حتي المصورة التركية.. لم تكن تتوقع ان تحدث الصورة هذا التأثير، ولكن هل تصبح الفواجع مجرد أحداث عادية في عالمنا العربي؟ جثة طفل علي شاطئ مدينة بوضروم السياحية في جنوب غربي تركيا.. كان الطفل ملقي علي وجهه في الرمال علي حافة أمواج البحر، وكفاه مفتوحتان بدلا من أن يرقد فوق سرير دافئ.. الصورة هزت وصدمت وأبكت كل من شاهدها في العالم، وفجرت موجات من الغضب في كل مكان، فهي تدمي القلوب وتعلن عن شهادة صارخة ليس فقط بمأساة انسانية.. بل بأن عالمنا مريض حتي الجنون. كل شيء بلغ الذروة في صورة واحدة تطرح علي ضمائرنا آلاف الاسئلة والكلمات تفقد معناها أمام الصورة. وها هي براعم الحياة التي لم تجد ادني فرصة لكي تتفتح، فالطفل يرقد وحيدا في مشهد درامي، كما لو كان يوجه الينا اصابع الاتهام والادانة. الا ينبغي ان نشعر بالخجل. ونحن نتطلع الي صورة الطفل «ايلان كوري» 3 سنوات ونقف عاجزين امام موت الملايين من الاطفال العرب طوال 14 عاما والاطفال السوريين طوال خمس سنوات سواء من جراء الحصار الاقتصادي للعراق الي جانب الغزو - لاحقا وبسبب اعتماد الغرب علي المنظمات الارهابية لهدم الدول العربية وتفكيكها، سواء في سوريا أو ليبيا؟ الا نشهد، ونحن صامتين، كيف صار البحر يلفظ آلاف الجثث لمهاجرين لا يجدون فرصة للبقاء علي قيد الحياة في بلادهم العربية، وكيف تقذف امواجه باجساد الاطفال علي شواطئ غريبة وموحشة. والد الطفل.. مواطن سوري كردي ينتمي الي بلدة كوبالي- عين العرب- الباسلة التي دحرت جحافل تنظيم داعش واستشهد 560 كرديا خلال تلك المواجهات. وعندما عاد الي البلدة عدد من سكانها في شهر يونيو الماضي.. تنكر وحوش داعش في أزياء كردية وذبحوا 268 كرديا بينهم نساء واطفال.. ولم تعد البلدة تصلح للاقامة في ظل اخطار دائمة وداهمة. كان والد الطفل، ويدعي عبدالله الكردي.، واسرته يهربون من الموت الي الموت، وهكذا فقد ولديه ايلان وغالب 5 سنوات وزوجته ريحان 28 سنة غرقا علي الشاطئ التركي. هذه الاعداد الهائلة غير المسبوقة من المهاجرين تريد التمتع بحق الحياة هذا الحق الذي يحرمه عليهم الارهابيون في المنطقة ومع ذلك فإن ساسة واعلام الغرب لم يجدوا في مأساة عائلة الكردي ما يتعلمونه سوي ان الوقت قد حان لاتخاذ مواقف اكثر رحمة مع المهاجرين والسماح باستقبال المزيد منهم وفرض حصص الزامية لكل دولة او توزيعها بالتساوي علي دول الاتحاد الاوربي. لم يتذكر مسئول اوربي أو أمريكي واحد ان سبب الهجرة هو الارهاب الذي يجتاح المنطقة والذي يلقي كل دعم وتمويل وتسليح من دول الغرب نفسها متي يكف هؤلاء.. ايديهم عن المنطقة العربية ويمتنعون عن إشعال الحروب وتخطيط المجازر التي ترتكب باسم الدين، وتفتيت الدول؟ كلمة السر : جبهة عالمية ضد الإرهاب