صناعة السينما لاتقل أهمية عن صناعة السلاح في الولاياتالمتحدة ونستطيع أن نقول إن واشنطون قد غزت اغلب دول العالم بافلامها تعطي الولاياتالمتحدة أهمية كبيرة لقوتها الناعمة التي تتمثل في الانشطة الثقافية والسينمائية والموسيقية وغيرها من الانشطة التي تمس حياة الشعوب في أغلب بلاد العالم.. وصناعة السينما لاتقل أهمية عن صناعة السلاح في الولاياتالمتحدة ونستطيع أن نقول إن واشنطون قد غزت اغلب دول العالم بافلامها ومسلسلاتها التلفزيونية وأن نفوذها لايأتي عبر قوتها العسكرية فحسب بل بتلك القوة الناعمة التي تطير بالعقول مع مغامرات سوبرمان وجيمس بوند وتسعي لرسم المستقبل عبر «حرب النجوم».. ولا استطيع أن ادعي انني خبيرة في هذا المجال حيث إن عملي كمراسله لدار أخبار اليوم بالأممالمتحدة كان ومازال يستغرق وقتي لمتابعة العلاقات الدولية والمواجهات بين الدول وتعامل مجلس الأمن مع القضايا الدولية.. خاصة قضايا منطقتنا والقضايا الافريقية التي اصبحت حاليا تشغل 70٪ من اعمال مجلس الأمن.. ومن المعروف أن الأممالمتحدة تدرك اهمية مشاركة النجوم والشخصيات المعروفة في جذب الانتباه للقضايا التي تمس أمن وسلام العالم وبالتالي قامت بتعيين العديد من النجوم العرب والاجانب كسفراء للنوايا الحسنة ومنهم علي سبيل المثال وليس الحصر بعض النجوم المصريين مثل: صفاء العمري وحسين فهمي وعادل إمام. ويجدر بالاشارة أن بعثة الولاياتالمتحدة لدي الأممالمتحدة تحرص كتقليد سنوي علي أن يضم وفدها عددا محدودا من الشخصيات العامة المهتمة بالقضايا الدولية.. وكانت أول تجربة لي في التعامل مع نجوم السينما والمسرح الأمريكي اثناء ادارة الرئيس السابق جورج بوش الابن.. حيث كنت اتابع مؤتمرا صحفيا بمقر البعثة الأمريكية وعندما علمت أن الوفد الأمريكي خلال هذا العام يضم نجمة المسرح والسينما الأمريكية المعروفة جلوريا استيفان طلبت اجراء حوار صحفي معها وتم تحديد الموعد عقب انتهاء المؤتمر الصحفي.. وعندما اخبرت زميلة صحفية امريكية تعمل بادارة الاعلام بوزارة الخارجية الأمريكية بأنني سأجري حواراً مع جلوريا استغرقت الزميلة جودي في الضحك وقالت: انني لا استطيع أن اتخيل هذا الحورا خاصة انك لاتهتم كثيرا بشئون السينما وكل اهتمامك ينصب علي الشئون السياسية. وقلت: انني صحفية ومراسلة لدار من اكبر بل أكبر دار صحفية في العالم العربي ولدينا مجلة اسبوعية عن «أخبار النجوم » وأري أن مثل هذا الحديث سيكون اضافة. ويجدر بالاشارة هنا أن جلوريا من انصار الحزب الجمهوري ولها اراء محافظة للغاية تهتم بالجانب الانساني لحياة المهاجرين.. وقد غادرت الجميلة جلوريا كوبا عندما كانت طفلة في الرابعة وعاشت مع اسرتها في ميامي. وكان حديثي مع جلوريا عن نشأتها وكيف تمكنت من الوصول إلي شهرة عالمية في مجال الغناء.. واستطيع أن اقول إن الحديث كان من القلب فقد ذكرت أن الحياة كانت بسيطة ومتواضعة ولكن ايمانها بقيمة العمل والعمل الشاق هو ما دفع بها إلي ماوصلت اليه.. وحكت كيف كانت تتنقل مع زوجها من مدينة إلي مدينة لاحياء الحفلات الموسيقية وكيف انها مازالت تحرص علي الغناء احيانا كثيرة باللغة الاسبانية تلبية لمشاعر واهواء المهاجرين من امريكا اللاتينية.. وعلي الرغم من انشغالها في اعمالها الفنية كانت جلوريا تمارس