شركة الاتصالات فقدت 1.5 مليون مشترك خلال عام وصول مستخدمي المحمول إلي 53 مليون شخص المواطنون: اضطررنا للإستغناء عن التليفون المنزلي بسبب المصاريف الإدارية والأعطال المتكررة وطوابير السنترالات 5.1 مليون مواطن استغنوا عن التليفون الأرضي ودراسة حديثة تتوقع اختفاءه خلال 5 سنوات ولكل من الطرفين مبرراته وأسبابه فالمواطنون يرون ان فواتير التليفون التي يدفعونها 4مرات سنويا باتت عبئا ثقيلا عليهم خاصة انها لاتمثل الاستخدام الحقيقي لهم بما تحمله من مصاريف إداريه واشتراكات مبالغ فيها وهو ايضا ماتراه الدراسة فضلا عن المنافسة الشرسة من شركات المحمول سواء من الناحية السعرية والتقنية والتكنولوجيا. لكن ليست هذه كل الأسباب فهناك غيرها الكثير ..الأخبار ناقشت القضية مع المواطنين والخبراء والمسئولين. الضربات الموجعة التي تلقاها التليفون الثابت مؤخرا في مصر احدثت تغيرا واضحا في خريطة سوق الاتصالات المصرية حيث فقدت الشركة المصرية للاتصالات 1.5 مليون مشترك خلال عام واحد بعد ان رفضوا تسديد اشتراكاتهم في الوقت الذي زاد فيه عدد مشتركي خدمات المحمول في مصر بنحو 700 ألف مشترك خلال نوفمبر 2009 ليتجاوز إجمالي العملاء 53.68 مليون.. طبقا لأرقام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع المجلس. وامام ذلك اكد طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن فقدان 5.1 مليون مشترك يعد امرا كبيرا واشار الي انه بالرغم من ضخامة الرقم إلا أنه لا يدعو إلي الذعر لأن الشركة المصرية للاتصالات شركة قوية وراسخة ولديها مقومات النجاح والتميز. وأنها ستقوم بتنظيم عروض ترويجية غير تقليدية ومميزة خلال الفترة القادمة تمكنها من استعادة هذا الرقم في أقرب وقت. وبالفعل قامت الشركة المصرية للاتصالات بطرح عدد كبير من المبادرات الترويجية لجذب اكبر عدد من المشتركين فقامت في احد عروضها بتخفيض سعر المكالمات من التليفون الثابت إلي المحمول، ليصبح 15 قرشاً بدلاً من 30 قرشاً للدقيقة الواحدة، في كل أوقات اليوم في فترات محددة من العام واتاحت الشركة للعملاء التقدم بطلب للحصول علي خط أرضي جديد دون مصاريف التركيب وذلك في جميع مناطق الجمهورية. قدمت الشركة العديد من الخدمات بطريقة سهلة وميسرة من خلال مركز خدمة العملاء 111 والتي نجح في خفض شكاوي اعطال التليفونات إلي حد كبير وقدمت الشركة عروضا ألغت خلالها مصاريف تركيب التليفون الأرضي لمدد محددة، لكن رغم ذلك فان المواطنين لم يقتنعوا بهذه الاغراءات وبرروا ذلك باصرار شركة الاتصالات علي تحميلهم اعباء كثيرة فضلا عن تدني مستوي الخدمة في بعض المناطق وهومايؤكده محمدغريب مهندس قائلا مشكلتنا مع التليفونات الأرضية اننا سواء استخدمناها أو لم نستخدمها ندفع فاتورة فالمصروفات والدمغات والاشتراكات كبيرة جدا والآن اصبح هناك بديل وهوالمحمول الذي يغنيني عن التليفون الارضي. اما شادية مراد فتقول بالفعل يمكننا الاستغناء عن التليفون الارضي بعد ظهور المحمول فما الذي يضطرني إلي الوقوف في الطوابير لدفع الفاتورة وانتظار عامل التليفونات اذا تعطل واحتمال اعباء كبيرة وتضيف كنا ندفع الفاتورة كل 6اشهر لكن الآن ندفعها كل 3 اشهر فزادت المصاريف عليها ولم تعد ميزانية الاسرة تحتمل فاتورة للمحمول واخري للارضي. ويؤكد محمد علي مدرس انه بالفعل قام بالاستغناء عن تليفونه الارضي بعد ان تعطل التليفون وابلغ سنترال المريوطية بالعطل وانتظرهم اكثر من شهر وفي النهاية اضطر الي الاستغناء عنه. ويشير خالد