حذر منتدي المجتمع المدني الذي عقد أمس علي هامش القمة الاقتصادية والتنموية العربية بشرم الشيخ أمس من استمرار تدهور الأوضاع المعيشية للمواطن العربي ، خاصة في الدول الاقل نموا ، والتي تواجه تحديات خطيرة تجعلها عاجزة عن الوفاء بالأهداف التنموية للألفية ، وبما يؤدي الي اشعال العديد من الازمات الاجتماعية ، وانتشار حركات الاحتجاج. ودعا المنتدي الي الاهتمام بسياسات التعليم والرعاية الصحية ومكافحة الفقر ، اضافة الي ضمان عدالة التوزيع للموارد في المجتمعات العربية ، واعطاء الرعاية الاجتماعية والاستثمار في المواطن العربي الاولوية القصوي في السياسات التي تضعها الدول العربية. وأكد المنتدي علي ضرورة توفير التمويل الكافي لمنظمات المجتمع المدني في الوطن العربي حتي تتمكن من المشاركة بفاعلية في تحقيق الأهداف التنموية ، والمساهمة في تحسين جودة الحياة للمواطن العربي . أهداف التنمية وأكدت السفيرة سيما بحوث الأمين المساعد للجامعة العربية للشئون الاجتماعية علي اهتمام القادة العرب بدعم دور المجتمع المدني في خدمة أهداف التنمية .. مشيرة الي أن قمة الكويت كانت بمثابة تطور نوعي كبير في الاهتمام بدور المجتمع المدني ،كشريك رئيسي في عمليات التنمية والدعوة الي تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشارت بحوث الي ان زيادة معدلات الفقر والبطالة وتدهور أوضاع المواطنين وتراجع معدلات التجارة البينية والاستثمارات المشتركة وهجرة العقول العربية وضعف البنية التحتية في العديد من البلدان العربية ، إضافة الي عدم مواكبة مخرجات العملية التعليمية لاحتياجات التنمية وعدم مراعاة معايير العدالة والإنصاف في توزيع عائدات المجتمع ، كلها تمثل تحديات كبيرة أمام المجتمعات العربية تحتاج الي تضافر الجهود الرسمية والأهلية. وأوضحت الأمين المساعد للجامعة العربية للشئون الاجتماعية ، ان هناك انجازات تحققت بالفعل في عدد من المشروعات التي أقرتها قمة الكويت التنموية في 2009 الا ان هناك ايضا عددا من المشروعات التي ماتزال تعاني من تباطؤ معدلات الانجاز، وهو ما يحتاج الي مراجعة دقيقة من جانب قمة شرم الشيخ للوقوف علي اهم المعوقات التي تعترض تلك المشروعات وتذليلها. وشددت السفيرة سيما بحوث علي ان الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية مايزال يشكل العائق الرئيسي لعمليات التنمية في الوطن العربي ، وقد تسبب هذا الاحتلال في تعطيل جهود التنمية العربية لعقود ، وهو ما يفرض تحديا إضافيا علي عمليات التنمية العربية . مشكلات الفقر والبطالة من جانبه أكد مروان سمرا مستشار السياسات الاجتماعية بالبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ان معظم البلدان العربية لن تتمكن من تحقيق الأهداف التنموية للألفية التي كان مقررا تحقيقها خلال الفترة من عام 1990 حتي عام 2015 . وقال في جلسة العمل الأولي حول دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز الوعي العربي بأهداف الالفية ان البلدان العربية فشلت في تحقيق الهدف الأول للألفية وهو القضاء علي الفقر المدقع والجوع .. حيث ان المؤشرات الحالية تؤكد ان حوالي 20٪ من السكان في الدول العربية يعيشون بأقل من دولارين للفرد يوميا ، وان اكثر من 40٪ من السكان يعيشون باقل من 2.75 دولار للفرد يوميا . واشار الي ان هناك تفاوتا كبيرا في معدلات الفقر بين الدول العربية وداخل البلدان العربية نفسها .. وان معدلات الفقر تسير بسرعة كبيرة داخل بعض البلدان . واشار سمرا إلي ان الهدف الثاني من اهداف الالفية يتعلق بتعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015 وانه رغم المحاولات العربية والتحسن الملحوظ في مجال المساواة بين الجنسين للحصول علي التعليم الا ان 25٪ من الاطفال في العراق وفلسطين غير ملتحقين بالمدارس .. بالاضافة الي ان الدول العربية مازلت تعاني ايضا من انخفاض جودة التعليم . واكد سمرا أن الدول العربية لن تتمكن من تحقيق هدف خفض معدل وفيات الاطفال دون سن الخامسة والرضع رغم كل ما حققته من انجازات في هذا المجال .. كما انها لن تتمكن ايضا من تحسين صحة الامهات وخفض معدل وفياتهن .. بالاضافة الي عدم قدرتها علي تحقيق هدف مكافحة فيروس سي ونقص المناعة البشرية والملاريا وغيرها .. ولن تتمكن ايضا من تأمين الاستدامة البيئية وحصول السكان علي المرافق من مياه الشرب والصرف الصحي رغم التقدم الضئيل في هذا المجال . واشار الي ان اهم التحديات التي تواجه البلدان العربية في الوقت الحالي تتضمن ضرورة تحقيق النمو الاقتصادي المستدام من اجل خفض نسب الفقر والبطالة ، عن طريق زيادة الاستثمارات وتحديث الاقتصاد والانتقال من اقتصاد ريعي استهلاكي الي اقتصاد منتج مع التركيز علي قطاعات الزراعة والتكنولوجيا . وقال انه يجب ان تلعب منظمات المجتمع المدني دورا اكبر في وضع السياسات وبرامج التنمية التي تضعها الحكومات ، ومتابعة وتقييم هذه السياسات والبرامج والعمل علي تطبيقها وتحسين نتائجها علي المستويين الوطني والمحلي . رسالة الي القادة وفي نهاية الجلسة وجهت منظمات المجتمع المدني رسالة الي القادة والزعماء العرب المشاركين في القمة العربية الاقتصادية، وتضمنت الرسالة عددا من التوصيات في مقدمتها دعوة القمة العربية الي ترجمة التوجهات العالمية والوطنية الي مسار اقليمي يتضمن التزامات اقليمية بالنسبة للقضايا المشتركة المتعلقة بأهداف الالفية يتجاوز الشكليات.. ودعوة الجامعة العربية الي تفعيل التعاون المؤسسي مع منظمات الأممالمتحدة الاقليمية من أجل ضمان حضور عربي مميز في اعمال المراجعة النهائية لمسار اهداف الالفية ، واعتبار قضية مكافحة الفقر البشري بكل تجلياته وما يرتبط به من توفير متطلبات العمل اللائق محور العمل الاجتماعي العربي . ودعا المنتدي في توصياته أيضا إلي ضرورة العمل علي نشر ثقافة التسامح وحقوق الانسان واحترام المرأة ، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص .