الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الاثيوبى خلال المؤتمر الصحفى المشترك ميريام : زيارة فارقة تأتي بعد ثلاثين عاما من غياب الرؤساء أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر وإثيوبيا لن تضيعا الوقت خلال الفترة القادمة وستعملان علي الفور من خلال النقاش والتفاوض بين مسئولي البلدين للوصول الي اتفاق متكامل في موضوع مياه نهر النيل وملف سد النهضة الاثيوبي .. مشيرا الي ان اتفاق اعلان المبادئ حول السد الذي تم توقيعه اول امس بالعاصمة السودانية الخرطوم يمثل خطوة إيجابية علي الطريق الصحيح فيما يتعلق بالشواغل لدي الدول الثلاث حول نهر النيل .. وهي مسألة هامة لتفعيل الحوار علي أساس مبدأ المكاسب للجميع .. مضيفا : نأمل ان تتلوها خطوات اخري علي صعيد تحقيق الأهداف التي لا تتعلق فقط بالعلاقات بين دولنا اليوم وغدا ولكن تتعلق برفاهية وحياة الأجيال القادمة من شعوبنا . جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس السيسي ظهر امس مع رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي ميريام ديسالين في مقر الرئاسة بالعاصمة الاثيوبية اديس أبابا عقب انتهاء جولة المباحثات الموسعة التي عقدها قائدا البلدين في حضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين بمصر وإثيوبيا . وأعرب السيسي في مستهل المؤتمر عن بالغ سعادته بالتواجد في هذه المدينة العظيمة بدعوة من اخيه الكريم ديسالين متوجها بالشكر لحكومة اثيوبيا علي حفاوة الاستقبال المعتادة .. وحسن التنظيم والاعداد لهذه الزيارة احاديث متصلة اضاف الرئيس : لقد سعدت صباحا بمقابلة اخي ميلاتوتشومي رئيس جمهورية اثيوبيا .. ثم سعدت بلقاء اخي ديسالين لمتابعة أحاديثنا المتصلة والتي بدأت في مالابوعاصمة غينيا الاستوائية مرورا بنيويورك وشرم الشيخ .. وتشاورنا بشأن مختلف جوانب العلاقات التي تربط بين روابط العلاقات بين شعبينا وسبل تعزيزها. وقال الرئيس : تبادلنا وجهات النظر فيما يتعلق ببعض القضايا الإقليمية لاسيما ما يتعلق بقضايا السلم والأمن في قارتنا الافريقية .. كذلك تلاقت وجهات نظرنا حول خطر الا رهاب الذي يهدد قارتنا والعالم الذي يستلزم تضافر جهودنا لمواجهته والقضاء عليه. واشار السيسي الي انه يتطلع لنقل رسالة المحبة والسلام والتعاون من شعب مصر الي الشعب الاثيوبي في كلمته المنتظرة اليوم امام البرلمان الاثيوبي .. معلنا عن اتفاقه وديسالين خلال اجتماعات الامس اتخاذ خطوات فعلية محددة للارتقاء بمستوي العلاقات بين الشعبين بما يتناسب والزخم الذي تشهده مؤخراً الذي يعكس الإرادة الحقيقية لذلك .. وذلك من خلال الاتفاق علي تطوير اللجنة المشكلة للتعاون بين البلدين ورفعها من المستوي الوزاري لتصبح علي مستوي القيادة السياسية بين البلدين .. الي جانب تشكيل لجنة ثانية تحت إشرافه وإشراف رئيس الوزراء الاثيوبي تبدأ عملها من الان لبحث تفاصيل الاتفاق الإطاري الذي جري توقيعه اول امس بالخرطوم .. مضيفا : بالطبع الاشقاء في السودان مدعوون للمشاركة معنا في هذه المناقشات. وقال الرئيس السيسي : الإجراءات التي نقوم بها نحاول من خلالها تعزيز الثقة وازالة الشكوك الموجودة في نفوس البعض منا.. ولذلك نقول اننا يجب ان نتحرك سريعا ولا مجال لإضاعة الوقت وخطوة الامس يجب البناء عليها ولاعودة للخلف .. مجددا الشكر لديسالين .. كما دعاه لزيارة مصر في اقرب فرصة مستدركا بقوله .. أدعو أخي ديسالين للمشاركة في افتتاح قناة السويس الجديدة المقرر في شهر اغسطس القادم .. بما يعكس قوة العلاقات بين بلدينا وما يجمعهم من روابط تاريخية وأخوة. أخطر القضايا من جانبه وجه رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي ميريام ديسالين الشكر للرئيس السيسي علي قبول دعوته لزيارة بلده الثاني اثيوبيا .. مؤكدا انها تعد زيارة فارقة لانها تأتي بعد ثلاثين عاما من اخر زيارة علي مستوي الرؤساء مما يعكس ما تشهده العلاقات من تطور كبير في الفترة الاخيرة .. وقال ديسالين : اتفق مع اخي السيسي في كل ما ناقشناه علي المستوي الثنائي والاقليمي والدولي ولاسيما قضية الاٍرهاب الذي يعد اخطر القضايا وسنعمل معا لمكافحته حتي نضمن الامن والاستقرار للمنطقة .. كما اتفقنا علي رفع اللجنة الوزارية بين البلدين الي مستوي القيادة السياسية علي ان تعقد سنويا مرة في اديس أبابا والأخري في القاهرة .. كما تناولنا بشكل مفصل العلاقات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا واتفقنا علي ان يكون اتفاق الامس قاعدة للتعاون الثلاثي وانه لابد من تشكيل لجنة لمتابعة هذا الامر حتي نترجم الأهداف الي واقع ملموس فيه مصالح بلادنا .. في ظل ما نشهده الآن من إرادة سياسية قوية والتزاما سياسيا قويا لتحقيق ما فيه صالح بلدينا وما يتناسب والروابط بين بلدينا وشعبينا والاتجاه نحوتعاون ارحب بين البلدين .. مضيفا : وكما قال الرئيس لن يكون هناك عودة للوراء. