فجأة استيقظت كل هذه الدول الأوروبية من سبات عميق كانت تعيشه، وارتفع صوتها رافضاً، محذراً، مهدداً. سمعنا صوتهم فور دخول القوات الروسية لمزاد شن الغارات الجوية وتنفيذ العمليات القتالية في أراضي الدولة السورية الشقيقة علي تنظيم «داعش» الإرهابي. بعض الدول سارعت بالإعلان عن عدم علمها بالقرار الروسي بدخوله دائرة الصراع في سوريا، وأنه تم اتخاذه بدون التنسيق معها، والبعض الآخر رفض التدخل الروسي، مؤكدا أنه يستهدف حماية النظام السوري ويوجه ضرباته إلي المعارضة المعتدلة في سوريا، بينما حذر وهدد فريق ثالث من تداعيات هذا التدخل وما يسفر عنه من خطر يهدد المنطقة والعالم بأسره. واللافت للنظر أن جميع هذه الأصوات لم نسمعها، فور تعرض سوريا للضربات الجوية التي شنتها قوات التحالف بقيادة أمريكا، وحولت البلد العربي الآمن إلي مقابر جماعية للسوريين وبقايا حطام لمنازل هجرها أصحابها وتشردوا في العالم كله من حجم الدمار الشامل الذي أصاب بلدهم.. أطفال ونساء وشيوخ دفعتهم قنابل الموت إلي ترك المكان الذي ولدوا وعاشوا فيه وفقدوا الأمل في العودة إليه مرة أخري. ولم تتحرك دولة واحدة من تلك التي ترفض وتحذر وتهدد اليوم، ولم تجرؤ علي توجيه مجرد السؤال إلي قائدة قوات التحالف الدولي مما ترتكبه في سوريا، ولا عن أسلحة الدمار التي يتم إدخالها لساحة الحرب، ولمن تصل! فمن ذاك الذي يحدد أن تلك قوات معارضة معتدلة أو متطرفة، حتي يتم منحها السلاح للقتال، وعلي أي أسس أو معايير يتم التحديد وكيف تكون معارضة معتدلة وهي تستخدم السلاح للقتل.. ويدفع الشعب السوري الثمن بحياته وبتشريده في جميع دول العالم بحثا عن مكان آمن بعيداً عن طلقات الرصاص والقنابل وبراميل المتفجرات والدمار الشامل الذي لحق بوطنه. المؤكد علي أرض الواقع، أن مفهوم المعارضة المعتدلة الذي تتبناه أمريكا وتسير علي ركبها فيه الدول الأوروبية، يقصد به جماعة الإخوان، نظرا لأنها أول من عمل علي إسقاط النظام السوري والاستيلاء علي السلطة، وكان ذلك ضمن المؤامرة الكبري التي استهدفت مصر، واتضح ذلك جليا في موقف جماعة الإخوان من النظام السوري خلال استيلائها علي السلطة، ولولا عناية الله وجيش مصر العظيم الذي ساند شعبه وتصدي للإرهاب، لكنا نلاقي نفس المصير.
شنت فضائيات الارهابية خلال ال24 ساعة الماضية حربا ضارية علي روسيا. وصفت التدخل الروسي في سوريا بالعدوان لقتل الابرياء وابرزت مشاهد الدمار في سوريا وكأن الفاعل روسيا! الصادم ان المتحاورين مع «الارهابية» طالبوا أمريكا بسرعة التدخل لوقف العدوان الروسي علي سوريا؟ وقالوا إن هذا العدوان يستهدف منع قيام دولة الخلافة؟ أوقفوا أسلحتكم واستمعوا للشعب السوري واتركوه يحدد مصيره بإرادته وليس بإرادتكم أنتم!