نقطة في بحر

رايحين علي فين ؟

ثورة بيضاء،.. نعم
شباب بلدي الورد اللي فتح.. نعم
طلبوا الحرية والعدالة الاجتماعية قبل كسرة الخبز.. نعم
آزرهم الشعب بجميع فئاته وطوائفه.. نعم
...و ...و ...و...و...و... الخ نعم
ولكن ما النتائج؟
فجوة ما زالت بين الشرطة والشعب، ولو خيرت الجندي قبل الامين والضابط لطلبوا الخلع الآن قبل الغد والنتيجة ترويع للآمنين وتأجيل للمدارس، وحتي تلك المحافظات التي تشجعت وفتحت ابواب مدارسها فتحت أيضا بابا للقلق والخوف علي ابنائها واصبح أولياء الأمور في حيرة نروح المدارس ولا نقعد في البيت.
شباب زي الفل وفتيات في عمر الزهور وأرباب أسر تبحث عن مأوي كلهم صدقوا شائعات الوظائف الحكومية وشقق وزارتي الاسكان والاوقاف والمحافظات وأنها علي قفا مين يشيل وتكالب الجميع. احتل من احتل المساكن الشاغرة حتي لو كانت لقطاع خاص وتسارع عشرات الآلاف علي ابواب وزارة المالية وشركات الكهرباء والبترول وكأن بين عشية وضحاها كل شيء صار في متناول اليد ولم تجد الحكومة سواء أسميناها المؤقتة او تسيير الاعمال بدا من طبع استمارات وتوزيعها علي طالبي الوظائف لدرجة أنها أعلنت عن رقم بريدي في محاولة لمنع الزحام.. وتناسي الجميع أن لا أحدا يملك عصا موسي أو أنه عفريت من جن سيدنا سليمان.
في كل مصلحة حكومية حتي في اي منشأة قطاع خاص وايضا في التعامل الرئيس مع مرؤوسيه وربما في تعامل ساكن العقار مع البواب صرنا صغارا.
ضاعت الهيبة التي يجب ان يكون عليها رجال الدولة مهما كانت مواقعهم ومهما كانت الاهداف التي يسعون لتحقيقها من اجل مجتمع آمن.
يتسع سقف المطالب يوما بعد يوم وإصرار عنيد علي تحقيقها تسمع دعاوي أصحابها ومبرراتهم فتقول لهم الحق، كل الحق وتسمع انتقادات المعسكر الاخر فتجزم ان رأيهم سديد ولا أدني غبار عليه ضاعت معالم كثيرة واخري صارت ضبابية وانت تصغي لهولاء وتنصت لأولئك في محاولة لان يكون لك رأيك ويا بختك اذا استطعت وسط هذا المولد الذي تدلو فيه الصحافة المسموعة والمرئية بدلوها تحمل الجديد دائما وربما نقيضه، يا بختك اذا استطعت ان يكون لك رأيك المجرد عن اي هوي ويا ويلك اذا بحت به لمن لا يروق له ما تقول.
الثورة يا اسيادي لا تعني الا الطموح للافضل والسعي للنقاء والطهارة وازدراء كل ما هو قبيح بدءا من صندوق قمامة تتناثر حوله المخلفات مرورا بتصرف وقح من أحدهم علي مرأي ومسمع من الناس نهاية بفاسد يريد الحجر علي حقي وحقك في الحياة الكريمة.
يا أسيادي.. تعالوا الي كلمة سواء.. هدنة لالتقاء الانفاس خاصة ان مصر قبل 25 يناير لن تكون هي مصر بعده والسبب معروف فنحن موجودون وميدان التحرير ليس ببعيد.