اعتبرت حركة حماس، اليوم الاثنين، أن العرض الأولي العام للوثائق السرية التي نشرتها فضائية "الجزيرة" عبر شاشتها أمس الأحد، حول المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية "يكشف تواطؤ السلطة مع الاحتلال، وتعكس دورها في التورط في محاولات تصفية القضية الفلسطينية". وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في تصريح صحفي، إن "الوثائق السرية التي عرضتها الجزيرة حول تواطؤ سلطة فتح في رام الله مع الاحتلال، وثائق خطيرة للغاية وتدلل على تورط سلطة "فتح" في محاولات تصفية القضية الفلسطينية". وأضاف أن "هذه الوثائق تكشف عن تورط سلطة فتح في محاولة تصفية حقوق الشعب الفلسطيني خاصة في ملفي القدس واللاجئين، وكذلك التورط ضد المقاومة في الضفة وغزة، والتعاون مع الاحتلال في حصار غزة والتورط في العدوان عليها أواخر عام 2008". وتابع بالقول: "نعتبر هذه الوثائق دليلا إضافيا على الانحطاط الأمني والسياسي الذي وصلت إليه السلطة"، مشددا على ضرورة أن يكون هناك كلمة فصل من القوى الوطنية لمواجهة هذا الانحدار في هذه القضية. وعبر أبو زهري عن اعتقاده بأن التعرف على تفاصيل هذه الوثائق في الأيام المقبلة "سيمثل المزيد من القناعات ويكشف المزيد من الوجه القبيح لهذه السلطة ومستوى ارتباطها مع الاحتلال". وكانت قناة "الجزيرة" القطرية بدأت أمس الأحد، نشر أكثر من 1600 وثيقة سرية تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وذلك بعد أن حصلت على وثائق ومحاضر مهمة لجلسات خلف الستار. ونفى صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، في تصريحات إذاعية، ما نشرته قناة الجزيرة الفضائية القطرية، وقال إنها "ليست سوى أكاذيب وأنصاف حقائق". وقال عريقات المتواجد في القاهرة إنه "في الوقت الذي نذهب فيه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار ضد الاستيطان رغم معارضة الولاياتالمتحدة، وفي الوقت الذي نرفض فيه المفاوضات في ظل الاستيطان، تنشر هذه الوثائق.. فما هو المغزى منها؟ وما هو سبب توقيتها؟ ولصالح من؟ إنها أكاذيب وأنصاف حقائق". ونفى عريقات الكثير من المعلومات التي وردت في التقارير التي بثتها "الجزيرة"، بما فيها الحديث عن تنازلات في القدس واللاجئين الفلسطينيين، مضيفا أنه "لم يحدث أن تحدثنا مع الجانب الإسرائيلي إطلاقا عن أي أعداد للاجئين". واستغرب عريقات الحملة وتوقيتها متسائلا "أنه إذا كان موقع ويكليكس قد أعلن صراحة اسم الشخص الذي قام بتسريب الوثائق للموقع، فلماذا لا تقوم الجزيرة بنشر اسم من قام بتسريب الوثائق للجزيرة؟". وشدد عريقات على استعداد دائرة شؤون المفاوضات لفتح ملفاتها لإثبات عدم صحة الكثير مما ورد في الوثائق التي نشرتها "الجزيرة"، مؤكدا أن "الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لم تتنازل عن أي من الثوابت وأن الغرض من هذه الحملة هو الضغط على القيادة الفلسطينية لتحقيق أهداف إسرائيلية".