مؤشرات تنسيق الثانوية العامة 2025.. الحد الأدني ل كلية علوم 2024 بالنسبة المئوية والدرجات    «الخارجية» تهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى ثورة 23 يوليو    أسعار البيض اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 23-7-2025 بعد آخر ارتفاع بالصاغة    أسعار الخضروات اليوم الأربعاء 23 يوليو في سوق العبور للجملة    رئيس وزراء اليابان: دراسة تفاصيل الاتفاقية التجارية مع أمريكا بدقة    وزير الخارجية يتوجه إلى النيجر في المحطة الثالثة من جولته بغرب إفريقيا    ترامب: الفلبين ستدفع رسوما جمركية بنسبة 19% بموجب اتفاق مع الرئيس ماركوس    ويتكوف يلتقي مسئولين قطريين وإسرائيليين في روما بشأن اتفاق الأسرى    الوداد يتحرك لضم يحيى عطية الله من سوتشي الروسي    وفاة 4 أشخاص بطلقات نارية إثر مشاجرة مسلحة بين عائلتين بقنا    رئيس اتحاد شمال إفريقيا للخماسي يكرم الطالبة وسام بكري الأولى على الجمهورية (دمج) ب 100 ألف جنيه    الطقس اليوم الأربعاء.. بداية موجه شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء    خريطة حفلات مهرجان العلمين الجديدة بعد الافتتاح بصوت أنغام (مواعيد وأسعار التذاكر)    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    50 ألف جنيه مكافأة من حزب الجبهة الوطنية لأوائل الثانوية العامة    اليوم، الأهلي السعودي في مواجهة نارية أمام كومو الإيطالي، الموعد والقنوات الناقلة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات في محافظات الصعيد    مجلس الأمن يعتمد قرارا لحل النزاعات بالطرق السلمية    حريق يلتهم محلين تجاريين وشقة في أسيوط    تنسيق المرحلة الأولى .. متى يبدأ وما الحد الأدنى المتوقع؟    تحرك مفاجئ في أسعار النفط بعد الاتفاق التجاري "الضخم" بين واشنطن وطوكيو    الصفقات الجديدة والراحلين يشعلون غضب يانيك فيريرا في الزمالك.. تقرير يكشف    أسعار سيارات Genesis في السوق المصري    رابط نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 عبر بوابة الأزهر الشريف فور اعتمادها رسميًا    تظلمات نتيجة الثانوية العامة 2025 «الخطوات والرسوم والمواعيد الرسمية»    فيتو داخل منزل نوران نبيل السادسة على الجمهورية: أفتخر بلقب أخت الدكاترة ومثلي الأعلى مجدي يعقوب (فيديو)    حمزة نمرة يطرح اليوم الدفعة الأولى من ألبومه "قرار شخصي"    نقابة الموسيقيين اللبنانية عن تقبيل راغب علامة في حفل العلمين: تعبير عن محبة واحترام    عودة القائد.. حارس الصفاقسي يرحب ب معلول (صورة)    طريقة عمل الحواوشي بالعيش، أحلى وأوفر من الجاهز    بانوراما أيامنا الحلوة تجسّد مشاعر الحنين إلى الماضي على المسرح المكشوف بالأوبرا    لنقلهم إلى درعا.. دفعة جديدة من الحافلات تصل السويداء لإخراج المحتجزين    ترامب يتهم باراك أوباما بالخيانة بشأن تدخل روسيا في انتخابات 2016    فيروس شيكونجونيا.. ما هو وباء البعوض الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية ويهدد 5 مليارات شخص؟    