إبراهيم الصياد من أسباب تردي الإعلام هو اعتماد معاييرمختلفة عن المعايير المهنية، منها الواسطة أو معايير شكلية لايعنيها المضمون أو امتلاك الإعلامي لأدوات المهنة أو التقليد الأعمي للغير ومحاكاة ثقاقات تتناقض مع ثقافة المجتمع المصري. وهناك مثل صارخ نجده في بعض القنوات الفضائية وهو استقدام مذيعات من دول اخري لتقدم بلهجات غريبة نشرات الأخبار أو البرامج من خلال قتوات مصر الفضائية، رغم وجود كوادر إعلامية مصرية تفوق هذه النماذج المستوردة اذا أحسن تدريبها للعمل أمام الشاشة , ونلاحظ ايضا قيام بعض الاعلاميين بالاستسهال وعدم البحث عن الأفكار المبتكرة الجديدة، ما ادي إلي قيامهم بتمصير تجارب الغير البرامجية، وهذا الغير له ثقافته وعاداته وتقاليده، ويعتبر النقل الحرفي للقوالب البرامجية مرضا له تأثير سلبي علي المتلقي. سبب آخر لتردي الاعلام يتعلق بسيطرة الاعلان علي الاعلام لأن ما نسميه فوضي « المولد « الإعلامي اتاح الفرصة لكي تدخل إلي المعادلة الاعلامية حسابات كمية، ومنها كم الاعلانات علي شاشة القناة بغض النظر عن الهدف من الرسالة الاعلامية، وينجذب الاعلان دائما للموضوعات البرامجية المثيرة والغريبة، فاذا قلت لوكالة اعلانية ايهما تفضلين الإعلان في برنامج عن تطور وتاريخ الموسيقي الشرقية او الاعلان عن برنامج مسابقات للرقص الشرقي ؟ الاجابة واضحة دون ان نحددها. وتبرز حالة سلبية اخري في الإعلام وهي أن بعض القنوات لا تفصل بين ملكية الوسيلة الاعلامية والسياسة التحريرية حيث يخضع العاملون بالقناة لارادة المالك لانه المتصرف في شؤونهم والخروج علي ارادته يعني الفصل من القناة خاصة ان كثيرين ممن يعملون في القنوات الخاصة ليست لديهم اية صيغة تعاقدية مع القناة الأمر الذي يجعل استمرار الاعلامي في وظيفته مرتبطا برضا مالك القناة عنه حيث لا يوجد حتي هذه اللحظة اي جهة تحمي الاعلامي، ومن بينها بالطبع نقابة مهنية للاعلاميين التي نتمني خروجها إلي النور قريبا.