أعرب رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن استعداد السلطة الوطنية الفلسطينية لنشر وثائقها وأرشيفها الخاص بملفات المفاوضات مع إسرائيل لتوضيح المواقف للرأي العام الفلسطيني والعربي. وجاء ذلك في إطار رد عريقات علي المعلومات الواردة في الوثائق السرية التي بدأت الجزيرة أمس الأول في نشرها والمتعلقة بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وأكد عريقات أن الفلسطينيين لم يتخلوا قط عن مواقفهم "التي دافع عنها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات". وذكرت الوثائق أن الوفد الفلسطيني أبدي استعدادا للتنازل عن كل أراضي مستوطنات القدسالمحتلة باستثناء مستوطنة أبو غنيم. وكشفت أيضا أن نسبة عرض تبادل الأراضي في القدس بين الفلسطينيين والإسرائيليين بلغت 1 إلي 50 لصالح إسرائيل. وقال عريقات إن مواقف الوفد الفلسطيني في المفاوضات بشأن القدسالشرقية ثابتة، وأضاف أن الفلسطينيين ملتزمون بالقانون الدولي في تلك المفاوضات. واعتبر أن "مبدأ تبادل الأرض ليس سرا" وأن ذلك "التبادل يتم بالقيمة والمثل"، وأكد أن المسئولين الفلسطينيين قدموا خرائط ووثائق للجامعة العربية وعدد من الدول العربية وطلبوا رأيهم فيها قبل التفاوض مع إسرائيل.وتساءل عريقات -لدي رده علي اتهامات تضمنتها الوثائق بتقديم الوفد الفلسطيني تنازلات- لماذا لم توقع إسرائيل عليها إذا كان الأمر كذلك.وقال ان الوثائق فيها "تحريف واكاذيب وتوقيت نشرها مشبوه". وتفيد الوثائق بأن الوفد الفلسطيني لم يعتبر الحرم القدسي خطا أحمر أثناء جلسات التفاوض.وتظهر أيضا عرضا فلسطينيا للتنازل عن الحي اليهودي وجزء من الحي الأرميني في القدس. وفي هذا الإطار أكد مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أطلع المسئولين الفلسطينيين علي أنه تلقي أثناء مفاوضاته مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت عرضا يعتبر أن القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، لكن عباس رفض ذلك. وأضاف أن عباس أكد عدم قبوله لأي تنازل رفضه الرئيس الراحل عرفات "الذي دفع حياته مقابل ذلك". أما خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية بالقدس فاعتبر أن الخرائط المنشورة لا تشكل مفاجأة له، مؤكدا أنه تم نشر العديد منها في الصحف الفلسطينية وإلقاء عدة محاضرات بشأنها.ومن المقرر أن تنشر الجزيرة أكثر من 1600 وثيقة سرية تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه أن الشفافية هي منهج السلطة في التفاوض مع إسرائيل.. وفي تعليقه علي الوثائق،قال وزير الخارجية افيجدور ليبرمان ان هذه الوثائق تدل علي ان حكومة اولمرت لم تفلح في التوصل الي اتفاق رغم التنازلات السخية.. ونفي الجنرال الاحتياطي عاموس جلعاد مدير الشئون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الاسرائيلية توجيه تحذير عام 2008 للسلطة الفلسطينية حول شن إسرائيل هجوما علي غزة، مكذبا بذلك الوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة.وقال جلعاد "هذا مثال علي عدم الدقة،لم يتم نقل اي تحذير ملموس بخصوص هجوم الي السلطة الفلسطينية".. واعتبرت حركة حماس الوثائق "خطيرة" وتدل علي "تورط" السلطة الفلسطينية في محاولات تصفية القضية الفلسطينية.وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس إن هذه "الوثائق السرية خطيرة للغاية وتدلل علي تورط سلطة فتح في محاولات تصفية القضية الفلسطينية خاصة في ملفي القدس واللاجئين".