لمدة 7 ساعات.. قطع التيار الكهربائي عن 12 منطقة في البحيرة    جامعة الإسكندرية تستقبل وفد المركز الإعلامي الأوزبكستاني    بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2025 .. نصائح لاختيار الجامعة والكلية المناسبة لك    تعليم البحيرة تهنئ الطالبة نوران نبيل لحصولها على المركز السادس فى الثانوية العامة    شخص مقرب منك يؤذي نفسه.. برج الجدي اليوم 23 يوليو    محمد التاجي: جدي «عبدالوارث عسر» لم يشجعني على التمثيل    محمد التاجي: فهمي الخولي اكتشف موهبتي.. ومسرح الطليعة كان بوابتي للاحتراف    الرابعة على الثانوية: تنظيم الوقت سر النجاح.. وحلمي أكون طبيبة    «الأهلي بياخد الدوري كل أثنين وخميس».. نجم الزمالك السابق يتغنى ب مجلس الخطيب    كتائب القسام: قصفنا موقع قيادة وناقلة جند إسرائيلية بالقذائف والصواريخ    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025    منها السبانخ والكرنب.. أهم الأطعمة المفيدة لصحة القلب    «الإندومي» والمشروبات الغازية.. أطعمة تسبب التوتر والقلق (ابتعد عنها)    بدون أدوية.. 6 طرق طبيعية لتخفيف ألم الدورة الشهرية    وساطات بتركيا تسعى لإطلاق سراحه .. إعلام "المتحدة" يُشيع تسليم محمد عبدالحفيظ    درس حصوله على الجنسية المصرية.. شوبير يكشف مفاجأة بشأن وسام أبو علي    من 4% إلى 70%.. الطالبة ميار حماده تحقق قفزة دراسية لافتة في قنا    إلى الحبيب الغالي.. رسالة من ممدوح عباس إلى حسن شحاتة    موندو ديبورتيفو: الخطيب بحث إمكانية مواجهة برشلونة بافتتاح استاد الأهلي خلال زيارة لابورتا    ما هي كفارة اليمين؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز الوضوء مع ارتداء الخواتم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أدعية لطلاب الثانوية العامة قبل النتيجة من الشيخ أحمد خليل    حملة دعم حفظة القرآن الكريم.. بيت الزكاة والصدقات يصل المنوفية لدعم 5400 طفل من حفظة كتاب الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من مصر إلي أمريكا: جامعة «كالتك» .. جائزة نوبل .. ومشروع مصر القومي للنهضة العلمية
نشر في الأخبار يوم 28 - 04 - 2016

رغم نشأته في مصر، كيف استطاع هذا الصبي الذي لم يسمع أبدًا من قبل عن أهمية جامعة كالتك (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا) أو جائزة نوبل، علمًا بأنه كان الأول علي تلاميذ صَفِّه في نظام تعليم استثنائي أن يصل إلي ذروة المعرفة العلمية، وشرف نَيْل جائزة نوبل، وأن يمتد شغفه إلي مساعدة الفقراء، وينجح بعد 15 عامًا من تَخَطِّي الكثير من العقبات البيروقراطية في بناء مؤسسة رفيعة المستوي من الطراز الأول، تصبح بعد ذلك مشروعًا قوميًَّا لمصر، ألا وهي مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا؟
في أغسطس عام 1969، وَصَلْتُ إلي الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت قريب من وقت هبوط العالِم نيل أرمسترونج علي سطح القمر. كانت الولايات المتحدة متفوقة علي جميع الدول بابتكاراتها التي كانت تحصل علي نصيب الأسد من جوائز نوبل. لكنّ أهدافي كانت تقتصر علي الحصول علي درجة الدكتوراة من جامعة بنسلفانيا، والإنتهاء من زمالة ما بعد الدكتوراة، وشراء سيارة أمريكية كبيرة، والعودة إلي مصر بعد ذلك لمنصب محجوز لي، قد حصلتُ عليه في جامعة الإسكندرية. ومع ذلك، فإن منصبي كمدرس في كالتك غَيَّر مسار حياتي.
صحيحٌ أنني جئتُ من أرض الحضارة، التي أنجبَتْ مكتبة ومتحف الإسكندرية. وتلقيت دراستي الجامعية في جامعة الإسكندرية، حيث كان مولدي في مدينة دمنهور التي تبعد 60 كم فقط عن الإسكندرية. وعِشْتُ في مدينة دسوق علي مقربة من المكان الذي اكتُشِفَ فيه حجر رشيد، حيث كان كلٌّ من جان فرانسوا شامبليون، وتوماس يونج وهو فيزيائي، ولُغَوِيّ في سباق لاكتشافه. وكانت مصر أيضًا موطنًا لأول جامعة في العالم الحديث، ألا وهي جامعة الأزهر الشريف، التي تأسست خلال عامي 970-972 م، بالإضافة إلي جامعة القاهرة التي تأسست قبل قرن من الزمان.