عملها السياسي باعلان رفضها لحكم وصفته بأنه حكم قهري وكانت تطالب بمزيد من الحرية لأهالي كوبا.. وعندما سألت عن تربية ابنها قامت هذه النجمة المشهورة بإعطائي صورة لها معه وقالت انني سأعطيك هذه الصورة بشرط أن تقومي بردها لي لأنها صورة مفضلة.. وبطبيعة الحال تم التقاط صورة لي مع هذه النجمة المشهورة نشرت بمجلة «أخبار النجوم». وبالمناسبة مازالت جلوريا التي وصلت ثروتها حسب التقديرات إلي ما يقرب من مليار دولار وبلغت مبيعات الأشرطة الموسيقية الخاصة بها ما يزيد علي مائة مليون شريط تعطي اهتماما خاصا لشئون المهاجرين.. وتشن جلوريا حاليا حملة شعواء علي الملياردير الامريكي دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية والسبب بطبيعة الحال موقفه من المهاجرين حيث اعلن انه في حالة انتخابه سيقوم ببناء حائط علي الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لمنع تدفق اللاجئين من المكسيك بل سيقوم بعمل اجراء سريع لترحيل جميع الموجودين بصفة غير قانونية في الولاياتالمتحدة.. وستبدأ جلوريا في تمثيل مسرحية غنائية علي احد مسارح برودواي تحكي فيها قصة كفاحها وكفاح زوجها ولاعطاء درس للمهاجرين بأن العمل المستمر والملتزم هو الأسلوب الوحيد لتحقيق الحلم الامريكي.. واعتقد أن توقيت ورسالة هذه المسرحية يتفقان تماما وتدفق اللاجئين من جنسيات مختلفة علي الدول الأوروبية. الجريء والجميلات كانت أطول مهمة صحفية أغوص فيها مع ابطال السينما الأمريكية هي مجموعات الحوارات التي أجريتها مع ابطال مسلسل «الجريء والجميلات» الذي كان يحظي بشعبية فائقة في مصر عام 1993 والذي علمت انه يعاد عرضه علي احدي محطات التليفزيون في مصر الآن.. وكان الاستاذ ابراهيم سعده رئيس مجلس ادارة دار أخبار اليوم قد اتصل بي وطلب مني ضرورة إيجاد فرصة لإجراء حوار مع ابطال هذا المسلسل.. ولم اكن اعرف شيئا عنه علي الرغم من انه كان يذاع يوميا بمحطة السي بي أ س الامريكية وذلك لأن موعد اذاعته في منتصف النهار لا يتفق ومتابعة اعمال الأممالمتحدة.. وحاولت جمع بعض المعلومات عن هذا المسلسل ابرزها أنه ضمن مجموعة من المسلسلات التي تحظي باهتمام كبير في الأوساط الامريكية خاصة بين ربات البيوت ويطلق علي مثل هذه المسلسلات «اوبرا الصابون» وذلك لأن شركات الصابون الامريكية تتبني الانفاق علي هذه المسلسلات من خلال نشرها للاعلانات. وكانت المفاجأة الأولي أن اجراء أي حوار مع أي من الابطال شبه مستحيل وأن أي حوار يتم بدفع مبلغ ضخم.. وفكرت في اسلوب للتحايل علي هذه الصعوبات وبالاتصال بالمسئول عن العلاقات العامة لفريق الانتاج بالمسلسل ويدعي فرانك توبن وافق علي مجرد حضوري إلي لوس انجلوس ليصحبني إلي احد ستوديوهات هوليوود حيث يجري التصوير وذلك بشرط عدم محاولة اجراء أي حوار لأن ذلك له شروط.. ووافقت بعد أن وافق علي ان التقي ببطل المسلسل دانيل ماكفيكر واسمه في المسلسل «كلارك» والذي كان يستعد لزيارة القاهرة.. وكان من حسن الحظ ان مسئول العلاقات العامة الذي اتفق علي لقائي ببهو الفندق الذي اقيم فيه بلوس انجلوس وعندما لاحظت ضجة واهتماما من الموجودين بالفندق وتقدمهم لطلب التصوير مع النجم الوسيم اقتربت من دانيل وقدمت نفسي وكانت فرصة لاجراء حوار معه دون وجود الرقيب. وقد أكد النجم