هي حرب ضروس لم تتوقف منذ أصدر الألماني ولهلم سبيتا عام 1880 كتابا بالألمانية يدعو من خلاله لاتخاذ العامية الاقليمية لغة أدبية بدلا من الفصحي واتخاذ الحروف اللاتينية لكتابة العامية، وكأنهم يقولون: ولماذا تحيا لغة القرآن وقد مات ما دونها من لغات العالم القديم. وجاء من بعد ذلك الإنجليز: كارل فولرز 1890 وباول وفيلوت 1926 ليزعم أن أهم عوائق منع العرب عن الاختراع هو أنهم يؤلفون ويكتبون باللغة العربية الفصحي! وكأن نفس العرب يوم سادوا العالم كانوا يكتبون بالانجليزية مثلا. والغريب أن يدخل في طابور المحاولين أحمد لطفي السيد الذي اقترح حلا وسطا بقبول الأسماء الأجنبية للمخترعات والحديث في العلم علي حالها دون ترجمة مع احتضان المفردات العامية العربية، وجاء من بعده سلامة موسي الذي رد علي دعوة مصطفي كامل للارتباط بالدولة العثمانية ليطالب هو باستخدام العامية المصرية وكتابتها بالحروف اللاتينية بدعوي الحفاظ علي القومية المصرية، وطبقا لدعوة الألماني ولهلم سبيتا! ثم تبعه عبدالعزيز باشا فهمي داخل مجمع اللغة العربية وكان للأسف عضوا به حيث اقترح رسم الحروف العربية باللاتينية مع الإبقاء علي الأصل العربي، وتراجع أمام رفض المجمعيين وهجومهم الشرس علي اقتراح زميلهم. وأخيرا جاء «الفيس بوك» و«جوجل» ليحقق أماني من فشلوا ويقدم 3 برامج ل«الأرب ايزي» بكتابة العربية باللاتينية واستبدال الحروف التي لا توجد باللاتينية بالأرقام لتنشأ لغة يسميها الشباب في تعاملهم ومنتدياتهم ب«عربيزي» أو «العرب ليزية»، ويصدر جوجل عام 2008 برنامجا اسمه «تعريب» وتصدر مايكروسوفت برنامجا اسمه «مرن» ويدخل اللبنانيون السباق ببرنامج اسمه «يملي» عام 2007.. إنها الحرب الكونية علي هذه البقعة من العالم بتراثها ولغتها وقوميتها، وتلك رسالة إلي كل من يهدمون الفصحي باستخدام العامية أو الفرانكو آراب عبر الفيس بوك وأجهزة المحمول.. فهل من مدكر؟.