«النول» يساعد نساء الصحراء على الإبداع علي الرغم من قسوة الصحراء إلا أن المرأة البدوية تعاملت معها بفن، حيث تعلمت من حروفها الصبر والحب والأمل في الحياة.. تقضي يومها في عمل مستمر منذ طلوع الشمس وحتي الغروب دون كلل أو تعب فهي تسعد بانتاجها المتواصل ويقال عنها في المثل البدوي الشهير "تعمل من طلعتا لطيحتا" أي من الشروق إلي الغروب فهي التي تبدأ بالخروج للبئر القريبة من المنزل لتجلب الماء، وتحمل حزم الحطب لتوقد النار لتسوية الطعام وتحلب الشاة وترعي الأغنام. فهي بحق تعمل في أشياء يعجز عنها الرجال ولا تكتفي بذلك، بل تجلس داخل بيتها البدوي الصغير في قلب الصحراء لتقوم بغزل الصوف من خلال النول وهو الأداة الأساسية في صناعة النسيج وعلي الرغم من التجهيزات البسيطة إلا أن ألوانه المزركشة تبدو متألقة. خاصة عندما تتحول إلي "بيت العرب" أو الخيمة البدوية، منها ما يصلح لفصل الصيف ومنها للشتاء، وكله بالاعتماد علي صوف الأغنام. وتستخدم البدوية خامات بسيطة من البيئة المحيطة بها منها حطب شجر الزيتون والتي تثبتها في الأرض علي شكل مستطيل وتغزل الصوف علي شكل خيوط، يرتبط كل خيط بالآخر لتتداخل الألوان بشكل رائع يكون لوحة فنية لا يستطيع أعظم فناني العالم رسمها. ويقول حمد خالد شعيب الباحث بأطلس الفلكلور المصري أن المرأة البدوية بصحراء مصر الغربية تعتبر وزيرة للاقتصاد، فهي ماهرة في الحرف البدوية تنتج الخيمة البدوية وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية وأضاف ان المرأة البدوية لم تفكر في بيع منتجاتها التي عزفتها بأناملها، بل كان شغلها الشاغل ان تفرش خيمتها لأولادها، لكن فكرة البيع تزامنت مع الحرب العالمية الثانية التي دارت رحاها علي أرض الصحراء الغربية في أربعينيات القرن الماضي، فكان البعض من أبناء البادية يعرضون بضاعتهم من الكليم والسجاد اليدوي ليستعينوا بالمقابل المادي في مواجهة أعباء الحياة.