قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله اذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. من السنة الكونية وقوع الابتلاء علي المخلوقين اختبارا لهم وتكفيرا لذنوبهم وتمييزا بين الصادق والكاذب وتقوية لصلة العبد بربه.. والناس عند وقوع الابتلاء ثلاثة أصناف محروم من الخير يقابل الابتلاء بالسخط وسوء الظن بالله والثاني: يقابله بالصبر وحسن الظن بالله والثالث: راض يقابله بالرضا والشكر وهذه منزلة أعلي من الصبر، وقد اقتضت حكمة الله ان يصاب المؤمن بنزول الابتلاء لتعجيل العقوبة في الدنيا أو رفعا للمنزلة اما الكافر والمنافق فيعافي ويصرف عنه لتؤخر العقوبة في الآخرة.. يقول الامام الحسن البصري عن أهل الرضا عن الابتلاء.. أكلوا فأكلنا وشربوا فشربنا ولبسوا فلبسنا ولكنهم من الغد قلقون وأهل الرضا في رحمة الله آملون.. واعتبر العلماء اذا لم يمر علي المؤمن خلال أربعين يوما ابتلاء فلابد ان يراجع حساباته مع الله لان المؤمن يستيقن ان الابتلاء نعمة وراءها رخاء وفرج وأن النعمة وراءها بليه.. فأنين المريض من شدة الألم كذكر المسبحين لأن الملائكة تسمع كلمة آه «الله» فتكتبها في الصحيفة كذلك.. والامام عروة بن الزبير عندما قطعت رجله بكي وعلل بكاءه قائلا: والله ما ابكي لقطع رجلي فما سارت الا لتعمير بيوت الله بل أقول يارب أبقيت لي الكثير وأخذت القليل فكيف اشكرك؟ وعندما مرض ابو بكر الصديق رضي الله عنه مرض الموت قالوا له نأتي بالطبيب قال لقد جاءني الطبيب قالوا: ما رأيناه. قال: ألم تسمعوا قوله «فعال لما يريد».. وقال الشافعي: جئتم بطبيب الوري (الناس) وطلبت طبيب السماء هذا ليعطي الدواء وذاك ليعطي الشفاء. فاللهم ارزقنا الصبر والرضا.