تترقب الأوساط الاقتصادية والسياسية الأوروبية والعالمية اليوم تصويت الناخبين اليونانيين علي شروط خطة الانقاذ المالي التي رفضتها الحكومة اليسارية، في استفتاء قد تحسم نتيجته مستقبل بقاء اليونان في منطقة العملة الأوروبية الموحدة ومن ثم يدخل «اليورو» في أفق مظلم. وقبل ساعات من استفتاء دعا اليه رئيس الوزراء «ألكسيس تسيبراس» بشأن مقترحات المانحين، توقفت الحملات الدعائية حول التصويت وقد اختتمها رئيس الوزراء بتصريحاته التي أكد فيه ان التصويت ب»لا» هو «تصويت للعيش بكرامة في أوروبا».. وكان تسيبراس قد فشل في إقناع ترويكا الدائنين؛ البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي بالموافقة علي مقترحات بلاده بشأن شروط اتفاق إنقاذ جديد يخفف من إجراءات التقشف التي يتحملها اقتصاد بلاده لكن الدائنين أصروا علي التمسك بشروط الخطة السابقة مما دفع تسيبراس إلي عرض المسألة في استفتاء عام، ألمح انه سوف يتنحي اذا ما صوت فيه الناخبون بالموافقة علي الخطط الأوروبية. من جهته اتهم وزير المالية اليوناني «يانيس فاروفاكيس» دائني بلاده ب»الارهاب». وقال في مقابلة مع صحيفة «الموندو» الاسبانية «لماذا اجبرونا علي اغلاق البنوك؟..لترهيب الشعب. وعندما يتعلق الأمر بنشر الرعب فهذا يعرف بأنه إرهاب.» وأضاف إن عدم الموافقة سيكون باهظ التكاليف للجانبين، موضحا أن «تريليون يورو ستضيع إذا سمح بانهيار اليونان». ووصف فاروفاكيس مقالا لصحيفة «فاينانشيال تايمز» قال انه قد يتم اقتطاع 30% من ودائع المدخرين اليونانيين لضخ أموال في البنوك ب «الإشاعة المغرضة». في السياق ذاته، أعلن صندوق الاستقرار المالي الاوروبي وهو أكبر دائن لليونان ان اثينا في حالة عجز عن سداد ديونها لمنطقة اليورو، وذلك بعد ان تخلفت عن سداد دين لصندوق النقد الدولي، وقال انه يحتفظ بالحق في المطالبة بسداد ديون قيمتها 130،9 مليار يورو قبل موعد استحقاقها. وكانت أخر أرقام للاستطلاعات قد أظهرت تقدما طفيفا لأنصار التصويت ب»نعم» علي أولئك الذين ينتوون التصويت ب»لا». وكان تسيبراس قد سعي للمرة الاخيرة أمس الأول إلي تعبئة مواطنيه وحضهم علي التصويت ب»لا» وقال أمام حشد ضم نحو 30 الف شخص في ساحة سينتاجما امام البرلمان «اليونان توجه رسالة من اجل العيش بكرامة.. ولا أحد يملك الحق في التهديد بتقسيم اوروبا». واعتبر تسيبراس ان التصويت ب "لا" سيعزز قدرته علي التفاوض مع الدائنين. وحذر قادة الاتحاد الاوروبي ان التصويت ب»لا» في الاستفتاء سيعرض وجود اليونان في منطقة اليورو للخطر. وقال رئيس المفوضية الاوروبية «جان كلود يونكر» ان موقف اليونان التفاوضي مع دائنيها «سيضعف بشكل كبير» في حال فازت "لا" في الاستفتاء. ووجه وزير المالية الالماني «فولفجانج شويبله» مجددا النقد لحكومة تسيبراس قائلا انها «لا ترغب في اي برنامج للاصلاح». وفي ثيسالونيك الجمعة جلس المتقاعد جيورجس شازيفوتيادي (77 عاما) علي الرصيف منهارا باكيا بعد عدم تمكنه من سحب 120 يورو بسبب مشكلة ادارية. وجابت صورته انحاء العالم. وسجلت بورصات أوروبا الرئيسية انخفاضات في ختام تعاملاتها أمس الأول مع تركز الانظار علي استفتاء اليونان.