عبدالباقي ان كل فرد من افراد الأسرة الآن لايمكنه الاستغناء عن الموبايل والمشكلة انه اصبح من الصعب دفع فواتير المحمول والأرضي معا ويضيف أن المحمول الآن يقدم خدمات كبيرة بخلاف الاتصال جعل من الاستغناء عنه امرا صعبا خاصة في ظل وجود عروض سعرية تشجع المواطن علي شراء المحمول اوعلي الاقل تفضيله. هل يختفي؟! دراسة حديثة اجرتها الشعبة الاقتصادية بالغرفة التجارية توقعت اختفاء التليفون الأرضي خلال الخمس سنوات المقبلة،وارجعت الدراسة ذلك إلي الخدمات الهائلةالتي يوفرها المحمول حاليا والتي تتنامي بسرعة كبيرة في ظل التطور التكنولوجي الهائل فضلا عن أن التخفيضات الكبيرة علي تعريفة الاتصال، التي قامت بها شركات التليفون المحمول خلال الفترة الأخيرة. الباحث ياسر الشاذلي والذي اعد الدراسة اكد ان هناك عقبات كبيرة تواجه التليفون الثابت حاليا اهمها الاشتراكات الثابتة وغرامات التأخير المحددة سلفا علي اعتبار ان المستهلك، مجبرعلي استخدام الخدمة، مما أدي إلي توقف دخول مشتركين جدد بالإضافة إلي إيقاف العديد من المشتركين القدامي لخدمة التليفون الأرضي لديهم. واشار الي ان امتلاك كل افراد الاسرة لمحمول اوعلي الاقل معظمها جعل من فاتورة التليفون الثابت عبئا كبيرا علي ميزانية الأسر فضلا عن اعتماد المصريين العاملين بالخارج في إجازاتهم السنوية، التي تتراوح ما بين شهر وشهرين علي خدمات المحمول لرخص سعره. المشكلة ان سوق الاتصالات الآن يحكمه مبدأ مادمت اكسب فلايهم من يخسر بهذه العبارة بدأ المهندس محمد أبو قريش أمين عام الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات كلامه واضاف ان سوق الاتصالات في الفترة الأخيرة شهد منافسة شديدة بين شركات الاتصالات بينما دخلت المصرية للاتصالات إلي لعبة المنافسة مع شركات المحمول مؤخرا وبدأت بمجموعة عروض جديدة لجذب المشتركين بعد فقدها 1.5 مليون مشترك خلال شهر يوليو الماضي بدأت هذه العروض بتخفيض سعر الدقيقة بين المحافظات إلي 3 قروش وإلغاء رسوم التركيب حتي شهر ديسمبر، بالإضافة إلي تخفيضها سعر الدقيقة من التليفون الثابت إلي المحمول ب15 قرشا، واثر ذلك بشكل كبير علي الشركة المصرية للاتصالات التي اشتكت بالفعل من جراء هذه المنافسة، وبدأنا نشعر ان السياسة الحالية التي تحكم سوق الاتصالات هي طالما نكسب الآن لايهم من يخسر".ويضيف ان خبراء الاتصال والاقتصاد يبحثون كيفية ان يستمر الجميع وان يحققوا مكاسب معقولة مع مراعاة المستهلك بالدرجة الاولي وعلي الشركات ان تعتمد هذه السياسة خاصة انها حققت تكاليف تأسيسها. تحطيم الأسعار واضاف يجب ان يكون هناك محاولات جادة من الجميع للخروج من سياسة تحطيم الآخرين، لتكون المنافسة غير ضارة لا للشركات ولا للمستهلكين، وهو مانحاول القيام به في الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات من خلال دعوة ممثلين من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وشركات المحمول الثلاثة، و ممثلي منظمات المجتمع المدني ونخبة من الخبراء والأساتذة والمفكرين من الجامعة المصرية، ومراكز الدراسات والبحث وخبراء الاقتصاد وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات للوصول الي افضل الحلول والاقتراحات. الدكتور طلعت عمرو نائب رئيس جمعية مهندسي الاتصالات اكد انه لايمكننا القول ان شركات المحمول تنافس شركة التليفون الثابت فكل منهما يقدم خدمة محددة ولكل منهما ظروفه ومن الصعب ان نضع وسيلتي الاتصال في مقارنة نظرا لطبيعة كل منهما المختلفة