ارتكب صدام حسين، خطيئة كبري في حق بلاده والعرب جميعا، بسقوطه في فخ أمريكي صهيوني، وغزوه الكويت، لتبدأ مؤامرة تدمير العرب بكل انواع الاسلحة ومنها سلاح المياه. فقد استغلت تركيا الفرصة بايعاز اسرائيلي، وقامت بتدشين مشروع الغاب عام 1992 الذي يشمل 22 سدا اكبرها سد أتاتوك. وقال سليمان ديميرل الرئيس التركي انذاك: إن مياه الفرات ودجلة موارد تركية ولا يحق لأحد مشاركتنا فيها مثلما آبار النفط في العراق وسورية لهما ولا نشاركهما فيها. وتسبب المشروع في جفاف مساحات شاسعة من العراق بعد انخفاض منسوب الفرات. ولم يقف العدوان التركي عند هذا الحد ، فقد شرعت انقرة مؤخرا في تنفيذ مشروع سد أورفة الذي يستطيع بعد إتمامه أن يحبس مياه دجلة والفرات لمدة 600 يوم، ما يعني تجفيف مياه النهرين تمامًا. واكد خبراء ان هذه المشاريع ستؤدي إلي تصحر العراق، كما سيؤدي انخفاض مناسيب المياه الي اغلاق اربع محطات لتوليد الطاقة الكهربائية تنتج 40% من طاقة البلاد . الأخطر ان بعض الدراسات تتوقع جفاف العراق عام 2025 حيث تنخفض كميات المياه من الفرات من 29 مليار متر مكعب إلي مليارين فقط. ولا يختلف الوضع في نهر النيل فقد انتهجت اثيوبيا النهج التركي، وقامت بتدشين سد النهضة بعد قيام ثورة 25 يناير بأسبوعين. وصدرت تصريحات اثيوبية تشابه ما قاله ديميريل. ما يؤكد تكامل المؤامرة ضد العرب خاصة مصر والعراق وسوريا. لكن من حسن الحظ ان مصر مازالت تمتلك الوقت والكثير من الاوراق. وكلنا قناعة ان الاستشهاد عند سد النكبة، أشرف ألف مرة من الموت عطشا ! كلنا أمل ان يعلو صوت العقل والتعاون في أديس ابابا ، وليخسأ المتآمرون.