كنت أتوقع طوفانا من الإستجابات لمبادرة أخبار اليوم من أجل ضحايا الأمطار والسيول بالأسكندرية والمحافظات، المبادرة التي طرحتها مؤسسة أخبار اليوم بقيادة الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق وتم تخصيص 3 ملايين جنيه لمساعدة الضحايا والمتضررين.. منهم 2 مليون من مؤسسة ليلة القدر ومليون من صندوق مواجهة الكوارث بأخبار اليوم مساعدات لمن تهدمت بيوتهم وأصبحوا بلا مأوي يواجهون السيول والامطار والبرد بأجسادهم وأجساد أطفالهم. كانت الإستجابة الوحيدة والسريعة من رجل الأعمال المعروف محمد أبو العينين والذي سبق أن بني قريتين للسيول بالصعيد ولا يتواني عن مساعدة مريض يتألم أو أنسان ضاقت به سبل الحياة.. فسارع في اليوم الثاني لاعلان المبادرة بالتبرع بمليون جنيه.. ولا أجد خيرا مما قاله الأستاذ ياسر رزق لطالما ظلمنا بعض رجال الأعمال الشرفاء لسنوات طويلة مؤكدا أنه آن الآوان نرد الظلم عنهم فقد اتهم رجل الأعمال أنه يقدم المساعدات للحصول علي عضوية مجلس الشعب.. ولكنه لم يرشح نفسه ومازالت جمعيته تقدم المساعدات ومازال يسارع بالمشاركة في المبادرات الإنسانية.. رسالتنا لباقي رجال الأعمال أن يقوموا بواجبهم ويساهموا في إغاثة المحتاجين.. فالشتاء لم يبدأ.. مجرد أن طرق أبوابنا فقط أحدث كوارث ليس في الأسكندرية وحدها ولكن أيضا في سيناءوكفر الشيخودمياط.. ومدن البحر الأحمر وتسبب في تشرد عائلات.. كنت أتوقع من الشركات أن ترصد ميزانية لمساعدة هؤلاء الضحايا الذين لا ذنب لهم في الغربية في مراكز «طنطا والمحلة وزفتي والسنطة وكفرالزيات» وتحولت الحياة بشوارع وقري مركزي المحلة وسمنود إلي أمر كارثي يعاني منه الآلاف من المواطنين بسبب ارتفاع منسوب المياه في الشوارع العمومية والفرعية وفي ادفو شمال أسوان في تعرض حوالي 100 شخص لخسائر مادية فادحة تصل لحوالي 7 ملايين جنيه بسبب غرق محصول البلح الذي كان في المرحلة النهائية له قبل بيعه. وفي دمياط تراكمت المياه بالشوارع وأغرقت البيوت وأعلنت جمعية الصيادين بعزبة البرج منع المراكب الصغيرة من الخروج للصيد، فتأثر مئات الصيادين وأسرهم. وفي محافظة كفر الشيخ، كافة القري والمدن خاصة بلطيم وبرج البرلس ومطوبس، غرقت الشوارع بمياه الأمطار وانقطع التيار الكهربائي وأحدث خسائر كبيرة، وفي البحيرة غرقت مدن رشيد وادكو وكفر الدوار في مياه الأمطار بسبب عدم الانتهاء من مشروع الصرف الصحي. هذه هي بعض الخسائر التي تكبدها البسطاء عندما طرق الشتاء أبوابهم، فماذا سيحدث عندما يهاجم بشراسة كما توقع خبراء الأرصاد وأكدوا أن هذا الشتاء سيكون قاسيا ببرده ورعده وأمطاره، فهل تستطيع المبادرات الإنسانية التخفيف من هجوم الشتاء وقسوته علي الغلابة والبسطاء؟!