رغم أن حادث الطائرة الروسية حل بمصايب هي الأصعب في قطاع السياحة .. لكن الجميع توقع أن يكون الحادث بداية طفرة كبري في مطاراتنا كافة والسياحية خاصة .. ليس طفرة تأمينية فقط إنما الأهم طفرة في الخدمة والأداء .. لكن يبدو أن الكثيرين لم يدركوا بعد التأثير السلبي لسوء الخدمة بالمطارات علي صناعتي السياحة والطيران معا .. وإذا لم تكن حادث الطائرة واعظا ودرسا قاسيا.. فهل يتعظون بما سأرويه الان .. صعب وأتمني الا يكون مستحيلا رحلة عذاب ترقي للفضيحة المسيئة تعرض لها كل من شاء حظه العاثر أن يسافر بالطائرة في أجازة رأس السنة سواء بالأقصر وأسوان او شرم والغردقة أو غيرهم من المدن السياحية .. والمشكلة لا تمس المصريين فقط إنما عرب جاءوا لدعم مصر وسياحتها وأجانب تحدوا قرارات حظر حكوماتهم .. لن نتحدث عن رحلات السفر رغم أن معظمها شهد تأخير لكن المصيبة كانت في رحلات العودة والتي يبدو أنها جاءت مفاجئة لمصر للطيران.. ويبدو أيضا أن كل شركة من شركات مصر للطيران تتعامل مع باقي الشركات علي أنهم « كفار قريش » .. وسنأخذ هنا مثالا مطاري شرم الشيخوالقاهرة السبت الماضي والتي كنت شاهد عيان بهما .. بدأت الصورة المسيئة عند بوابات الدخول الخارجية لمطار شرم الشيخ .. إنتظار في طابور سيارات لأكثر من نصف ساعة ليس بسبب إجراءات أمنية فأفراد الشرطة وامن المطار بالبوابات لا يحملون حتي جهاز لعبة للكشف عن السيارات بعد ذلك زحام شديد علي أول بوابات إلكترونية والتفتيش وسط حالة من الهرج والمرج .. ولا أدري كيف يتسني لرجال الأمن التفتيش رغم تلك الهرجلة .. الزحام علي البوابات الإلكترونية موجود بمطارات العالم .. لكن النظام الصارم ودقة التفتيش لا تشعرك بأي ضيق نترك تلك السلبيات لنصل الي اولي الصدمات الكبري عند توجهك ل «البوردينج» لتفاجئ بطوابير من نوع خاص .. طوابير حقائب الركاب .. تنهي إجراءات سفرك وتترك حقائبك في هذا الطابور .. وعندما تسأل عن السبب تأتيك الإيجابة همسا في أذنك وبتحميس وطني « دي سيادتك إجراءات امن أنتي عارف الكلام الكتير بعد حادث الطيارة .. لكن متقلقش شنط حضرتك حتطلع الأول « .. هكذا يتم خداعك .. وتكتشف هذا الخداع بظهور موظف آخر بالمطار يتنحي بك جانبا « يا باشا الموضوع لا هو تأمين ولا يحزنون لكن فيه سير حقائب واحد بس يعمل والباقي معطل والكل عارف الكلام ده من كذا يوم بس محدش إتحرك « .. اما نتيجة هذا المنظر طوابير من الركاب معظمهم من العرب وغالبيتهم لديه رحلة اخري ستقله من القاهرة الي العواصم العربية المختلفة « بيروت ودبي وعمان وبغداد» ومعظم الركاب لن يلحق بطائرته من القاهرة .. فالمهزلة التي تمت كان نتيجتها تأخير لأكثر من ساعتين في كل الرحلات لهذا اليوم وتسمع بكاء أشقاء عرب جاءوا للإحتفال برأس السنة في شرم دعما لها ولمصر .. ثم ساقهم حظهم العاثر لمطار شرم ليسافروا منه حاملين أسوأ إنطباع عن مصر كلها .. وتاركين فرحتهم بالأيام التي قضوها بشرم .. عجائز لا تستطيع الوقوف .. أطفال إنسابت دموعهم من طول الإنتظار وبكاء طالبات من إلغاء رحلتهم من القاهرة لبلدهم وضياع موعد إمتحاناتهم ولتكتمل منظومة الإساءة .. وفي ركن منزو تجلس الفنانة هيفاء وهبي علي الأرض بعيدا عن الزحام وإنتظارا لدخول المطار وبالكاد أحضروا لها مقعد .. أما أنغام فقد وقفت مع إبنها في طابور طويل لإنهاء الإجراءات .. هل لا يوجد علاقات عامة بالمطار تخفف من ضيق هؤلاء النجوم ؟ وتستضيفهم في مكان لائق وماذا الحال لو وصف أحدهم عذابه هذا علي صفحاته التي يتابعها الملايين نفس الطوابير السابقة بهرجها ومرجها تنتظرك علي بوابة أخري قبل الدخول لصالة السفر .. ودموع سيدة تنساب وتنهمر من غلظة واسلوب تفتيشها من سيدات أمن المطار والتي وصفتهن زميلة الراكبة ب : السجانات « فوضي في الكافتريات وعلي بوابات الدخول للطائرة .. ورغم تأجيل الرحلة لساعتين .. يخطرونك وأنت داخل الطائرة بتأخير نصف ساعة أخري تجلسها كأنك سجينا داخل الطائرة ثم تصل الي مطار القاهرة .. وما أدراك ما مطار القاهرة .. موقف ميكروباص كما وصفته جريدتنا الأخبار في تغطيتها لتك الفضيحة في عددها أمس .. رحلات الاقصر وأسوان وشرم والغردقة في نفس الوقت « حوالي 13 رحلة « وعلي نفس السير وبهرجلة وفوضي لا تجدها في أي مكان في العالم .. وعندما تسأل عن السبب تأتيك الإجابة الغريبة والعجيبة من أحد مسئولي المطار بأن مطار شرم الشيخ السبب لأنه فاجأنا بوصول 4 رحلات في نفس الوقت دون ان يخطرنا !! ويؤكد المسئول أن السبب شركة مصر للطيران ويطالبنا بتحرير محضر لها وعندما تسأله عن نفسه يجيبك فورا « لا يا باشا أنا شركة الخطوط « .. وكأن تلك الشركات أعداء .. وكأنه لا يوجد تنسيق علي الإطلاق أو كومبيوتر أو حتي موبايل للتواصل بين المطارات وبعضها البعض هذا الإستهتار كفيل بضرب جهود تشجيع السياحة العربية في مقتل .. ناهيك عن التقارير الدولية للجهات العديدة التي تراقب مطاراتنا لتري التطور بها حتي تعيد السياحة.. نريد أولا تحديد المسئول عن تلك الفضيحة .. وأن يعلن العقاب الذي ناله .. وهناك تساؤل يلح بشدة .. ماذا ستقدم لنا شركة التقييم التي تم التعاقد معها .. ولو قدمت نصائح هل تلك العقلية التي تسببت بتلك الفضيحة ستكون قادرة علي التنفيذ .. وهل هذه هي حالة مطاراتنا ومسئوليها بعد فاجعة الطائرة الروسية وما سببته لنا من خسائر أخشي ما اخشي ان يتسبب هذا الاهمال في ضياع حلم عودة السياحة.. محمد البهنساوي [email protected]