في الوقت الذي واصل فيه الناخبون السودانيون لليوم الثالث علي التوالي الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تقرير مصير الجنوب بعد إقبال كثيف خلال اليومين الماضيين، وقعت اشتباكات دامية علي الحدود بين شمال السودان وجنوبه أسفرت عن مقتل واصابة 28 شخصا. واعلن وزير الداخلية السوداني الجنوبي جير جوانج خلال مؤتمر صحفي في ابوجا ان مسلحين من قبيلة المسيرية العربية هاجموا موكبا جنوبيا عند الحدود مما ادي الي مقتل عشرة مدنيين واصابة 18 اخرين. واوضح جوانج ان موكبا يضم اشخاصا كانوا عائدين من الشمال الي الجنوب تعرض لكمين نصبه مسلحون من المسيرية علي الحدود بين ولاية جنوب كردفان الشمالية ومنطقة بحر الغزال الجنوبية مشيرا الي ان الموكب كان يضم 30 حافلة وسبع شاحنات تم نهبها وان المهاجمين كانوا علي متن ست او سبع سيارات. واكد جوانج مسئولية حكومة الخرطوم عن قبائل المسيرية. وفي الخرطوم, قال المتحدث باسم الشرطة السودانية ان هذه اشياء متبادلة بين الطرفين حيث ان الجيش الشعبي جاء بقواته الي مناطق المسيرية شمال حدود 56 فقامت المسيرية بالدفاع عن نفسها وحدث نهب متبادل بين الطرفين. وفي غضون ذلك, عززت قوات الاممالمتحدة دورياتها في منطقة أبيي المتنازع عليها. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسركي "نحن قلقون جدا لهذه المواجهات بالقرب من ابيي والضحايا الذين سقطوا نتيجتها".وأضاف أن بعثة الاممالمتحدة في السودان "تعمل للتأكد من هذه الارقام" في وقت تعزز فيه دورياتها وتتصل مع قادة القبائل المتنافسة.وقد أوقعت المعارك في منطقة أبيي 36 قتيلا منذ الجمعة الماضي. ونفت القوات المسلحة السودانية الاتهامات التي وجهها المجلس التشريعي لابيي بالتورط في المعارك الدائرة بين القبائل. وقال لوكا بيونق المسئول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان ان الشمال والجنوب سيحسمان أمر منطقة ابيي لكن قبيلة المسيرية تخاطر بإثارة غضب الجنوب السوداني مضيفا ان بعض اعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال يستغلون المسيرية الذين سيدفعون ثمنا غاليا في نهاية المطاف. ومن جانبه اعلن رئيس حركة جيش تحرير السودان مني اركو مناوي انه سيعود الي العاصمة الخرطوم في العشرين من الشهر الجاري قادما من جنوب السودان وذلك بعد التوصل الي اتفاق مع حزب المؤتمر الحاكم مضيفا ان تفاصيله ستكشف لاحقا. وواصل الناخبون الجنوبيون الادلاء بأصواتهم في جميع ولايات السودان الشمالية والجنوبية وفي الخارج لليوم الثالث علي التوالي. واعلنت مفوضية الاستفتاء انها مددت فترة الاقتراع لساعة واحدة يوميا بسبب الاقبال الكثيف علي التصويت الذي يرجح ان يؤدي الي الانفصال. وبلغت نسبة الاقبال علي الاقتراع بالجنوب 20٪ في اليوم الاول من الاستفتاء بينما بلغت في الشمال 14٪. ولا بد من مشاركة 60٪ من الناخبين المسجلين في هذا الاستفتاء لاعتماد نتائجه.وستتواصل عمليات الاقتراع لمدة أسبوع حتي السبت المقبل بسبب وعورة الطرق وغياب المواصلات في المناطق الريفية في ولايات الجنوب العشر علي ان تعلن النتيجة الاولية في السابع من فبراير المقبل وسيعقب ذلك فترة للطعون والنظر فيها ثم يتم اعلان النتائج النهائية في 14 من نفس الشهر.