قد يمضي بعض الوقت قبل ان تتضح حقيقة حادث الإسكندرية الإرهابي في ليلة عيد الميلاد والذي روع المصريين: من وراءه؟ ومن قام بالتخطيط والتنفيذ؟ هل هي القاعدة أم جهات خارجية أخري؟ وما الايدي التي تسعي إلي اثارة الفتنة الطائفية في مصر؟ وماذا يريد الإرهاب الأسود من محاولات الاختراق بهذه العمليات؟ واتوقف أمام نقاط أساسية يجب وضعها في الحسبان في البحث عن الجناة في حادث كنيسة القديسين مارجرجس والانبا بطرس والتي تلقي بظلال الشكوك وبغير ان نستبق التحريات والتحقيقات: - اولها: ان مصر مستهدفة باعتبارها دولة محورية في المنطقة ولها ثقلها في العالم العربي وان هناك جهات خارجية تتربص بأمنها واستقرارها وتسعي الي اشعال نار الطائفية - كما جري في العراق في حادث كنيسة سيدة النجاة - وقد توعدت القاعدة باستهداف الكنائس والمسيحيين.. وثمة دلائل تشير إلي ان أيادي خارجية خططت للجريمة في الإسكندرية. - ثانيها: أن الافعي التي تتحرك في الظلام تنفذ مخططا موضوعا ضمن اجندة خاصة لاثارة الفوضي في المنطقة بمثل عمليات التفجير واستهداف المدنيين من المسيحيين والمسلمين والهدف هو ضرب مصر وشق الوحدة الوطنية. - ثالثها: أن الحادث يحمل بصمات الإرهاب الذي يستخدم التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة وهو الاسلوب الذي تمرست عليه القاعدة في العراق وباكستان وأفعانستان، وهناك احتمال بأن يكون قد تم تجنيد خلية إرهابية كما في اليمن وفي المغرب.. ولكن هناك جهات خارجية - مثل الاتحاد الأوروبي - تحاول التدخل المرفوض! - رابعها: ان النيابة تستبعد استخدام سيارة ملغومة في الجريمة، وأن منفذ العملية في كنيسة القديسين كان يهدف إلي ايقاع اكبر عدد من القتلي والجرحي أثناء القداس، وان تنظيم القاعدة في العراق وجه انذارا بعد تفجير كنيسة سيدة النجاة بالقيام بعمليات مماثلة ضد الكنائس في مصر! خامسا: ان حادث الإسكندرية ليس طائفيا ولا يعبر عن احتقان بين المصريين -المسيحيين والمسلمين - وانما هو عمل إرهابي في مخطط سياسي وليس له سابقة مماثلة في مصر وهدفه اختراق الأمن والاستقرار والوقيعة. وإذا كان الغضب من بعض الشباب المسيحي قد تجاوز حدوده بالفهم الخاطئ وبالشحن فإن ذلك لا يبرر الاعتداء علي رجال الأمن الذين لم يقصروا في أداء واجبهم وكما يتضح فإن وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية تكثف جهودها للكشف عن الجناة ومن وراء الجريمة.. ويكفي ان جموع المسلمين والأقباط استوعبت الهدف الخبيث وتلاحمت المشاعر في عيد الميلاد لقطع الطريق علي محاولات التدخل الخارجي واستغلال الحادث ذريعة لذلك. ومن غير اللائق خطاب البابا بنديكت السادس - بابا الفاتيكان - عن حماية المسيحيين في مصر، فإنه ليس من حق بابا الكاثوليك التدخل في شئون الاقباط الارثوذكس »المصريين« وأوضاعهم الداخلية.. ويكفي موقف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية »البابا شنودة« بالعقلانية والوطنية والذي دعا الشباب المسيحي إلي التحلي بالحكمة والتعقل للحفاظ علي استقرار الوطن والتمسك بالحوار في حل المشاكل وكذا دعا اقباط المهجر إلي الاقتداء بالكنيسة الأم، وقال البابا شنودة: انا لا أري صداما بين المسيحيين والمسلمين بل أري ان الكثير من المسلمين انضموا إلي اخوانهم المسيحيين! وكما قال أحمد أبوالغيط وزير الخارجية: ان مصر ملتزمة بحماية أمن مواطنيها ولا تقدم تعهدات لأحد!