ظلمنا تُجار الحروب وصُناع الأزمات والإرهابيين، لم نر إلا نصف كوب الدم أو السم الذي نتجرعه علي أياديهم، ولم نفطن للنصف الآخر، لكن هناك من يحرص علي تصويب الأمر، «الجارديان» البريطانية جازاها الله عنا خيراً نقلت خلاصة بحث نشرته دورية متخصصة، لتؤكد أن الصراعات التي مزقت بلدانا عربية، وفككت أوصالها لم تكن كلها شر، فيكفي أن ظهور «داعش» قد خفض تلوث الهواء في المدن الرئيسية ل 4 دول، بعد عقود من الارتفاع المتواصل لانبعاثات الغازات السامة! ولأنه إذا عُرف السبب بطل العجب، فإن الدراسة التي تدعي استنادها لبيانات جمعتها الأقمار الصناعية، تربط بين انخفاض التلوث وتباطؤ معدلات النمو الاقتصادي، مما جعل العلماء أصحاب القلوب الرحيمة يمصمصون شفاههم، ويصفون المشهد ب «المأساوي»! بالطبع إذا ما خُير الإنسان بين نعمة الهواء النظيف، وأي شيء آخر، فإنه سيختار الحياة في بيئة صحية، حتي ولو كان ذلك تحت ظلال الحراب ومعاناة الجوع، وضياع الوطن، فكلها أمور مما يمكن الاستغناء عنه، أو تعويضه في وقت لاحق! أي طرف تورط في ارتفاع نجم «داعش» عليه أن يفخر، لا أن يتنصل من صعود الإرهابيين وتفشي ما يتصوره البعض خطراً داهما، فها هم العرب يتمتعون أخيراً بالنسيم العليل، ألا يجعلهم ذلك مدينين لمن صنعوا «داعش» ودعموها بالكثير؟! لا أعرف كيف أصنف ما أطلق عليه وصف دراسة علمية، ونحن نعلم مرات أن بعض العلماء يضعون علمهم في خدمة شياطين الحرب والسياسة، فلماذا لا تتسع دائرة خدماتهم لتكون تحت أمر الإرهاب؟!