الممثل الأمريكي "جورج كلوني" يقود حملة ضخمة لجمع التبرعات، لضحايا سيول "هايتي"، وقد انضم لهذه الحملة عشرات من نجوم السينما والغناء، وبدأ كل منهم بتقديم مليون دولار لتحفيز الآخرين علي المساهمه لإنقاذ مئات الأسر التي شردتها السيول وأغرقت منازلهم! تمنيت لو أن كلوني كان ممثلا مصريا يشعر بآلام الآخرين، ولايكتفي بالفرجة، وإطلاق عبارات المواساة ، والتصريحات في الجرائد لمشاريع لاتتم ، أخيراً أعلن حفنة من النجوم المصريين بدء حملة لجمع التبرعات، تعاطفاً مع إخواننا في الجنوب الذين أصابت السيول منازلهم ، وأصبحوا يبيتون في العراء، وحلني عقبال" مايتلحلح"النجوم ويتحركون تكون خربت زيادة، الطريف أن أيا من نجومنا أصحاب القلوب الرحيمة لم يفكر بدفع مليم واحد ، من الأجور الضخمة التي يتقاضاها!هذا أحد أوجه الاختلاف بين ثقافة النجم الامريكي والنجم المصري، فالأول يدرك أن قيمته، يستمدها من خدمة مجتمعه، والثاني يعتقد أن المجتمع المصري خلق لخدمته، فهو يجني النجاح والشهرة والثروة من هذا المجتمع، ومع ذلك لايقدم له إلا بعض الأعمال الفنية الغثة التي لاتخدم أحداً سواه هو وشركات الإنتاج التي تستثمره!. ماعلينا نعود الي جورج كلوني الذي ينتظر هذه الأيام ترشيحه للأوسكار عن دوره في فيلم "عالياً في السماء"up in the air، للمخرج جيسون ريتمان ، المرشح هو الآخر لجائزة أوسكار افضل مخرج، وكل منهما "الممثل والمخرج" سبق ترشيحهما للجولدن جلوب عن نفس الفيلم، غير أن الممثل جيف بريدجز، انتزع جائزة افضل ممثل في الجولدن جلوب ، وهو يكاد يكون المنافس الوحيد لجورج كلوني، في الأوسكار!ومع ذلك فإن صداقة قوية ومتينة تجمع النجمين رغم فرق العمر بينهما، وقد سبق وأن اجتمعا في فيلم "الرجال الذين يحدقون في الماعز" الذي قدمه جورج كلوني في الموسم الماضي! ملامح متشابهة في حوار معه نشرته جريدة لوس أنجلوس تايمز، قال جورج كلوني أن من اسباب قبوله لأداء بطولة فيلم، عالياً في السماء، أنه بعد قراءة السيناريو وجد أن شخصية "ريان بينجهام" بطل الفيلم تتشابه إلي حد كبير، مع بعض ملامح من شخصيته، فهو يعشق السفر والترحال، وقضي فترة طويلة من حياته، بين المطارات العالمية، عاشقا للمغامرة، رافضا الارتباط بأي إمراة ، مفضلا العلاقات الخاطفة، حتي لايضطر أن يخضع لسيطرة امراة واحدة، تقوده لتكوين أسرة والالتزام بتربية أطفال ومسئوليات إجتماعية، لايقدر عليها، ويذكر "كلوني" في حواره مع الجريدة، ان زميلتيه «نيكول كيدمان»، و«ميشيل فايفر» كانتا قد دخلتا معه في رهان، مؤكدتان أنه سوف يتزوج وينجب أطفالا قبل أن يكمل الخامسة والأربعين من عمره!ولكنهما خسرتا الرهان وأرسلتا شيكاً بقيمته لجورج كلوني، الذي رده إليهما، فعادت كل منهما تراهنه علي إنه سوف يدخل قفص الزوجية مجدداً، ويرزق بأطفال قبل أن يكمل الخامسة والخمسين! أما أهم الاختلافات بينه وبين شخصية بطل فيلمه «عالياً في السماء» فهي أنه لايحمل هذه القسوة التي تميز" ريان بينجهام"وتجعله موفقا في عمله!!حيث تعهد إليه الشركة التي يعمل بها، مهمة إبلاغ بعض الموظفين بخبر إقالتهم من عملهم والاستغناء عنهم نهائياً!ويطلب منهم عدم اتخاذ أي ردود فعل عصبية تسيء لسمعة الشركة!! وهو يشبه مهنة البطل ، بإنه مثل بعض رجال الجيش الذين يعهد إليهم بمهمة تبليغ الأهالي بمقتل أبنائهم في المعارك الحربية! مهمة شديدة القسوة، ولكنها ضرورية وتحتاج الي أشخاص يتمتعون ببرودة الأعصاب والقدرة علي امتصاص ردود الأفعال! وقد برع جورج كلوني في أداء الدور، بدرجه رشحته هذا العام لأكثر من جائزة! أما مخرج الفيلم جيسون ريتمان ، فهو يؤكد في نفس الجريدة "لوس أنجلوس تايمز" أن قبول جورج كلوني للفيلم، قد منحه عدة ميزات، أولها