مصر صاحبة حضارة أضاءت للعالم وستتبوأ مكانتها مجددا
عكست دراستي في الستينات تقاليد تلك الفترة التاريخية، وكانت رائعة بالفعل. ولكن في السنوات الخمسين الماضية، تدهوَر التعليم والبحث العلمي والتطوير في مصر، بسبب الإهمال والتقصير من قِبَل الجهات المختصة. واليوم،أصبحت مصر خارج قائمة أفضل 100 دولة في مجال التعليم، وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة. بعد أن وصل عدد سكان مصر إلي 90 مليون نسمة، وأكثر من ثلث هذا الرقم من فئة الشباب، وهو ماينبغي أن تكون معه مصر رائدة في المنطقة العربية في مجال التعليم.
بمجرد وصولي إلي كالتك للعمل هناك كمدرس، حلمتُ بوجود مؤسسة علمية مماثلة في مصر، ولكنْ كان عليَّ أن أبدأ أولًا بالبحث والتطوير اللَّذَيْن أحبهما. وفي ذلك الوقت، لم أكن قد انخرطتُ بعد في الشئون الدولية، ولم يكن زعماء العالم ليأخذوني علي محمل الجد.
في كالتك كانت هناك قوة غير عادية من الفكر دعمها وجود حرم جامعي يكتظ بالحائزين علي جائزة نوبل، ومن بينهم: ريتشارد فاينمان، وموري جيلمان، وروجر سبيري، وكارل أندرسون، وغيرهم كثيرون. وعلي سبيل المثال، اكتشف مارتن شميت النجوم الفلكية البعيدة، وتم اختراع مقياس ريختر هنا في كالتك، وتم تحديد عمر الأرض (4.5 بليون سنة) هنا من قِبَل كلير باترسون. وقد زاد من إحساسي بالخوف وقتئذٍ تلك القائمة اللامعة البارزة من خريجي كالتك، مثل جوردون مور، وويليام شوكلي، وتشارلز تاونز، ولينوس بولينج. كل هذه الإنجازات تُعتبر فريدة من نوعها لمؤسسة بحثية تضم 300 عضو هيئة تدريس؛وكانت سببًا في اتخاذي قرار الانضمام إلي هيئة التدريس في كالتك، وتفضيله علي أماكن أخري عديدة تلقيت منها عروضًا، مثل: هارفارد، وشيكاغو، ورايس، ونورث ويسترن.
أسعي لتوفير مناخ
كالتك في مدينة زويل
في 26 فبراير 2016، احتفلت جامعة كالتك بمرور 40 عامًا علي إسهاماتي في العِلْم والشئون الدولية. وتزامن عيد ميلادي السبعين مع هذا الحدث. وقد أرتأي رئيس كالتك، توم روزن بوم وأنا معه أن يكون عنوان مؤتمر الحفل «العِلْم والمجتمع»، وذلك لأنني بعد أن حصلتُ علي جائزة نوبل في عام 1999؛ أصبحت مشارِكًا في الشئون العالمية علي نطاق واسع. حضرالمؤتمرخمسة من الحائزين علي جائزة نوبل، وهم: ديفيد بالتيمور، وروجر كورنبرج، وويليام فيليبس، ومايكل سبنس، وأنا. وكان هناك من العلماء البارزين جيف كيمبل، وشارل إيلاشي، حيث تَحَدَّثَا عن آخر ما توصلت إليه المعرفة المستقبلية في مجال العلوم، والفضاء، والاقتصاد، وغيرها من الموضوعات.
كانت هناك شخصيتان رائدتان في الجلسات الصباحية والمسائية في المؤتمر، هما: بيتر ديرفان، وناثان جاردلز، حيث تَوَلَّيَا تقديم المتحدثين في المؤتمر، وإلقاء تصريحات عامة. وقد حضر هذا المؤتمر أكثر من 1200 شخص، وقام كل من رئيس كالتك، ورئيس المجلس، ورؤساء الأقسام بإلقاء ملاحظات تمهيدية متعلقة بارتباطي القويّ بالجامعة العريقة، وبالأبحاث التي أنجزتها بالتعاون مع مجموعتي، واهتمامي الصادق بالشئون العالمية.
