منذ الأزل كانت أصابع المصريين الذهبية تصنع الجمال من البيئة التي من حولها، ومن الصناعات التي أجادتها هذه الأصابع مصنوعات النخيل والجريد والخوص، وكانت قرية الأعلام بالفيوم احد المواقع المضيئة لهذه «الصنعة» واصبحت مزارا للمصريين والسياح الاجانب، وفجأة ومنذ عام 2011 ومع انحسار السياحة عاشت هذه الصناعة لحظات الخطر واصبحت تطرق باب الانهيار، فبعد أن كان عدد الصناع المحترفين في القرية يزيد عددهم علي 300 اسرة، انقرض عددهم إلي 50 شخصا بالتمام والكمال، بعد أن غيروا نشاطهم إلي اشياء أخري من أجل كسب العيش والقدرة علي الحياة. يقول لنا عصام عبدالسلام «أحد صانعي الجريد والخوص إن قرية الاعلام عرفت صناعة الخوص ومنتجات النخيل في بدايات القرن الماضي قبل ثورة 1919 عندما جاء مجموعة من المواطنين من محافظة اسوان لزيارة ذويهم وبصحبتهم بعض المشغولات المصنوعة من سعف النخيل عرفت القرية منهم هذه الصناعة لتصبح مركزا لها واحترف معظم أهلها هذه المهنة وكانوا يحققون ارباحا كبيرة منها، ولكن مع التطور وظهور منتجاتهم التي كان يتهافت عليها السائحون والمواطنون في باقي المحافظات وبذلك بعد توقف حركة السياحة عقب ثورة 25 يناير بالاضافة إلي توقف عمل المعارض ببعض المحافظات السياحية وهو ماجعل الطلب علي المنتجات ضعيفا للغاية. كما يشير زميله عبدالوهاب محمد إلي انه امتهن صناعة الخوص منذ صغره بعد تعلمها علي يد والده حيث كانت القرية تشتهر بهذه الصناعة التي بدأت في الاختفاء بسبب البدائل الحديثة لها، وقال ان عدد من يعمل فيها حاليا 50 سيدة وفتاة يعملن معه في صناعة الحصير والمصافي والمكانس والاسرة والاقفاص والكراسي ولكن حاليا ترك معظمهن المهنة بسبب الركود الذي تشهده وطالب بضرورة اقامة المعارض في مختلف محافظات الجمهورية لتسهم في ترويج المنتجات وتعرف المواطنين بالحرفيين ويكون لها مردود ايجابي لتنشيط صناعة السعف، ويحذر سيد محمد «صانع منتجات النخيل» من انقراض المهنة اذا لم يتم النظر اليها علي انها صناعة تراثية وتراث لمحافظة الفيوم.