هذه الواردات ليست بالتأكيد لمصر التي نعرفها، مصر الشقيانه العرقانة، بل لمصر الأخري، مصر المترفة، السفيهة التي أضاعت العام الماضي من احتياطي نقدها الدولاري الناضب 153 مليون دولار (1162 مليون جنيه مصري) لاستيراد طعام للقطط والكلاب، في وقت يفتش فيه البعض عن الطعام في مقالب الزبالة، حتي تمني فقير «يا ليتني كنت كلبا» وتطلعت مسكينة لأن تكون قطة. ولكن هل توقف الإنفاق الفاجر عند هذا الحد، بالطبع لا فتقول الأرقام: إن مصر استوردت لحوم طاووس وغزلان ونعام ب 95 مليون دولار (722 مليون جنيه مصري). (العبد لله عاش 60 عاما لم يذق فيها طعم هذه اللحوم، وما زلت حيا أرزق ولا ينقصني شييء) كله كوم واستيراد ألعاب نارية ب600 مليون دولار، كوم، فنحن هنا لا نبدد رصيدنا الدولاري فقط، بل ننفقه في كل ما يوتر أعصابنا، ويدفع بعض أبنائنا حياتهم من أجل لحظة لهو بصاروخ أو شمروخ، وكم من انفجارات وقعت في مخازن لهذه المفرقعات الخطيرة، يعني موت وخراب ديار. كما نستطيع أن نعيش بدون ياميش رمضان حتي نوفر 104 ملايين دولار استوردنا بها مكسرات 2014، وفي الثمانينات عشنا عاما دون مكسرات ولم ينقض ذلك صيامنا». مصر في هذه الظروف الصعبة في حاجة إلي ان تخشوشن فلن نموت لو توقفنا عن استيراد جمبري وكافيار ب78 مليون دولار، أو شيكولاته ب57 مليون دولار. فتبديد 6 مليارات دولار علي واردات الفشخرة- كما ذكرت الزميلة الأهرام- كانت كفيلة بأن تصلب طول اقتصادنا المتدهور لو أنفقناها في استيراد معدات ومستلزمات إنتاج لتشغيل الكثير من مصانعنا المعطلة. يا سكان مصر المترفة، ارحموا جيرانكم في مصر المستضعفة. خير البر عاجله: تم تحرير «تكريت» في العراق وإدلب في سوريا، وعدن في اليمن. عقبال القدس في فلسطين. كم عاصفة حزم نحتاج حتي «يتعدل» الحال المايل في البلد. من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اني اعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك من ان أظلم أو اظلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك».