لم يعد هناك مفر من أن تكون دول العالم جميعاً في حالة استنفار ضد هذا الإرهاب الأسود الذي يضرب في كل مكان.. فرنسا التي شهدت الأحداث المفزعة تكشف أنها أجهضت العديد من مخططات الإرهاب، وأنها تنتظر المزيد من المحاولات.. ألمانيا كادت تشهد - في توقيت متزامن - فاجعة كبري واضطرت لإلغاء مباراة كرة قدم دولية لتجهض مخطط تفجير الملعب!! وتكشف الآن دول مثل هولندا والسويد عن مخططات تم إجهاضها قبل التنفيذ بينما بلجيكا تتوقف الحياة في عاصمتها خوفاً من ضربة تشبة ضربة باريس. والتهديدات تشمل الجميع.. من موسكو إلي واشنطن إلي عواصم آسيا وإفريقيا التي ضرب فيها الإرهاب قبل يومين في عاصمة «مالي» في حادث ربما يكون الأخطر بالنسبة لكل دول شمال إفريقيا التي تبدو الهدف القادم لضربات الإرهاب.. خاصة في ظل أوضاع ليبيا التي تحولت إلي ساحة تدريب لكل هذه الجماعات الإجرامية!!. «داعش» التي أطلقوها لتحل محل «القاعدة» بشرط أن ينحصر إرهابها داخل المنطقة العربية، وأن تكون أداة لتدمير العرب والمسلمين.. ها هي تخل - كالعادة - بما اتفقت عليه، وتعود لنهج القاعدة، وتوجه ضرباتها المنحطة إلي أوروبا وتهدد باقي العالم، بمن فيهم من رعوها ودعموا إجرامها، ظناً بأنهم سيكونون بعيداً عن النار التي أشعلوها. تسقط كل الأقنعة، ويدرك العالم أن كل جماعات الإرهاب سواء، ويتوحد العالم في مواجهة لم يعد لها بديل.. وكالعادة.. تحاول جماعة «الإخوان» الهروب من المصير المحتوم.. تلجأ لألعوبة «ليسوا إخواناً.. وليسوا مسلمين» التي تمارسها منذ الأربعينيات.. حيث يقوم فريق من الجماعة بأعمال الإرهاب، ويصدر فريق آخر بيانات الشجب والاستنكار التي يوقعها من أصدروا بأنفسهم أوامر القتل والاغتيال!!. يلجأ الإخوان لنفس الألعوبة. يصدر فريق من قادتهم في الخارج بياناً يدعون فيه التمسك بالسلمية والبعد عن العنف.. ويهاجمهم فريق آخر من الجماعة كاشفاً عن حقيقة أنهم كانوا وراء معظم الجرائم التي وقعت ضد الدولة واستهدفت الجيش والشرطة وقتلت المواطنين، وأهدرت دم الثوار الذين أسقطوا حكمهم الفاشي في 30 يونيو. يتحدث أحد قادة الجماعة علي قناة تليفزيونية عميلة، فيكشف أن الخلاف مفتعل، وأن «الإخوان» لم يغادروا أبداً موقعهم كجماعة أسست للإرهاب، وخرجت منها كل جماعاته، ومازالت هي الأصل رغم كل ما ارتدته من أقنعة زائفة!!.. يقول ممثل الإخوان الذي يدعي أنهم ضد العنف، ان كل ما يرتكبونه من جرائم ليس عنفاً ولا إرهاباً، بل هو تطبيق لأحكام الشرع كما يفهمها الفكر المريض للإخوان منذ نشأتهم.. وحتي الآن!!. وهكذا.. فإن قتل رجال الجيش والشرطة ليس عنفاً عند الإخوان!! وتدمير مؤسسات الدولة ونسف أبراج الكهرباء ووضع القنابل في الأماكن العامة ليس عنفاً!! وخيانة الوطن واستدعاء «الرعاة» الأجانب ليس عنفاً ولا خيانة!! والصدام مع عشرات الملايين من المواطنين المدنيين الذين قاموا بالثورة واسقطوا الحكم الفاشي في 30 يونيو ليس عنفاً!!. هل هناك فرق بين هؤلاء «الإخوان المجرمين» وبين «الدواعش» إلا ثمانين عاماً من القتل والاغتيال والتآمر والخيانة، وخداع العالم بحكاية «ليسوا إخواناً.. وليسوا مسلمين» أو «دعاة.. لا قضاة» التي لم تعد تنطلي علي أحد بعد أن سقطت كل الأقنعة!!.