«توك توك» يتحدى القطار كشفت جولتننا علي عدد من المزلقانات «الشرعية» عن عورات السكة الحديد وفضحت تصريحات التطوير الوهمي التي تصدر فقط عقب حوادث القطارات ثم يقف وقفة نهائية بلا عمل..رصدنا واقعا مريرا، صورا ومشاهد مأساوية.. الاشارات معطلة.. السيمافورات لا تعمل..سلاسل حديدية لا حول لها ولا قوة..ارضيات علي وشك الانهيار..غياب للصيانة والمراقبة..سلبيات بالجملة تسيطر علي مزلقانات مصر وتوضح مدي استهتار المسئولين بحياة المصريين.. البداية كانت من أمام مزلقان غمرة الذي يقع في وسط العاصمة حيث مازال الاعتماد فيه علي غلق الطريق اثناء عبور القطارات «بالجنزير» الحديدي ناهيك من ان هذا الجنزير «مربوط» «برباط قماشي» ففي عز التصريحات الوردية من وزارة النقل عن المزلقانات الالكترونية تجد ان «الجنزير» يتحكم في خط سير السيارات التي تتزاحم أمام المزلقان والذي يمثل طريقاً رئيسياً بالمنطقة غير الممهدة فالمزلقان في هذه المنطقة ليس فقط لعبور القطارات وإنما محطة ينادي باسمها سائقو الميكروباصات الذين يتزاحمون علي القضبان إما لصعود كوبري المشاة أو نزول الركاب وهو ما يقلل من قدرة عامل المزلقان علي إيقاف المارة عن العبور، خاصة أنه يحاول مسرعاً رفع السلسلة الحديدية بمجرد سماع أجراس السيمافور التي تسبق قدوم القطار بخمس دقائق علي الأكثر بالاضافة الي ان الكارثة الكبري في هذا المزلقان انه مجاور لمحطة مترو غمرة وهنا لا بد ان يعبر المواطنون الخارجون من المحطة عبر كوبري المشاة الا أن المواطنين يعبرون من خلال «فتحة» عشوائية في منتصف المزلقان وعندما حاولنا الاستفسار من خلال عامل المزلقان عمن قام بعمل هذه «الفتحة العشوائية» قال لنا إن الحي هو من أقام الفتحة للعبور وهو ما يجعلنا نثير علامات استفهام كبيرة خاصة وان وزارة النقل شددت علي المحافظين والاحياء باغلاق كافة «الفتحات» غير الشرعية انتقلنا الي مكان آخر وهو مزلقان الشادر هو اسم مسمي علي خلفية وجود سوق للاسماك في هذه المنطقة فهو الآخر يعمل ب «الجنزير» ولكن الاخطر في ذلك المزلقان ان الطريق عنده يسير في اتجاهين متضادين وهو ما جعل السكان يطالبون بإنشاء رصيف ينتهي قبل المزلقان بسنتيمترات بسيطة خاصة وانه علي بعد امتار قليلة تجد أسواقا للخضراوات والفاكهة بالاضافة الي كشك لبيع العصائر والمثلجات وهو ما يسبب كارثة لا قدر الله في حالة احتراق هذا السوق وما يتسبب في اشتعال القطار المار في ذلك التوقيت من مزلقان الشادر. »خربانة« وقفنا امام المزلقان فإذا بأحد المارة يصرخ في الناس.. انتبهوا القطار قادم.. هناك من يسمع ويستجيب وهناك من لا يكترث بالامر.. وهناك من يقول «خربانة.. خربانة» !!.. أحد السائقين قال لنا جميع المزلقانات لا يوجد عليها عمال ولا أبواب لفتح وغلق تلك المزلقانات، فضلا عن عدم إصلاح أرضية المزلقان بصفة مستمرة، ما يجعل السيارات تتعطل بصفة مستديمة علي المزلقان. وطالب بعمل بوابات لتفادي الحوادث، بجانب تواجد لرجال الشرطة والمرور لتنظيم حركة سير السيارات ووضع الضوابط الإرشادية لتجنب تعرض حياة المواطن للخطر. واستكملنا الجولة في مزلقان الشرابية الذي تحول الي مقلب للقمامة واصبح الطريق في اتجاهين «رايح جاي» ناهيك عن عربات تجميع الخردة التي تتوقف دائما امام مقالب القمامة لكي تجمع بعض الصفائح المعدنية منها مما يجعل السيارات تتكدس امام المزلقان الذي لا يوجد فيه أي عامل أو عسكري مرور بل جنزير ليس أكثر او أقل..المشهد امام المزلقان ينذر بوقوع العديد من الحوادث، من أول وهلة السلسلة الحديدية يستخدمها عامل المزلقان بمجرد معرفته ان القطار قادم، ثم يشرع في الجري لاستخدام السلسلة الثانية في الاتجاه المقابل، إذن المشهد يؤكد ان اليدوية هي التي تحكم المزلقانات ولا تواجد لما يسمي المزلقانات الكهربائية او الاليكترونية التي تستغني عن هذه المزلقانات التي تخطف الارواح، فمع تشغيل السلسلة تجد من يتشاجر مع عامل المزلقان وينزل من مركبته محاولا رفعها لاستكمال السير دون ادني اهتمام بما قد يترتب علي رفع السلسلة قبل مجئ القطار..