• صعود داعش خفض التلوث فى وسط العراق عام 2013 أظهرت دراسة جديدة منشورة فى مجلة العلوم المتقدمة أن «الحروب والكوارث الإنسانية والأزمات الاقتصادية فى الشرق الأوسط قد خفضت بشكل جذرى من مستويات تلوث الهواء فى المنطقة»، بحسب صحيفة «جارديان» البريطانية، أمس الأول. وأوضح الباحثون القائمون على الدراسة، أنه فى المدن الرئيسية فى جميع أنحاء سورياوالعراق وفلسطين ومصر، انخفضت مستويات أكاسيد النيتروجين بنسبة تتراوح مابين 20 إلى 50٪ منذ عام 2010. وركز الباحثون تحليلهم على البيانات التى جمعتها أقمار الصناعية عالية الدقة على المدن بين عامى 2005 و2014، ثم قارنوا هذه البيانات بإحصاءات التنمية التى تم جمعها من قبل البنك الدولى. وأشارت الدراسة إلى أن ما رصدته الأقمار الصناعية يظهر أنه قبل عام 2010، كانت مستويات أكاسيد النيتروجين ثابته على ارتفاعها الملحوظ منذ منتصف تسعينيات القرن الماضى، عندما بدأت عملية رصد التلوث فى المنطقة عبر الفضاء. ووصفت الدراسة الانخفاض فى معدلات التلوث بأنه «مأساوى» لارتباطه بالاضطرابات السياسية والاجتماعية منذ اندلاع ثورات الربيع العربى، قائلة إن «هذا الاتجاه تحول دراماتيكى فريد من نوعه فى الشرق الأوسط». وقالت الدراسة إنه «لسوء الحظ، الشرق الأوسط ليست المنطقة الوحيدة فى العالم التى تأثرت بالركود الاقتصادى والاضطراب بسبب الحرب»، مضيفة أنه « على الرغم من أن التغييرات الجيوسياسية فى المنطقة تبدو أكثر جذرية من أى مكان آخر، إلا إنه لأمر محزن ارتباط «بعض الانخفاضات فى انبعاث ثانى اكسيد النيتروجين بكوارث إنسانية». ونقلت «جارديان» عن البروفيسور، جوس ليليفيلد، مدير معهد ماكس بلانك للكيمياء فى ألمانيا والمؤلف الرئيسى للدراسة، قوله: «وجدنا أن الجغرافيا السياسية والصراع المسلح فى الشرق الأوسط تزامن مع تغيير جذرى فى انبعاثات ملوثات الهواء»، مضيفا أنه» منذ عام 2005 وحتى عام 2010، كانت منطقة الشرق الأوسط واحدة من المناطق الأسرع نموا فى تلوث الهواء، ارتباطا بالنمو الاقتصادى فى العديد من البلدان». وتابع ليليفيلد: «توقف الاتجاه التصاعدى للتلوث فى الشرق الأوسط عام 2010، ليتبع ذلك انخفاض قوى للغاية» فى الملوثات، وهى المنطقة الوحيدة فى العالم التى شهدت ذلك. وقالت الدراسة إن «صعود تنظيم داعش أدى إلى انخفاض كبير فى انبعاثات ثانى أكسيد النيتروجين فى بغداد، ووسط العراق منذ عام 2013»، مضيفة أنه «تم رصد اتجاه مماثل فى مصر فى وقت قريب من الإطاحة بنظام الحكم فيها عام 2011، وفى أجزاء أخرى من المنطقة مثل السعودية والكويت والإمارات نظرا لاستحداث ضوابط لجودة الهواء». وفى سوريا، اشارت الدراسة إلى انخفاض مستويات انبعاثات ثانى اكسيد النيتروجين فى دمشق وحلب بنسب تراوحت بين 40 إلى 50٪ منذ عام 2011، بالتزامن مع الانتفاضة التى اندلعت فى ذلك العام والتى تسببت فى الحرب الأهلية الدموية التى لا تزال مستمرة. إلى ذلك، امتد التحليل إلى اليونان، والتى كانت تشهد انخفاضا تدريجيا لانبعاثات ثانى أكسيد النيتروجين عبر عقدين من الزمن، ولكن الدراسة أظهرت أن ذلك الاتجاه يتسارع مع تدهور الاقتصاد، مشيرة إلى انخفاض قدره 40٪ فى أثينا منذ عام 2008.