لعله الأمل في الله سبحانه وتعالي، والرجاء في واسع رحمته وعظيم لطفه بالبشر، وقبل هذا ومن بعده الايمان المطلق بقدرة الخالق الباريء اللامتناهية علي انفاذ مشيئته وتجسيد ارادته ومراده، هو مايدفعنا للتعلق بأهداب الانتظار واطراف التوقع لعودة منتظرة لأديبنا الكبير وصديقنا الغالي جمال الغيطاني،...، من عالمه الذي هو فيه الآن علي الحافة تماما بين ماهو متصور ومعروف ومدرك في حياتنا البشرية، وبين ماهو غامض ومجهول لنا خارج اطار الإدراك والفهم والمعرفة لوقوعه بعيدا عن دائرة مدركاتنا ومستوي قدراتنا البشرية القاصرة والمحدودة. ونحن في تمسكنا بهذا الأمل وتعلقنا بذلك الرجاء وتشبثنا بأهداب الانتظار والتوقع، ننطلق من ادراكنا بقيمة الغيطاني الانسان زميلا وصديقا وكاتبا وأديبا كبيرا، ومايحتله من مكانة عالية وقيمة رفيعة ووزنا ثقيلا في عالم الصحافة والكتابة، وعوالم الأدب والثقافة ليس علي المستوي المحلي والعربي والاقليمي فقط، بل وأيضا إلي ماهو ارحب واوسع بكثير بامتداد عالم الابداع الأدبي والثقافي الإنساني الشامل. وصديقنا وكاتبنا الكبير الغيطاني يمثل لكل الزملاء في «أخبار اليوم» الكبار والشباب قيمة مهنية واخلاقية ووطنية رفيعة القدر، بما هو عليه من استاذية ودأب وتواضع، ومايميزه ويعبر عنه من بصمة مصرية خالصة ومتميزة، وما يتمثل فيه من أصالة فطرية نابعة من الأرض المصرية ومتشربة بعصارة الوطنية المصرية. وهذا واضح ومدرك في كافة المعارك الصحفية والقومية التي خاضها بالكلمة والقلم، دفاعا عن الوطن والأرض والتراث، سواء في حرب الاستنزاف أو معارك العبور ونصر أكتوبر، أو في مواجهة كل من حاول النيل في مصر وسرقة تاريخها أو استلاب تراثها، أو نهب ذاكرة الوطن أو سرقة آثاره، وغيرها وغيرها. وذلك فضلا عن قيمته الأدبية الرفيعة بوصفه كاتبا وروائيا وأديبا متفردا في اسلوبه وملكاته، بما يملكه من موهبة خاصة وقدرة فائقة علي النفاذ الي جوهر الأشياء والغوص في جوف التاريخ الانساني والتراث البشري، وهو ماجعل له ذائقة ادبية وانسانية مختلفة ومتميزة عمن سواه،...، من اجل هذا وغيره كثير أصبح للغيطاني موقعا متميزا ومكانا ومكانة رفيعة لدينا جميعا، وهو مايدفعنا للأمل والرجاء في عودته لنا ولأسرته المحبة وكل اصدقائه.