«تثور الشائعات، ولا نسمع صوتا ولا ندري خبراً، من يحتمل الغياب، وغاب القمر يا ابن عمي ياللا روحني» ربنا يديها طولة العمر، الفنانة الكبيرة شادية تعرضت لشائعة خبيثة، تستهدفها الشائعات دوما، البعيد عن العين، وشادية بعيدة عن العين احتجابا ولكنها أبدا لم تكن بعيدة عن القلب، في القلب دوما. كتبت الفنانة «شهيرة» تنعي «شادية» زوجة أخيها، رحمها الله، ولأنها «شهيرة» المرتبطة وجدانياً بالكبيرة «شادية»، اختلط الامر علي الفنانة رانيا فريد شوقي، وتوالت التعازي من قلوب المحبين، ولكن النفي كان سريعا من قبل نقيب الممثلين أشرف زكي، واطمأنت قلوب المحبين، متعها الله بالصحة والعافية. هناك قلق دائم علي صحة الكبيرة، لا أحد يطمئننا علي صحتها، وأخبارها، غابت وطال الغياب، وتكررت اعتذاراتها عن حفلات التكريم، ومع كل اعتذار تثور الشائعات، ولا نسمع صوتا ولا ندري خبراً، من يحتمل غياب القمر، وغاب القمر يا ابن عمي ياللا روحني. آخر الغيابات عن احتفالية أكاديمية الفنون المصرية، غابت شادية، متي نري شادية ثانية، سؤال طرحته سابقا في الشقيقة « اخبار النجوم «، ولم أدر جواباً، الحاجة بخير، تعيش في واحة الأمان مع القرآن، والنور يملأ جنابات نفسها الطيبة. لم يتبق لنا منها سوي مشاهد في أفلام، أبيض وأسود، استوحشنا منها الغياب، نحن جيل تربي علي صوتها، ورقيها، وعطر حضورها، حاضرة دوما في القلوب، وتهفو إلي صوتها النفوس، نفتقد شادية، وشادية محتجبة عنا، لو أطلت علينا لكان حدثاً، طلة يا حاجة. البعد جفا، إلا في حالة شادية، كلما ابتعدت زادت اقترابا، تركت فراغا تملؤه الذكريات، حتي في غيابها جميلة، حتي في حجابها الأبيض جميلة، ذكري من الزمن الجميل، تعيش أيامها بين عبادة وخير عميم، وتتمني لمصر السلامة من كل شر. تدعو لمصر بكل حب ومن أعماق أعماق القلب، ومنقول عنها: «ربنا يحميكي يا بلدي.. تحيا مصر»، ربنا يخليكي يا شادية، ويمد في عمرك، وترين مصر قد الدنيا، شادية بنت مصر، وغنت لمصر، يوم كانت مصر قبلة العشاق وقبل أن يعف علي وجه مصر الصبوح الذباب، وينهش في لحمها الذئاب، الحاجة من جيل أحب مصر حباً جماً. نقدر الظروف، ظروفها الصحية، ونحترم الخصوصية، ولكن نتوق للطلة، للبسمة، للكلمة، دعواتكم بالشفاء، وترجموا الحب بدعاء يحفظها لمصر، وارسموا علي شفتيها بسمة أمل، وهي من رسمت علي شفاهنا بسمة عريضة، وضحكة بديعة، عبير الزهور، وأريج الورد، وألحانا شجية تسعد قلوباً أحبت، وحلمت بالسعادة، متعك الله بالعافية والسعادة. حسنا فعلت أكاديمية الفنون وكرّمت شادية، وقلدتها الدكتوراة الفخرية، ولكن ننتظر التكريم الكبير في « عيد الفن « المقبل، ننتظر من حلمي النمنم وزير الثقافة تكريم الكبيرة، ولنجتهد أن تحضر الحفل الكبير، ستنير الحفل، وعيد الفن لن يكون عيداً إذا غاب القمر. شادية التي غابت عنا منذ العام 1996 وإلي الآن، وسوي بعض لقطات فيسبوكية في أعياد الميلاد، وتظهر بالحجاب، نملي أعيننا من هذا الوجه الصبوح، نعزي أنفسنا في الغياب بأنها بخير وفي أحسن حال، دائمو السؤال، وفي الخاطر لا تزال، اجمل الأيام، أيام شادية الجميلة، أيام زمان، ودبلة الخطوبة، ومين قالك تسكن في حارتنا، ومكسوفة منك، مكسوفين منك.. مكسوفين منك ونحن من قصرنا في السؤال. ونحن في شغل عن شادية، ومع اختفاء أخبارها، وصورها، تتسلل الشائعات الخبيثة كالحيات السامة، ومع إهمالنا،وتجاهلنا، وانشغالنا، تركناها وحدها تصارع الزمان، لكن ما كان يطمئن قلوبنا عليها أنها «أقوي من الزمان».