في قمة سرت العربية أطلق عمرو موسي أمين الجامعة العربية مبادرة اقامة رابطة دول الجوار وتضم القوي الاقليمية الي جانب الدول العربية.. ومن حيث المبدأ لا خلاف علي اقامة رابطة الجوار وذلك لدخول قوي اقليمية جديدة مثل تركيا وايران.. وهي فكرة ليست جديدة بل موجودة في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي ولكن قبل الأخذ بما طرحه عمرو موسي يجب ان نبدأ في الحوار حول ما هي مصادر الخطر والتهديد للأمن القومي العربي لأن هناك دولا ينظر اليها البعض كصديق والبعض الآخر يعتبرها عدوا ويجب ان يكون لدينا عامل مشترك في تحديد اسس الامن القومي العربي وهناك تحفظ من بعض الدول علي الحوار وعلي العرب الجلوس معاً للوصول الي اتفاق حول كيفية اسس الحوار وماذا يريدون منه. أما مبادرة اصلاح الجامعة العربية التي قدمتها اليمن وتطالب بتحويل الجامعة الي اتحاد عربي علي اعتبار ان صورة الاتحاد اقرب لتطلعات الشعوب العربية التي عانت وما تزال من التمزق والتفرق.. ومثل هذه المبادرة تحتاج الي ارادة سياسية وحرص علي مصلحة الشعوب ووحدتها واذا كانت الوحدة تحققت في الاتحاد الاوروبي بعد ان تمكنت دول اوروبا من تجاوز الاختلافات في اللغات والاعراق. حقيقة ان الوطن العربي فيه خيرات وثروات كفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي والسودان بأرضه وأنهاره يمكن تحويله الي سلة غذاء للعرب، ولكن هل يمكن تحقيق الاتحاد العربي ووجود كيان كبير يضع العرب في مصاف الدول الكبري.. وهذا في مصلحة العرب.. وليس معني الاتحاد العربي انهاء دور الجامعة العربية التي ادت دورها كاملاً وسط ظروف صعبة.. ووسط الخلافات العربية العربية ووسط انقسام فلسطيني لا يفكر في مصلحة الشعب الفلسطيني او في مصلحة الشعوب العربية.