جاءت احتفالات مصر بمرور 42 عاما علي انتصارات اكتوبر لتعيد إلي الأذهان حقبة مهمة من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. ورغم وجود معاهدة للسلام بين مصر وإسرائيل إلا أن المناخ العام الذي تعيشه المنطقة يدعو للقلق ونخطئ كثيرا لو تهاونا في دراسة أسبابه وأخذ كل درجات الحيطة والحذر لاننا بالفعل نخوض حربا جديدة. حربا ربما لا نعرف فيها الاعداء من الاصدقاء لانها حروب مصالح كبري وجدت في منطقة الشرق الأوسط ساحة خصبة لتجربة اسلحتها واستعراض قوتها. واذا كان الرئيس السيسي قد اعلن أن مصر تخوض حربا ضد الإرهاب والعنف والتطرف فإنني اعتقد جازما انه لم يكن يعني فقط الإرهاب الذي تمارسه جماعات الإخوان الإرهابية أو التابعون لها بالداخل أو الخارج. كان الرئيس يقصد الإرهاب الدولي المنظم الذي ترعاه دول واجهزة مخابرات وفي العديد من خطاباته لمح الرئيس إلي ضرورة تكاتف الدول والمواجهة الجماعية للإرهاب وهي اشارات ذكية لكل الذين شاركوا أو يشاركون في مؤامرة ما سمي بالربيع العربي أو الفوضي الخلاقة. ان انتصارات اكتوبر تأتي هذا العام في ظل أوضاع متوترة قلبت موازين القوي رأسا علي عقب واصبح من الضروري التعامل معها بذكاء وحنكة وأيضا بامتلاك القوة اللازمة للرد. لقد قلت في العديد من المرات ان مؤامرة تقسيم العالم العربي وإعادة توزيع مناطق النفوذ والمصالح تتطلب اليقظة والحذر وعدم الوقوع في فخ التدمير الذاتي الذي يمارس الآن في العديد من الدول العربية المجاورة تحت شعارات المعارضة للأنظمة الحاكمة وهي شعارات جوفاء لا يقصد منها سوي تدمير الجيوش وإسقاط الدول بإذكاء الفتنة واشاعة مناخ الاحباط وزرع الاحلام الوردية بالديمقراطية والحرية. امتلاك مصر لأحدث ترسانة عسكرية ليس ترفا ولكنه هدف نحمد الله انه جاء في الوقت المناسب وبحنكة وخبرة رجال قادرين علي الحفاظ علي انتصارات اكتوبر ولو بعد 42 عاما.