أن شركة الإنتاج ماكانت توافق علي التصوير بين أربعة مطارات عالمية، لارتفاع التكلفة، لولا وجود كلوني في المشروع، ثانيا والأهم أن الفيلم زادت قيمته وفرص توزيعه وعرضه في جميع أنحاء العالم، كما أنه نال فرصة عظيمة للترشيح لعدة جوائز، منها الجولدن جلوب ليدخل في منافسة مع نخبة من أهم مخرجي السينما الأمريكية مثل "كوانتين تارانتينو" و"جيمس كاميرون"، و"كاترين بيجلو"، وهو الآن يتوقع ترشيحه للأوسكار الذي سوف يعلن عنه مع نهايات الشهر القادم! السخرية من المؤسسة يعتبر نقاد السينما الأمريكية أن فيلم "الرجال الذين يحدقون في الماعز"الذي أخرجه" جرانت هيسلوف"من أهم الأفلام التي تسخر من المؤسسة العسكرية الأمريكية، وتقدم صورة كوميدية هزلية لما يحدث داخل هذه المؤسسة، والفيلم مأخوذ عن كتاب "لجون رونسون" وهو كاتب إنجليزي ومخرج أفلام تسجيلية، وتدور أحداث الفيلم حول صحفي "إيوان ماجيريجور"، يذهب في مهمة الي العراق، لمتابعة حالة فريق خاص من الجنود الأمريكان، الذين تم تدريبهم علي مهارات خاصة، تمنحهم قوة روحية، وقدرة علي السيطرة، علي الأخرين من خلال برنامج تدريبي، يبتعد عن استخدام السلاح ، وينمي القدرة علي القتل من خلال العقل، وتتم بعض التجارب علي أعداد من الماعز، حيث يقوم الجندي بالتحديق في الماعز والتركيز الذهني، ممايؤدي الي إصابة الماعز بأزمات قلبية، تؤدي الي الوفاة في الحال !! ويقوم بتبني هذا المشروع أحد رجال الجيش" جيف ريدجز" ومساعده " كيفين سباسي"، أما الجندي الذي تتم عليه التجربة فهو جورج كلوني! طبعا الفيلم يقصد أن يؤكد أنهم عالم من المجانين، المصابين بأمراض نفسية شتي، تسببت عنها تلك الحروب اللامنطقية التي شنها الجيش الأمريكي علي أفغانستان والعراق، بلامبررات منطقية! تم تصوير أحداث فيلم الرجال الذين يحدقون في الماعز بين صحراء العراق والأردن ، والمغرب واضطر النجم جورج كلوني لإضافة أكثرمن خمسة عشرة كيلو جراماًِ لوزنه، ثم عاد وفقدها قبل أن يصور فيلم "عالياً في السماء"! أفلام تتفق مع آرائه حصل جورج كلوني علي خمسة عشرمليون دولار، أجرا عن دوره في "عاليا في السماء"وهو يعتبر من أغلي نجوم أمريكا وأكثرهم شعبية، وكان قد بدأ حياته الفنية في عام 1978، عندما ظهر في مسلسل تليفزيوني بعنوان "أين ذهبت الفتيات؟"، ولم يلفت النظر إلا عندما شارك في بطولة مسلسلE.R" الذي تدور أحداثه حول مستشفي تستقبل الحالات الحرجة، ثم انطلق بعد ذلك في السينما ليشارك في مجموعة من الافلام التجارية، قبل ان يتحول الي نجم شباك، ويرتفع أجره من عدة آلاف الي عدة ملايين من الدولارات، وقد خاض تجربة الإخراج مع فيلم "مساء الخير وحظاً سعيدا"، الذي قام بإنتاجه أيضا في عام 2005، وحصل فيه علي دولار واحد فقط ، أجرا له كممثل لأحد أدوار الفيلم! وتدور احداثه في فترة المكارثية، التي أربكت المجتمع الامريكي وأدت الي هجرة عشرات المخرجين وأصحاب الفكر الذين تعرضوا لاتهام بالترويج للفكر الشيوعي في نهاية الخمسينات من القرن الفائت، وقد قام جورج كلوني بتصوير الفيلم أبيض وأسود، وقد تم ترشيحه لست جوائز أوسكار، وجورج كلوني من النجوم الذين يحرصون علي اختيار أفلام تتفق مع آرائه السياسية، وهذا ما دفعه لقبول دوره في فيلم "سيريانا "، المناهض للسياسة الامريكية، في علاقتها مع الدول الاسلامية !وقد نال الاوسكار كأفضل ممثل في دور ثان عن دوره في هذا الفيلم ! وتضم خطة جورج كلوني أكثر من سبعة أفلام سوف يقوم ببطولتها وإنتاجها خلال السنوات الثلاث القادمة منها فيلم يحمل عنوان "حمدان يواجه رامسفيلد" واضح من العنوان إنه يؤكد إيمان جورج كلوني بعبثية السياسة الأمريكية ضد البلدان التي تعتنق الاسلام واتهام إياها بترويج الإرهاب!!