أعلن الكرملين أمس أن روسيا ستبقي نظام الدفاع الجوي إس-400 الأكثر تطورا في سوريا رغم الانسحاب المقرر لمعظم القوات الروسية من هناك. ويصل مدي النظام المضاد للطائرات إلي 400 كيلومتر وهو ما يعني أن تسيطر روسيا علي مساحات كبيرة من الأجواء السورية. وصرح «سيرجي ايفانوف» رئيس المكتب الرئاسي الروسي «سنحافظ علي حماية فاعلة للقسم المتبقي في سوريا, خصوصا من خلال وسائل حماية برية وبحرية وجوية». جاء هذا بعد يوم من إعلان الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بشكل مفاجئ سحب القسم الاكبر من القوات الروسية المنتشرة منذ 30 سبتمبر الماضي في سوريا حيث تشن غارات جوية لدعم النظام السوري في الوقت الذي يدخل فيه النزاع عامه السادس. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس ان دفعة أولي من طائرات النقل بينها طائرات من طراز «تي-154» والقاذفات التابعة لها «سوخوي-34» اقلعت من قاعدة حميميم الجوية في سوريا متجهة إلي روسيا. وخلال مراسم أقيمت بقاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية قال نائب وزير الدفاع الروسي «نيكولاي بانكوف» أمس إن سلاح الجو الروسي سيواصل قصف الأهداف المرتبطة بتنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخري في سوريا حيث «لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن انتصار علي الإرهاب». وجاء قرار بوتين الذي اعتبرته الصحف الروسية «انتصارا سياسيا» في اليوم الأول من انطلاق المحادثات غير المباشرة في جنيف والتي من المقرر ان تمتد حتي 24 مارس الحالي. وأكد الجيش السوري إنه سيواصل العمليات القتالية ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بهما, بعد إعلان انسحاب الروس. واعتبر بيان رسمي أنه «بعد النجاحات الكبيرة في الحرب علي الإرهاب كان من الطبيعي أن يتم الاتفاق بين قيادتي الجيشين في سورياوروسيا علي تخفيض وجود القوات العسكرية الروسية بما يتناسب مع التطورات». من جهته أعلن «سالم المسلط» المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» (الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية) ان المعارضة تريد التحقق من تنفيذ القرار الروسي «علي الارض», مشيرا إلي أنه لا يستبعد ان يكون القرار الروسي «خدعة علينا الحذر منها». وأكد السفير الروسي لدي الاممالمتحدة «فيتالي تشوركين» ان الانسحاب العسكري الروسي من سوريا سيساعد علي تكثيف الجهود للتوصل إلي تسوية سياسية للنزاع. في الوقت نفسه اعتبر مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر من مساء أمس الأول الإعلان الروسي «أمرا ايجابيا». من جانبه اعتبر المبعوث الدولي «ستافان دي مستورا» في تصريحات أمس أن انسحاب القوات الروسية «أمر مهم» في مفاوضات السلام الجارية وقد يساعد علي انتقال سلمي في سوريا. واعتبرت ألمانيا أن الانسحاب الروسي من سوريا سيزيد الضغط علي نظام «بشار الأسد» للتفاوض علي انتقال سلمي, في حين قالت فرنسا أن «كل ما يسهم في وقف التصعيد في سوريا محل ترحيب». ميدانيا, أعلن قيادي ميداني في جبهة النصرة, ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا, ان الجبهة ستشن هجوما في البلاد خلال 48 ساعة.