاقد يتراوح بين إلي 30 – 40 % من المحصول كل ذلك يستدعي التواصل الجيد لدي العاملين بالمنظومة الزراعية للوصول إلي أهم التطبيقات الجيدة للنهوض بالإنتاج البستاني المصري الذي يتدهور من وقت لآخر وما ينطبق علي الرمان ينطبق علي محاصيل بستانية كثيرة.