أحسب أن الضرورة تفرض علينا الآن الالتفات إلي حقيقة تستوجب الاهتمام، في ظل الظروف بالغة الدقة التي تمر بها البلاد حاليا، وما تواجهه من تحديات وأخطار تهدد أمنها واستقرارها، وتؤثر بالقطع علي مسيرتها الوطنية في حاضرها ومستقبلها. هذه الحقيقة تتمثل فيما يجري الآن ومنذ فترة ليست بالقليلة من محاولات مشوهة لقوي داخلية وخارجية، بعضها ظاهر ومعلن في عدائه للشعب والدولة مثل الجماعة الإرهابية، والآخر مستتر ومتوار خلف أقنعة متنوعة، لإشاعة أكبر قدر من الاحباط واليأس في صفوف الجماهير وعامة المواطنين، سعيا لكسر إرادة الشعب، وتحقيق ما فشلوا في تحقيقه بالعنف والإرهاب والقتل والدمير. هذه القوي تستخدم اسلوب الشائعات المضللة للتشكيك في كل شيء وكل القرارات وكل الرموز، ويتاجرون بكل القضايا ويروجون لادعاءات كاذبة، ويخلطون كل الأوراق ويطمسون كل الحقائق، ويشوهون كل الأعمال وجميع الانجازات، ولا يتوروعون عن المتاجرة بمعاناة الجماهير وصولا لأهدافهم الدنيئة في نشر الاحباط واشاعة اليأس وإثارة الفوضي والعنف في ربوع البلاد. وفي ظل هذه المحاولات المشبوهة رأينا استغلالا سيئا ومقصودا من جانب هذه القوي، للمشاعر الوطنية الجارفة لدي عموم الناس تجاه وطنهم وأرضهم وتقديسهم لترابهم الوطني، للترويج لادعائهم الكاذب بأن هناك تفريطا من جانب الدولة في قضية الجزيرتين «تيران وصنافير». وفي غمرة الضجة واللغط الذي ثار طوال الأيام الماضية حول هذه القضية، بفعل فاعل ومع سبق الاصرار والترصد، رأينا انسياقا من البعض للسير في ركاب القوي المتآمرة علي مصر وشعبها، ورأينا نفس الوجوه الكالحة القديمة تكشف عن نفسها وحقيقة موقفها، الرافض للاستقرار والمستعد دائما لركوب أي موجة، لعلها تحقق لهم حلمهم في السلطة، أو علي الأقل تصدر المشهد،...، حتي ولو كان ذلك بإثارة الفوضي وعدم الاستقرار واشاعة اليأس والاحباط لدي الجماهير.