كنت قد وصلت لتوي إلي حيث مقر تمثال الحرية في نيويورك عندما تلقيت من أمي في البلد هذه المكالمة: - إنت لسه يا ولدي مرجعتش من المدعوقة أمريكا دي؟ والله مانا عارفة إيه اللي عاجبك فيها وكل شوية ناططلي عندها، اوعاك تكون متجوز عندك علي مراتك الأميرة دي! - لالالا يامه جواز إيه بس يا شيخة، كلها يومين تلاتة اخلص شغلي واكون عندك، ده أنا حتي لسه واصل عند تمثال الحرية حالا. - بقي سايب كل التماثيل اللي عندنا في الأقصر ورايح آخر الدنيا تزور تمثال؟ - أيوه يامه بس ده مش أي تمثال؟ - ليه إن شاء الله هيكون أغلي من تماثيل جدك رمسيس ولا جدتك حتشبسوت، ولا هو يعني تمثال الحي لا يطرب؟ - ههههههه الله يحظك يامه وكمان بتتكلمي بالنحوي - نحوي ولغات وهيروغليفي كمان انت مستهون بامك ولا ايه؟ - لا يامه العفو العفو مش قصدي، بس أصل تمثال الحرية ده كان في الأصل جاي مصر علشان يتحط عند قناة السويس بس الخديو اسماعيل قال الخزنة فاضية! - مش سماعين ده برضه هو اللي استلف من طوب الأرض وورط البلد في ديون بالكوم؟ يعني جات علي التمثال ده؟ طيب ما كان استلفله قرشين من أي حد بجملة؟ - أهو اللي حصل يامه.. كل شيء نصيب - طب ماتدهيوني اكلمه؟ - تكلمي مين يامه سلامة عقلك؟ - انت فاكرني مجنونة يا قليل الأدب؟ باقولك اديهوني.. احنا نطقنا القرود والأسود مش هنعرف ننطق تمثال؟ - طيب حاضر حاضر يامه اتفضلي أهو معاكي أهو (اقتربت منه وسلمتله الموبايل قائلا: امي عايزة تسلم عليك فوضعه علي أذنه ودار بينه وبين امي هذا الحوار) - اهلا اهلا بالحاجة الغالية ام هشام - لا اهلا ولا سهلا.. بصراحة زعلانة منك قوي قوي.. بقي يا راجل تسيب مصر أم الدنيا وتروح عند أمريكا اللقيطة بلد العبيد دي اللي لا عارفينلها أب ولا أم؟ - غصب عني يا حاجة قعدت متلقح في المخزن بفرنسا محدش في مصر سأل عني لما قربت أحمض قال إيه قال مفيش فلوس، والله يكرمه اخويا شعبان عبد الرحيم بعتلي اغنية شجعتني اتنازل عن الجنسية المصرية واطفش علي أي حته تانية - اغنية إيه أنا حافظة كل أغاني شعبولا؟ - هابطل الأنتخة وأكون انسان جديد.. خلاص من بكرة رايح علي بلد العبيد واييييييه - وعلي كده بيدفعولك كويس عندك؟ - يعني مش زي ما كنت متوقع يا حاجة..بصي أنا بييجيني هنا حوالي خمسين ستين ألف سايح في اليوم كل واحد بيدفع تقريبا 18 دولار والدولار في مصر دلوقتي بحوالي 7 ونص يعني أهي مستورة والحمد لله - آه يابن المحظوظة، عموما احنا برضك في مصر ربنا عوضنا خير، الحكومة كتر خيرها عملتلنا مفاجأة حلوة قبل رمضان. (عند هذه اللحظة فوجئت بالتمثال يبكي بحرقة ويترنح ويكاد يسقط، فسارعت لمساندته وامسكت بالموبايل وسألت أمي: - يامه عايزة تعمليلنا أزمة دبلوماسية مع أمريكا ولا إيه، قلتي ايه بالضبط يامه للتمثال خلتيه كان هيروح فيها؟ - ابدا ياولدي انا مقلتلوش غير انه هيندم علي قعدته في أمريكا ولو كان معانا في مصر دلوقتي كان زمانه بيصرف سبعة جنيه بحالهم بتوع منحة رمضان!