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد عقد امس جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي ميريام ديسالين، بحضور وفدي البلدين، استهلها رئيس الوزراء الاثيوبي بالترحيب بالرئيس والإعراب عن الامتنان لزيارته لإثيوبيا التي شهدت العديد من مظاهر الترحيب والاحتفاء من الشعب الاثيوبي، منوها إلي الفرصة الطيبة التي تتيحها لتعميق كل مجالات التعاون بين البلدين في إطار الاخاء الذي يجمع بينهما وبما يعود بالنفع عليهما علي كل المستويات الثنائية والاقليمية والدولية. واستعرض «ديسالين» قوة الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين سواء من خلال شريان الحياة الذي يجمع بينهما متمثلاً في نهر النيل، أو علي الصعيد الديني من خلال علاقة وارتباط الكنيسة الاثيوبية تاريخياً بالكنيسة القبطية المصرية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس وجه الشكر لرئيس الوزراء الاثيوبي علي حفاوة الاستقبال والمشاعر الأخوية التي سادت أجواء الزيارة، منوها إلي أن عمق العلاقات تاريخياً بين البلدين يقتضي العمل الدؤوب معاً من أجل تصفية تلك العلاقات من أية شوائب قد سادتها خلال عقود ماضية، والعمل علي بناء العلاقات الجديدة علي قاعدة صلبة وتفاهم مشترك وتفهم كامل للتطورات التي يمر بها البلدان. اتفاقيات جديدة وأوضح الرئيس أن إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث بالخرطوم أمس أسهم بلا شك في بناء جسور الثقة والتفاهم بين الدولتين والشعبين المصري والاثيوبي، مشدداً علي أن تطبيقه العملي يتطلب إبرام اتفاقيات أخري أكثر تفصيلاً لتوضيحه وتطبيقه بما يضمن تحقيق المنفعة الاقتصادية لإثيوبيا وعدم إلحاق أي ضرر بمصر. وفي هذا الصدد، نوه الرئيس بأن المرحلة القادمة تقتضي إتمام إنجازات مهمة ومُحددة، أهمها البدء في صياغة الاتفاقيات التفصيلية المشار إليها والاتفاق السريع علي المكاتب الاستشارية التي ستقوم بإعداد الدراسات، وتشجيع وسائل الإعلام وقادة الرأي ومراكز الأبحاث في البلدين علي تهيئة المناخ اللازم لتعزيز وتطوير العلاقات. وقد أبدي رئيس الوزراء الاثيوبي توافقاً كاملاً إزاء كل خطوات التحرك المقبلة التي طرحها الرئيس. وذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء الاِتفاق علي تشكيل لجنة وزارية تعمل تحت الإشراف المباشر للرئيس ورئيس الوزراء الإثيوبي لبحث تفاصيل اتفاق إعلان المبادئ بغية التوصل إلي اتفاقيات تفصيلية حول كل الموضوعات التي تضمنها، وستكون عضوية هذه اللجنة مفتوحة أمام الأشقاء في السودان للمشاركة فيها. وعلي صعيد دعم العلاقات الثنائية، أشار الرئيس إلي العديد من أوجه التعاون القائمة بين البلدين التي تسهم مصر من خلالها في عملية التنمية في إثيوبيا سواء علي الصعيد الاقتصادي أو علي مستوي التعاون في مجال تدريب الكوادر والتنمية البشرية، حيث تم تخصيص 50 منحة دراسية كاملة للطلبة الإثيوبيين للدراسة بالجامعة البريطانية في مصر، كما منحت مستشفي سرطان الأطفال 57357 أجهزة طبية عالية القيمة للجانب الإثيوبي، فضلاً عن تدريب 150 طبيباً إثيوبياً في مجال علاج سرطان الأطفال. وقد وجه «ديسالين» الشكر للرئيس علي المنح الدراسية والمساعدات المصرية المقدمة لإثيوبيا، ولاسيما في مجال الصحة، منوهاً إلي أهميتها بالنسبة للشعب الاثيوبي. وقد تناولت المباحثات استعراضا لعدد من القضايا الاقليمية والدولية لاسيما ما يتعلق بقضايا السلم والامن في القارة الافريقية، فضلا عما يمثله الإرهاب من تحد جماعي يستلزم تضافر الجهود من أجل دحره والقضاء عليه.. وفي ختام اللقاء، وجه الرئيس الدعوة لرئيس الوزراء الاثيوبي لحضور مراسم الاحتفال بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، و أعرب «ديسالين» عن سعادته بتلقي هذه الدعوة الكريمة مؤكداً تطلعه للمشاركة في مثل هذا الحدث التاريخي.