وبالمقاربة الملهِمة مع بنجامين فرانكلين، ولينوس بولينج، قدم لي رئيس مجلس الجامعة الكتاب الوحيد الذي كتبه فرانكلين عن دوره كعالم ورجل دولة، والذي وَقَّعَ عليه رؤساءكالتك، وهم: هارولد براون، وتوماس إيفرهارت، وديفيد بالتيمور، وجان لو شامو، وتوماس روزن بوم.
نوبل لم تكن نهاية المطاف والعلم لا حدود له
بدأتُ الجلسة الافتتاحية بإعطاء محاضرة بعنوان «كالتك: وجهة نظر شخصية». في تلك المحاضرة ألقيتُ الضوء علي كيف استطاع مدرس في كالتك في سنواته العشر الأولي إجراء الأبحاث مع مجموعته، والحصول علي جائزة نوبل بسببها، ومنصب دائم بعد عامين فقط من التعيين.وقَدَّمْتُ أيضًا كيف استطعنا في مرحلة ما قبل نوبل زيادة دقة الوقت لجزء من المليون من المليار من الثانية (الفيمتو ثانية)؛ لتسجيل فعاليات تحدث علي مستوي المقياس الذري في الوقت المناسب. وقد تم تمويل هذا البحث من قِبَل كالتك، والحكومة الأمريكية.
في مرحلة ما بعد نوبل، استطعنا الوصول إلي علم جديد عن طريقه يمكن تحديد المكان والزمان، لتمكين تَصَوُّر الهياكل في الفضاء (بالنانومتر، أو أقل) وفي الوقت المناسب (الفيمتو ثانية، ويُحتمَل أن تكون أتوثانية)وأطلق علي هذا العلم الجديد اسم التصوير الإلكتروني المجهري رباعي الأبعاد . وقد تم تمويل هذا البحث من قِبَل كالتك،والحكومة الأمريكية، ولكن الأدوات الرئيسية تم تمويلها ودعمت بسخاء من قِبَل مؤسسة مور.
رغم كل ما حققت يبقي حلمي الأكبر نهضة مصر علميا ونجاح مشروعها القومي
وبعد ذلك، قمتُ باستعراض أنشطة الشئون الدولية التي أشارك بها، مثل نشاطاتي في المجلس الاستشاري للرئيس أوباما للعلوم والتكنولوجيا، ومجلس مستشاري الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونشاطاتي كمستشار العلوم والتكنولوجيا للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون. كما تحدثت عن منصبي كأول مبعوث للعلوم في منطقة الشرق الأوسط والعالم. وربما كانت المهمة المجزية والأكثر تحديًا في حال نجاحها هو إنشاء مدينة زويل (مشروع مصر القومي للنهضة العلمية)، مع وجود الأمل في أن تصبح كالتك الشرق الأوسط.
علي المرء أن يسأل وهذا ما فعلته ما الذي يجعل من كالتك مكانًا فريدًا، وكيف يصبح المرء «مواطنًا عالميًّا؟» علي صعيد العلم، أصبحت الإجابة واضحة مع مرور الوقت. إنّ «إحداثيات كالتك» ثلاثة: السماء هي الحَدّ الذي نطمح إليه، وتقدير البحث الذي يحركه الفضول، والدعم الفكري والتقني الذي في رأيي متواجد بوفرة. وهذا الشعور بأن السماء هي الحدّ الذي نطمح إليه يأتي من الجو العام الذي وَضَعَتْه الإدارة، ويعود إلي حكمة روبرت ميليكان، الذي كان أول رئيس للمجلس التنفيذي. أمّا عن تقدير البحث الذي يحركه الفضول،فهو تقليد في كالتك، ولم يُطْلَب مِنِّي أبدًا تبريرسبب عملي في مناطق ليس لها صلة وثيقة ومباشرة بما أقوم به. لكنه أمر كان محط أسئلة الحكومة الأمريكية!