أن زيارة مصر تحقق احلام طفولته وكان الحوار وديا اشار فيه إلي أن اباه وأمه بطلان أقدما علي تربية 12 طفلا واعطيا الاهتمام والحب الكافي لكل واحد منهم.. وعندما حضر مسئول العلاقات العامة طلبت منه أن يلتقط صورة لي مع النجم لتنشر في مصر يوم وصوله.. واصبحت مشكلتي كيف ارسل هذه الصورة التي تتطلب جهازا لا أملكه لأن الكمبيوتر لم يكن مستخدما في ذلك الوقت ولجأت إلي مكتب وكالة الاسوشيتد برس لطلب المساعدة وشرحت لمدير المكتب اهمية ارسال الصورة في اسرع وقت.. ولم يتردد الزميل في توجيه تعليمات بارسال الصورة إلي دار أخبار اليوم وهو يقول ان المصريين يهتمون بهذا المسلسل «بجنون».. وفي اليوم التالي ذهبت إلي الاستوديو واقتربت مع مندوب العلاقات العامة من البلاتوه حيث كان ابطال المسلسل يقومون بالتصوير.. وكان علي أن التزم بعدم محاولة الكلام مع أي من ابطال المسلسل وفي فترة بين اللقطات اقتربت جوانا جونسون «كارولين» من مكان وقوفي.. وبادرت بسؤالي: «ماذا تكتبين؟» فقلت ملاحظات عن التصوير لأكتب تقريرا لمجلة «أخبار النجوم» في القاهرة واشرت إلي انني اعمل من مكتب بالأممالمتحدة.. وبعد أن عادت للتصوير بقيت في مكاني وتحت مراقبة حذرة من مندوب العلاقات العامة.. وبعد أن اعلن مدير التصوير استراحة قالت لي جوانا: انني ادعوك لتناول فنجان من القهوة في استراحتي الخاصة.. وبالفعل تسللت معها إلي استراحة خاصة بها واجريت حوارا معها بشرط أن ادعوها لفنجان قهوة بالأممالمتحدة. وكانت هذه الجلسة رائعة تعكس مدي اهتمام النجوم الامريكيين بالشئون الدولية.. وفي منتصف اللقاء اطلت سوزان فلانيري التي تقوم بدور «ستيفاني» زعيمة عائلة فورستر التي يدور حولها المسلسل من الباب.. وكانت ستيفاني ترتدي تي شيرت رماديا علي بنطلون اسود ودون أي مكياج وكانت تتحدث بهمس حيث انها كانت مصابة باحتقان شديد في الحلق وعلي الرغم من ذلك كانت تشارك باهتمام في الانتاج وتستعد لتصوير اهم حلقات المسلسل في اليوم التالي.. وقد صادف أن كنت في الاسبوع السابق لذهابي إلي لوس انجلوس في زيارة لباريس وفتحت حقيبة يدي واخرجت منها علبة لاقراص تعالج احتقان الحلق كنت قد اشتريتها من هناك وقدمت الاقراص لستيفاني قائلة «ربما تساعد..» وشكرتني وانصرفت وحضر مندوب العلاقات العامة وقال بغضب انك غير ملتزمة بالاتفاق وقد طلبت منك عدم ترك البلاتوه. إلا أن الجميلة كارولين تدخلت وقالت: انها ضيفتي الخاصة.. وكان اليوم التالي هو اليوم الكبير ودخلت ستيفاني وهي ترتدي فستانا احمر ناريا وكانت رائعة الجمال في فستان السهرة وعندما صوبت الكاميرا لالتقاط صورة لها لاحظت ضوء الفلاش وتوجهت نحوي وقالت: لابد ان اشكرك علي الدواء لقد كان مفعوله ساحرا.. وبادرت بالقول لابد أن نجلس معاً اذا كنت ستقضين بقية اليوم معنا.. وبعد تناول العشاء مع ابطال المسلسل بدعوة من مدير الانتاج كان لي حديث شيق مع ستيفاني التي دعت باقي الابطال إلي الحديث معي.. وهكذا نجح القرص الساحر في تمكيني من اجراء عدة لقاءات رائعة وشيقة نشرت تباعا علي مدي اسابيع في القاهرة وانتهت بقيام ابطال المسلسل بتقديم بوستر قاموا بالتوقيع عليه وكتب عليه ريدج بحروف لاتينية: إلي «أخبار النجوم» واعتقد أن اعادة نشر هذه المجموعة من الحوارات ستعود بنا إلي الزمن الجميل.