المحبة والقبول هما انعكاس لما داخل النفوس من صدق ونقاء. فصفاء النفس وشفافيتها والقبول الذي يحظي به فضيلة الامام أحمد الطيب شيخ الازهر نتاج ما يحمله قلبه. وظهر جليا وضوحه وتعاطفه الذي اسعدنا مع كل قضية تمس الاسلام خاصة ما يتعلق بالاخوة المسيحيين. ورغم محاولات الاصطياد من جانب بعض المنتفعين الا أن حديثه اتسم بالموضوعية لتوضيح أمور يستغلها البعض لتعكير الصفاء بين المسلمين والمسيحيين . ورغم خروج بعض الشباب المسيحي المنفعل عن حدود اللياقة مع الشيخ وترديدهم هتافات مستهجنة ضده خلال تقديمه واجب العزاء في شهداء كنيسة الاسكندرية الا أن سماحته وحلمه بددا كل شيء وتراجع الشباب الغاضب ووضح لهم صدق الرجل وتبين للجميع أنه طيب اسما وفعلا. فحديثه بتلقائية مغلفة بعلم غزير. وجاء تعقيبه بالتماسه الاعذار للشباب الغاضب ووضع نفسه مكانهم رسالة لاخوة أحباء لامسهم الغضب وعبروا عنه لكن خانتهم الانفعالات. نحن في حاجة الي استنساخ أمثال الشيخ الطيب الذي يتعامل بكياسة فطرية بعيدا عن التجمل. فخبرته في اقامة الصلح بين العائلات الصعيدية في ساحة الطيب بالاقصر وتجربته الطويلة في دار الافتاء وجامعة الأزهر وعمله لفترة خارج مصر سيجعل من الازهر ساحة انفتاح علي العالم لو تكاتفت الجهود لاستعادة دور الازهر عالميا بالاضافة لدوره علي مر العصور في دعم الوحدة الوطنية. فالشيخ الطيب من أبرز علماء المرحلة الراهنة لتماشي أسلوبه مع دعم حوار الحضارات ويتمتع بثقافة متشعبة واضطلاع واع علي العالم فهو حاصل علي الدكتوراه من جامعة السوربون وأبرز المتصوفة من علماء الازهر النابهين. لقد حظي كلامه بالاعجاب عن واجب المسلم في حماية الكنيسة وهو ما يحمل في طياته رسالة للحب والتآلف. لايحتاج شيخ الازهر لمدح أو تلميع فالرجل أكبر وأجَلّ بكثير ولكن يحتاج لدعم المسلمين والمسيحيين لإرساء فكرة بيت العائلة لأننا ندرك اخلاصه وهدفه النبيل.