المناطق الواقعة شمال سوريا والتي تشملها الوثيقة الكردية الخطيرة أعلن المسئول الكردي السوري إدريس نعسان أن أكراد سوريا يعتزمون إعلان نظام فيدرالي في المناطق التي يسيطرون عليها شمال البلاد. وقال نعسان المسئول بإدارة الشؤون الخارجية في مدينة عين العرب (المعروفة لدي الأكراد باسم كوباني) إن هذا الإعلان يعني توسيع إطار الحكم الذاتي الذي شكله الأكراد وآخرون. وأضاف نعسان لرويترز أن هذا سيتم تحت مسمي «فيدرالية شمال سوريا» وأنها ستمثل كل الجماعات العرقية التي تعيش هناك. وكان أكراد سوريا قد أعلنوا في عام 2013 إقامة إدارة ذاتية بشكل مؤقت، قسموها إلي ثلاث مقاطعات تضم الجزيرة وعفرين وكوباني وسميت «روج آفا» أي غرب كردستان بالكردية. ومن المتوقع أن يعلن الأكراد عن النظام الفيدرالي في ختام مؤتمر لهم بدأ في بلدة رميلان شمال سوريا ويشارك فيه أكثر من 150 ممثلاً عن تلك المناطق من كافة المكونات من أكراد وعرب وآشوريين وسريان وشيشان وتركمان وأرمن، يقررون خلاله مصيرهم في اطار سوريا المستقبل. ورسمت وثيقة صاغتها لجنة للتحضير للمؤتمر تصورا «لمناطق من الإدارة الذاتية الديمقراطية» ستدير شؤونها الاقتصادية والأمنية والدفاعية. وقال الدار خليل أحد منظمي المؤتمر أن تفاصيل النظام ستحدد في وقت لاحق. وتوقعت الوثيقة فشل محادثات السلام الجارية في جنيف التي لم يدع إليها الأكراد استجابة لطلب تركيا. وقال مسئول بوزارة الخارجية التركية إن بلاده تدعم وحدة سوريا وإن أي خطوات منفردة باطلة. ورفض بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات السلام الحديث عن نموذج فيدرالي في سوريا أو أي نوع من التقسيم. وقال إن حكومة دمشق لا تعتزم إجراء محادثات مباشرة مع وفد المعارضة الرئيسية. وأوضح للصحفيين إن انسحاب القوات الروسية من سوريا لم يكن مفاجأة وإنه كان قراراً مشتركا اتخذه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد. يأتي ذلك عقب إعلان الأممالمتحدة في جنيف إنها تسلمت من وفد المعارضة السورية وثيقة تتضمن رؤيتها لمرحلة الانتقال السياسي غداة تلقيها تصوراً مماثلاً من الوفد الحكومي حول سبل حل النزاع الذي دخل يومه السادس. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة جديدة من طائراتها الحربية أقلعت من قاعدة حميميم في سوريا عائدة إلي روسيا. وقالت موسكو أمس إن سحب قوات روسية لن يضعف الرئيس السوري بشار الأسد. وكانت بثينة شعبان مستشارة الأسد قد أشارت إلي ان القوات الروسية قد تعود إلي سوريا بعد إنسحابها وإنه يجب علي الولاياتالمتحدة الآن أن تضغط علي تركيا والسعودية لوقف الامدادات إلي مسلحي المعارضة. ورحب حلف شمال الأطلنطي (الناتو) بالقرار الروسي، واعتبرته السعودية خطوة إيجابية للغاية. واعرب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أمله في أن يسهم إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البدء في عملية انسحاب القوات الروسية من سوريا في توفير الأجواء الملائمة لإنجاح مسار المفاوضات التي انطلقت أعمالها أول أمس في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية. واعتبر الأمين العام في بيان له أمس ، أن هذا الإعلان الروسي جاء في توقيت مناسب، ويمثل خطوة ايجابية مهمة باتجاه تعزيز الجهود المبذولة من قبل مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسوريا لإنجاح مسار مفاوضات جنيف الجارية تحت رعاية الأممالمتحدة وكذلك لتثبيت الهدنة القائمة ووقف الأعمال القتالية.