لكن لااحد ينكر ان هناك تأثيرا كبيرا من التليفون المحمول علي التليفون الارضي وهناك عدد كبير من المواطنين استغنوا عن التليفون الثابت بعد امتلاكهم المحمول لذلك فقد اصبح هناك ضرورة في أن تعيد شركة الاتصالات النظر في سياستها حيث تحمل الشركة المواطن اعباء مالية كبيرة في صورة مصاريف إدارية متكررة خلال العام مع كل فاتورة تليفون مشيرا الي ضرورة إلغاء نظام الحالي للفواتير وجعله يتماشي وفقًا للأسعار العالمية؛ حيث إن نظام المحاسبة الحالي أعلي مما هو موجود بالدول الأوروبية، فضلا عن ضرورة إلغاء أو تخفيض مصاريف التركيب واشتراك الخواص، مثل خاصية إظهار رقم الطالب. ويؤكد عمرو ان هناك مشكلة إدارة بشركة الاتصالات فبالرغم من محاولة حمايتها بجميع الأشكال من الدولة حتي اصبحت المحتكر الوحيد لسوق الاتصالات الا ان هناك نوعا من فقدان الثقة بين المواطن والشركة خاصة في عدم وجود معايير واضحة امام المواطن لحساب استهلاك فيجد المواطن نفسه في النهاية امام فاتورة ضخمة مثقلة بالاشتراكات والمصروفات الادارية سواء استخدم التليفون ام لم يستخدمه. وزاد علي ذلك انه كان يتم دفع الفواتير مرتين فقط في العام أما الآن فأصبحت 4 مرات مما يزيد العبء علي المستهلك لازدياد التكلفة بما يقارب 200٪ ولأن المنتفع بالخدمة يدفع تكاليف أساسية باهظة دون أن يستخدمها في الاتصال. عروض ترويجية المهندس عماد الأزهري نائب الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات اكد ان هناك تجاوبا من المواطنين مع العروض التي تطرحها المصرية للاتصالات بين فترة وأخري.. وقال ان هناك عروضا ترويجية نطرحها بصفة مؤقتة ونقوم بدراسة مدي اقبال العملاء علي كل عرض.. فاذا وجدنا اقبالا كبيرا علي عرض بعينه يتحول إلي منتج للشركة ونستمر في تقديمه مادام يحقق فوائد مشتركة للشركة وعملائها في وقت واحد. مؤكدا ان الشركة تدرس حاليا طرح عروض جديدة قريبا تماثل أو تفوق العروض الأخيرة لتقدم كل ما هو مفيد وجديد للعملاء واتاحة خدماتنا بأقل الأسعار الممكنة وبجودة عالية. واضاف الازهري ان ما يردده البعض من ان المصرية للاتصالات بما تقدمه من عروض تخوض حربا لحرق الأسعار أمر غير صحيح مشيرا لحرص الشركة علي استقرار سوق الاتصالات في مصر ولاحترامها لالتزاماتها ومسئولياتها القومية.. واذعانها للقوانين المنظمة لقطاع الاتصالات. وأضاف ان الشركة حريصة قبل طرح أي عرض ترويجي علي التشاور مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والحصول علي موافقته بشكل صريح كشرط لتقديم الخدمات والعروض الجديدة مشيراً إلي أن عروض المصرية للاتصالات واضحة وصريحة وتكاشف عملاءها بالحقيقة دون لبس أو غموض واننا عندما نقول ان دقيقة الاتصال من الثابت إلي المحمول ب15 قرشا فإن العرض يسري علي الاتصال من أول دقيقة وليس الدقيقة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة كما يفعل البعض. وأكد الازهري ان العروض الاخيرة كانت مشجعة للغاية وفاق نتائجها كل توقعاتنا حيث زاد عدد المشتركين الذين تقدموا بطلبات تركيب خطوط جديدة علي 100 ألف مشترك.. فضلا عن عشرات الألوف من العملاء الذين طلبوا الاشتراك في خاصية النداء الآلي للاستفادة من تخفيض تعريفة الاتصال بالمحافظات. واضاف: لأول مرة منذ سنوات طويلة نجد مثل هذا الاقبال الهائل علي خدمات وعروض تقدمها المصرية للاتصالات.. ولأول مرة نجد أيضاً هذه المعدلات الضخمة في اقبال الناس علي الاستفادة من خدماتنا بشكل يفوق المعدلات الطبيعية بأضعاف مضاعفة.