أخيرا تحقق الحلم.. الحلم الكبير.. الحلم الذي حلمت به كثيرا.. وتمنيت من الله أن أراه وأنا علي قيد الحياة.. وألا يكون كغيره من الأحلام التي قتلها بداخلي الفاسدين وأصحاب الوجوه العديدة وأصحاب المصالح الشخصية.. الذين دمروا حياتنا.. أخيرا تحقق الحلم علي يد اخواني الشباب.. ورأيت بعيني الشعب المصري يثور في وجه حكامه الطغاة.. هؤلاء الشباب أزاحوا بدمائهم وأرواحهم كابوسا استسلمنا له كثيرا.. وعشنا فيه أياما طويلة.. بدلوا شعارنا نحن جيل الوسط من »امشي جنب الحيط« إلي »ارفع رأسك فوق.. أنت مصري«.. أكدوا للعالم كله ان المصريين قادرون علي استعادة مصريتهم.. واستعادة وطنهم مصر من يد السارقين والعابثين والمتلاعبين.. وقالوا في كلمة رائعة أنصت لها العالم كله ان مصر لكل المصريين الشرفاء.. فهي جنتهم في الأرض.. ونار تحرق الخونة والجبناء. لقد أعادوا لنا الانتماء والولاء والحب.. وأعادوا لنا القيم والعادات الجميلة التي توارت في ظل صراع رسمه لنا الطغاة عامدين متعمدين.. أعادوا لنا البسمة وخفة الدم.. التي حل محلها الكآبة والحزن والجنون أحيانا. قدموا لنا نموذج من المفردات التي لم نفهما.. ولم نحاول فهمها.. ولكنهم كانوا يعنوها جيدا.. أكدوا للشرفاء أمثالهم أنهم يمكنهم الاستمرار في مصر والعيش بها.. وانه لا هجرة شرعية أو غير شرعية بعد اليوم. لقد وقفوا أمام الفساد. الذي ينهار وتتساقط رموزه ساعة تلو الأخري.. لم يخافوا كما خفنا.. ولم يسكتوا علي الظلم كما سكتنا. شباب 52 يناير تقدموا الصفوف ونحن خلفهم.. بعزيمتهم واصرارهم أزحنا عن أنفسنا قناع الذل والهوان.. واستعدنا وجهنا الحقيقي الشجاع.. هذه الثورة لم تكن ضد نظام حكم مستبد ومغرور.. وإنما ثورة ضد الفساد والمنتفعين والجالسين علي كل الموائد.. ضد المحيطين بالكراسي وأصحاب المصالح الشخصية الذين لم يجدوا لهم مكانا بيننا بعد اليوم.. هذه الثورة سيخلق من ظهورها ثورات في كل مكان ضد الفساد وعدم المساواة.. وضد المنتفعين والحاقدين والحاسدين.. وهنا يبرز دور جيل الوسط.. الذي عليه ان يتحرك ويرفع صوته بعد ان رفع قامته ضد الظلم والاستعباد.. ويكشف عن الفاسدين في كل موقع. لن أقول شكرا للشباب.. ولكن أقول عفوا سامحونا لقد فرطنا في حقنا وحقكم كثيرا.. واسمحوا لنا ان نقف بجواركم ونظهر في الصورة.. كما خرجنا معكم يوم الجمعة 82 يناير.. لقد علمتمونا واستوعبنا جيدا الدرس.. ونعدكم اننا لن نعود للوراء أبدا.. وأخيرا أقولها من كل قلبي وأنا فخور بمصريتي.. تحيا مصر.. تحيا مصر.