وسط إجراءات أمنية مشددة، ناقش امس عدد من قادة السياسة والمال في العالم قضايا الاقتصاد والمناخ والتحديات العالمية المشتركة في اليوم الثاني من أعمال منتدي دافوس الاقتصادي السنوي في سويسرا والذي يحمل هذا العام شعار "أعراف مشتركة للواقع الجديد". وأمام نحو 2500 من صفوة رجال الاعمال والسياسة دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للحد من الإعلان عن تكهنات الأسعار فيما يتعلق بالسلع الأساسية بوصفه سبيلا لارتفاع أسعار تلك السلع. وقال ساركوزي ان "التكهنات والفقر يغذيان بعضهما الآخر"، مشيرا الي أسعار الحبوب التي ارتفعت بشدة بعد تكهنات مالية أطلقها البعض، عقب توقف تصدير الحبوب في روسيا وأوكرانيا بفعل حرائق الغابات. لكن "نجوزي اوكونجو ايويالا العضو المنتدب في البنك الدولي قالت ان ارتفاع أسعار الغذاء يمثل تهديدا كبيرا للاقتصاد العالمي والإستقرار الاجتماعي لكن يجب الا يبالغ صناع السياسة في تنظيم أسواق السلع الأولية. من جانب اخر اعتبر الرئيس الروسي ديمتري ميديفيديف ان الاعتداء الذي شهدته بلاده في "مطار دوموديدوفو" قبل أيام كان يهدف الي منعه من افتتاح الدورة السنوية ال 41 للمنتدي. وقال "كانوا يتوقعون ان يؤدي عملهم الي تركيع روسيا". وفي اشارة الي تونس قال ميدفيديف ان اطاحة نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي "عبرة مهمة" للجميع، مبديا أمله بان لا يكون لها مفعول عدوي. وفي شأن الإقتصاد اتفق المتحدثون أن القوة الاقتصادية انتقلت من الدول المتقدمة إلي دول اسيا مع تعافي الاقتصاد العالمي بوتيرة اسرع. ورأي عظيم بريمجي رئيس شركة "فيبرو" الهندية لبرامج الكمبيوتر "ان ما يحدث حاليا هو تباطؤ في العالم الغربي ونمو في الاسواق الناشئة.. وهو تحول تام في ميزان القوي". وتوقع المحللون ان يكون انعدام المساواة بين الاغنياء والفقراء سواء في الاقتصاديات المتقدمة او النامية عامل خطر مستقبليا رئيسيا، مشيرين الي تزايد التوترات في شمال افريقيا والشرق الاوسط. وأبدي رجال أعمال تفاؤلا حذرا إزاء إمكانية حل أزمة ديون منطقة اليورو دون أن تمتد إلي اسبانيا أو يضطر المستثمرون لتحمل خسائر غير محتملة. وتوقع الملياردير "جورج سوروس" ان تقسم الأزمة القارة الأوروبية الي قسمين أحدهما متقدم والآخر متخلف، وقد تكون تداعياتها السياسية خطيرة. وكانت الشرطة قد أعلنت ان انفجارا صغيرا وقع في فندق في منتجع دافوس دون ان ترد تقارير عن خسائر.