يجتمع رئيس المجلس الحالي مع أعضاء هيئة التدريس في كالتك دوريا علي الغداء، أول تناول القهوة، لمعرفة المزيد عن أبحاثهم واحتياجاتهم. كما يستقبل كالتك أفضل طلاب الدراسات العليا والباحثين، وهذا أمر ضروري لإجراء الأبحاث، والتعرف علي أقصي ما وصل إليه العلم في مجال البحث. ولأنّ زملاءنا وأعضاء هيئة التدريس ذوو شهرة عالمية، فقد استفدتُ من ثراء فكري واسع في الحرم الجامعي. ولذلك يمكنني علي سبيل المثال تناول الغداء مع ديفيد بالتيمور، للتعرف علي الفيروسات، أو بيتر ديرفان، للاستماع إلي وجهة نظره عن الوسطيات العابرة في التفاعلات الكيميائية، أو جيف كيمبل، لتبادل الأفكار حول تفاعلات مسألة الفوتون. وتستمركالتك في المحافظة علي هذه التقاليد، ويمكننا أن نري ذلك في إعلانات هذا الشهر عن موجات الجاذبية والكوكب الجديد، المسمي بالكوكب التاسع.
لا سقف لطموحنا وسنبني قاعدة علمية حديثة في مصر تنقلها إلي إقتصاد المعرفة
علي صعيد الشئون العالمية، هناك تحديات ضخمة، ولكن العائد خاصةً للفقراء هائل. أنْ أكون مستشارًا علميًّا لثلاثة من أقوي زعماء اليوم، هو أمر مُرضٍ حقًّا، بسبب الرسالة والأهداف التي أسعي إلي تحقيقها، وهي: المساعدة في النهوض بالتعليم،والبحث العلمي، والسلام. بالرغم من ذلك، بناء قاعدة علمية حديثة في مصر يتمثل في العمل علي أرض الواقع،ويتطلب الصبر، والمثابرة، والنفوذ. ويبقي الهدف أن تشارك مصر في «اقتصاد المعرفة» في العالم، والحصول علي وضع جديد في مجال البحث، والتطوير،والتعليم. وهذا في رأيي من شأنه تسهيل عملية السلام في الشرق الأوسط.
تم التخطيط لفكرة مشروع مدينة زويل في عام 1999، وتقديمه إلي رئيس الجمهورية آنذاك، الرئيس حسني مبارك، ولكنْ لأسباب سياسية تَوَقَّف تنفيذ المشروع. وبعد ثورة يناير 2011، تم إحياء المشروع، وصدر مرسوم الحكومة المصرية بتأسيسه، باعتباره مشروعًا قوميًا للنهضة العلمية، وأُطلِقَ عليه اسم مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا. وتم افتتاح المدينة في نوفمبر 2011 في حرمٍ يقع علي مشارف القاهرة.
افتتاح عالمي للمشروع القومي قريبا بحضور الرئيس السيسي وكبار العلماء
يعد هذا المشروع مشروعًا فريدًا من نوعه في عدة جوانب. أولًا، تتلقي المدينة التبرعات من الشعب المصري، ومن الحكومة المصرية علي نحو لم يسبق له مثيل في مصر. وبعد ثورة 30 يونيه 2013 كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسُ الجمهورية الهيئةَ الهندسية للقوات المسلحة أن تكون مسئولة عن بناء الموقع الجديد للمدينة علي مساحة 200 فدان وقريبا سوف تتم مراسم افتتاح عالمي للمقر الجديد للمدينة بتشريف الرئيس السيسي وأعضاء مجلس الأمناء من كبار العلماء والشخصيات الدولية. ثانيًا، تم إصدار قانون خاص بمدينة زويل في عام 2012، يسمح لها بحُكْم مستقل من قِبَل مجلس الأمناء. وثالثًا، تضم المدينة ثلاثة هياكل أساسية مترابطة، هي: الجامعة، والمعاهد البحثية، وهرم التكنولوجيا، مهمتها توفير تعليم عليأحدث الطرز العالمية، وكذلك البحث العلمي، والتأثير الصناعي. وكما ذُكرت سابقًا، فإنّ الهدف هو بناء قاعدة علمية حديثة في قطاع الصناعة المتقدمة، والحَدّ من هجرة الكفاءات في المجالات العلوم والهندسة.
