نظر روكا الحرامي إلي وجه الملك رمسيس الثاني فقرأ عليه غضبا وإستياء ً، فألقي علي جلالته السلام دون ان يقترب منه ، إلا أن الملك تقدم عدة خطوات وهبش أذن روكا وفركها بأصابعه الكريمة فصرخ روكا من شدة الألم .. وقبل ان يسأل عن السبب صاح الملك : ماذا فعلتم بصاحب المقلة البريء ؟ لماذا ألقيتم به وراء القضبان دون ذنب أيها الأوباش ؟ ثم ترك جلالته أذن روكا وراح ينظف يده بمنديل مبلل بالديتول ، وقال بقرف : لم تعد الأوضاع في الأحياء مقصورة علي الفساد والرشوة، بل وصل الأمر بمهندسي الحي إلي تلفيق القضايا والزج بالأبرياء في السجون . قال روكا لجلالته : مهندس الحي حقاني وبيعمل شغله بما يرضي الله يا عم رمسيس . لما فات ع العمارة لقاها نفشت لفوق وبقت 8 أدوار بعد ما كانت الشهر اللي فات 4 بس . وعشان ضميره صاحي لامؤاخذة كان لازم يعمل محضر . سأل عن صاحب العمارة مالقاش جواب . ولو كان لقاه ما كانش حصل اللي حصل. كان ح يتغدي ويشرب الشاي والنفوس تتراضي وكل حاجة تمشي بالملاغية. وسيادتك ملك قديم وكلك مفهومية ، وعارف ان الناس لبعضيها .. ومين قدم شيء بيداه إلتقاه . قال الشيخ غريب : وهنيالك يا فاعل الخير ! قال روكا: المهندس بص حواليه لقي عيِّل صغنون ابن أربع سنين مش لابس حاجة من تحت لامؤاخذة وبيبلبط في مية المجاري . قال له مين يا حبيبي صاحب العمارة الطويلة الحلوة دي إللي تحتها مقلة لب .. يكونش صاحب المقلة ؟. الواد هز دماغه . وسيادتك عارف ان هزة الدماغ بتنكتب في الورق الرسمي »آه« . وعارف كمان ان العيال احباب الله . ما يعرفوش الكذب ولا اللوع . راح المهندس عامل نص دستة محاضر لبتاع اللب . وقعد الورق يمشي لحد ما وصل المحكمة .. وحكمت عليه بالسجن سيادتك . قال الشيخ : .. وبالقانون يا معلم ! قال الملك مستنكرا : لقد ظلمتم حفيدي صاحب المقلة ظلما فادحاً . رد روكا : ما تعملش من الحبة قبة يا عم رمسيس. السجن مليان بتوع لب . ما فيهاش حاجة لما حفيدك صاحب المقلة يبات كام ليلة في السجن يقزقز مع الناس الحلوين إللي بدعوا الجدعنة . وإذا كان بريء لامؤاخذة مسير الأيام تلف لفتها .. وتفضل تلف تلف لحد ما ياخد حقه.. يعني حقه محفوظ ! قال الشيخ : في التلاجة يا معلم ! قال روكا: الصبر جميل يا سيادة الملك. واللي يصبر لازم ينول . لما يخرج من السجن يزعق بعزم صوته ويقول مظلوم . ويكتب شكاوي للوزرا ويقول والله العظيم مظلوم . ويعيًّط براحته علي باب التليفزيون ويقول عليًّا الطلاق مظلوم . ويبات علي باب مجلس الوزرا جنب العسكري وطول الليل يجعر ويقول مظلوم يا عالم يا ظَلمَة . من حقه يعمل ما بداله سيادتك . ما حدش ح يكش فيه ولا حتي يقول له جعَّر بشويش . يا عم رمسيس فرفش وفك التكشيرة . احفادك في الحفظ والصون . وحرية التجعير بعون الله مبلولة . قال الشيخ غريب : قصدك مكفولة يا معلم !