الدور الاجتماعي للشخصيات العامة وعلي رأسهم الفنانون والرياضيون, ليس ترفا أو منة منهم تجاه الشعب والمجتمع المحلي, لكنه دور أساسي ينبع من قيم أخلاقية وإنسانية, بل ويدخل في إطار المصالح المتبادلة أيضا. فالشهرة والأموال التي حصل عليها كل نجم مصدرها الأساسي الجماهير العريضة التي أحبته فقدمت له كل شئ, وعلي هذا النجم أن يقدم لهذه الجماهير يد المساعدة عندما تحتاج إليها. لذلك أصابت الدهشة الكثيرين من الحفل الهزيل الذي أقيم باستاد القاهرة مساء أمس الأول لتكريم المنتخب الوطني وخصص دخله لمصلحة ضحايا السيول, فدخل هذا الحفل لن يتعدي علي أقصي تقدير50 ألف جنيه( طبقا لسعر التذكرة وعدد الحاضرين), وهو مبلغ ضئيل ومخجل في مثل هذه الظروف, لكنه نتيجة طبيعية لسوء تنظيم الحفل الذي لم يشارك فيه سوي نجم واحد فقط هو عمرو دياب الذي يستحق الشكر والتقدير علي هذه المشاركة, ولم يوجد أي فنان آخر للإسهام في حشد أكبر عدد من الجمهور وزيادة الحصيلة المخصصة لضحايا السيول. وبعيدا عن الحفل, لم نر أي فنان يتقدم بتبرع ذي قيمة لضحايا السيول الذين يحتاجون إلي كل جنيه, ومازالوا يبحثون عن الغذاء والغطاء وسبل ترميم أو إعادة بناء منازلهم المهدمة, وكل ما سمعناه من بعض الفنانين مجرد وعود عن تنظيم حفلات لم تر النور حتي الآن, بينما مجرد أن وقع زلزال هايتي سارع نجوم هوليوود بتقديم كل الدعم لهم, وفي برنامج خيري واحد نقلته قناة إم. تي. في الموسيقية شارك أكثر من130 نجما منهم مادونا, وأنجيلينا جولي, وجورج كلوني, وميل جيبسون, وغيرهم, وتبرع كل منهم بمليون دولار من أمواله, بالإضافة إلي تبرعات المشاهدين. أما نجومنا الذين يتقاضي كل منهم الملايين عن أعمالهم الفنية وحفلاتهم فلم يشعر أي منهم بالمسئولية ويتبرع ولو بجنيه فقط من ماله الخاص لأبناء وطنه الجالسين في العراء, برغم أن هؤلاء البسطاء هم المصدر الرئيسي لثروة أي نجم, بجنيهاتهم القليلة التي يدفعونها مقابل لحظة ترفيه عن النفس.