الجامعة تقدم تعليما راقيا وحديثا بمعايير دولية لإعداد جيل قادر علي النهوض بمصر
إنّ الغرض الأساسي من الجامعة هو جذب الطلاب الموهوبين من جميع أنحاء مصر، وتوفير المناهج الدراسية الفريدة لهم، التي صُمِّمَت خصيصًا لتوفير المعرفة في المجالات المتطورة للعلوم والهندسة. وتقدم تلك المناهج مفهوما جديدا يعتمد علي عدم اتباع النهج التقليدي والفصل بين التخصصات. بهذه الطريقة يتوفر للطلاب فرصة التعلم في نظام متعدد التخصصات. ففي السنة الأولي من فتح باب القبول بالجامعة، تَقَدَّم 6000 طالب للالتحاق بالجامعة، وتم قبول 300 طالب، بمعدل قبول قدره 5٪، علي قدم المساواة مع جامعة هارفارد، وجامعة ييل.
المعاهد البحثية بالمدينة تسعي جاهدة للتوصل إلي حلول علمية لقضايا المجتمع المصري
والفرع الثاني للمدينة يتمثل في معاهد بحثية يندرج تحتها مراكز بحثية في مجالات تُعتبر في طليعة العلوم والهندسة. وتُعطَي الأولوية للأبحاث وثيقة الصلة بشكل خاص بتلبية الاحتياجات الوطنية. يعد نطاق الأبحاث التي يعمل عليها علماء مدينة زويل نطاقًا واسعًا، ينطلق من العلوم الطبية الحيوية، التي تُعتبر مهمة للتخفيف من حدة الأمراض في المنطقة، حتي البحث والتطوير في مجالات معينة، مثل الطاقة الشمسية (وهي مصدر وفير للطاقة في مصر). وفي الوقت الحاضر، لدينا سبعة مراكز بحثية في الفيزياء الأساسية، وعلوم المواد، وتكنولوجيا النانو، والتصويرالميكروسكوبي، وعلوم الطب الحيوي، وغيرها. والكيان الأخير هو «هرم التكنولوجيا»، الذي يهدف إلي نقل الإنتاج من معاهد الأبحاث إلي التطبيقات الصناعية؛ للشروع في التعامل مع الجهات الحاضنة لهذا الإنتاج، وكذلك الشركات المستقلة، وجذب الشركات العالمية الكبري.
مصر قائدة للعالم العربي وستقوده علميا أيضا
لقد كانت مصر وما زالت قائدة العالم العربي. وسوف تؤدي ثورتها القادمة في مجال التعليم والثقافة إلي تغييرات كبيرة في دول عربية كثيرة. وعلي الرغم من أن دور القيادة هذا قد تراجع علي مدي العقود الثلاثة الماضية في عهد الرئيس مبارك، إلا أن مصر ما زالت لديها تاريخ وأساس، فضلًا عن عدد السكان والمؤسسات، لاستعادة القوة الطليعية للتحول الضروري. والأمل هو أن تدعم الصحوةُ السياسية في المنطقة «ربيع العِلْم» في الشرق الأوسط،حتي نتمكن من بناء مجتمع مبني علي المعرفة. إنّ اكتساب المعرفة هو المفهوم الذي نُسِج ضمن نسيج الإسلام، وكان سر نجاح امبراطوريّته منذ قرون. ولاستعادة مكانة اكتساب المعرفة في عالم اليوم، يجب أن يعود هذا المفهوم إلي الظهور، وأن يتم نقل الثقافة بطرق مبتكرة، لرسم مستقبل جديد وواعد، وهذا هو الهدف الأساسي لمدينة زويل.
لقد حالفني التوفيق في حياتي العلمية عندما التحقت بجامعة كالتك العريقة وعلي مدي 40 عامًا توجت بالحصول علي جائزة نوبل منفردا عام 1999، ومنذ ذلك التاريخ سعيت لتحقيق حلم نهضة مصر العلمية حتي جاءت السنوات الأخيرة لتشهد تحول الحلم إلي حقيقة واقعة من خلال مشروع مصر القومي للنهضة العلمية ( مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.